التقوى دافعُ الإيمان بالله وباليوم الآخر .. بقلم/ يحيى صالح الحَمامي
التقوى هي الدافعُ للبشرية إلى الاستقامة والإيمَـان بالله وباليوم الآخر، وهذا موقف الإنسان المؤمن وثابت لكل عباد الله في هذه الأرض.
الغفلة هي التي تبعد الناس عن التقوى وعن عدم الاستجابة لما أمر الله به من الإيمَـان، فالغفلة هي التي تحبط الإنسان بالتساهل وعدم الاستعداد للرحيل من هذه الأرض إلى الآخرة للقاء ربه، فلا بد للبشر أن تذوق كأس الموت وما بعد الموت الجزاء على العمل الصالح والعقاب على المعاصي عن جميع أعمالهم التي تعرض عليه فهو الله العدل والحق المبين الذي لا تأخذه سِنَةٌ ولا نوم.
التقوى رقي وأخلاق والخوف الدائم من الله من المعاصي التي حرمها على عباده المؤمنين، التقوى تهذيب النفس ومخالفة أوامرها التي تشير إلى السوء.
التقوى يقظة من الغفلة واستعداد تام للقيام بالطاعة والسعي بالعمل الصالح في مرضاة الله فهذه الحالة هامة ولا يجب أن نغفل عنها أَو أن نضيع أيامنا في لهو ولعب الحياة وأن نظلَّ في حياتنا نعيشُ في تهاون عن ما أمر الله به، فالإيمَـان نعمة من الله ويجب أن نستذكر بيوم الحق وهو الموت.
التقوى دافع للإيمَـان ويجب أن يحاط بناء تقوى الله الدائم والخوف من عذاب الآخرة ويجب علينا أن نلقى الله بالعمل الصالح مستبشرين برضاه والجنة وأن لا نكون ممن قال فيهم في محكم كتابه (إِنَّا نَخَافُ مِن رَّبِّنَا يَوْمًا عَبُوسًا قَمْطَرِيرًا) صدق الله العظيم.
التقوى زاد المؤمنين ويجب أن تتزود به نفوسنا؛ لأَنَّ الله أمر بخير الزاد للرحيل لسفرنا الذي لا عودة فيه وقد أمر تعالى في قوله (وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى).
التقوى وقود النفس لتحمي البشرية نفسها مما خلقها الله عليه من حب الشهوات، فالنفس أمارة بالسوء التي تؤدي بالغافلين إلى الانزلاق لما يغصب الله من المعاصي.
كل البشرية تدرك أن الموت أت وأن الحساب أت، الذي يأتي بالسؤال عن الخير والشر فالتقوى هي سياج يحمي أنفسنا من الشيطان.
التقوى تذكير بالله وبما وعد به عباده الصالحين، لقد أعد للمؤمنين جنة عرضها السموات والأرض وأعد للكافرين ناراً وسعيراً فلا مجال للكافرين الهروب من عذاب الله.
التقوى قرار المؤمنين الذين يسلكون درب الإيمَـان ونهج الصالحين ويرافق تقواه بالطاعة المتلازمة بالخير والعمل الصالح الذي ترتقي به البشرية في جنان رب السموات والأرض.
التقوى بوصلة النجاح والفلاح والنهج الإيمَـاني للمسلم الذي يكون على اتصال دائم برب السموات والأرض فالتقوى تزكية للنفس وتحصينها من المعاصي قال تعالى (مَنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِنَفْسِهِ، وَمَنْ أَسَاءَ فَعَلَيْهَا، وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِّلْعَبِيدِ) صدق الله العظيم.