صنعاء تفتحُ أبوابَ السلام .. بقلم/ سند الصيادي
على أمل أن تفتح أبواب السلام، صنعاء تفتحُ أبوابَها للمبعوث الدولي، وبحرص تتفرد به وصدق يحف سعيها للسلام، تتمسك صنعاء بالمعاني الكاملة لمفهوم السلام الحقيقي والمستدام، والذي تعبر عنه خياراتها المطروحة والثابتة في كُـلّ المحافل والمنابر، وبمقتضيات تهيئ الأرضية المناسبة لإنفاذ السلام.
وفي أول زيارة للمبعوث الأممي الجديد إلى صنعاء، فَـإنَّ هذه الزيارة بحد ذاتها لا تمثل إشارةً لتحريك هذا الملف، فالزيارات المتكرّرة واللقاءات التي سيجريها هذا المبعوث مع السلطات في صنعاء أصبحت تمثل حالة روتينية مضى عليها من سبقوه من المبعوثين وبمستويات قياسية، غير أن مخرجات تلك الزيارات فشلت في إحداث اختراق بالموقف وَالتقدم خطوة في طريق الخروج من دوامة العدوان والصراع، ولو على الصعيد الإنساني والاقتصادي.
صحيح أن ثمة معطيات جديدة تتزامن مع هذه الزيارة، أبرزها الحالة العسكرية المتصاعدة لصنعاء والتي باتت قادرة ويراهن عليها على إحداث شرخ في الموقف العدائي المتصلب تجاه خياراتها المشروعة، من خلال الردع المتنامي والقدرة على إيلام العدوّ والوصول إلى مفاصله الاقتصادية وأهدافه الحيوية والحساسة، ومن خلال تزامن هذه الزيارة مع الحديث عن هُدنة أعلنتها الأمم المتحدة، إلَّا أن الاختبارَ الحقيقي لنوايا هذه التحَرّكات الأممية يبدأ من تجاوز عبارات القلق وَالوعود المتهالكة إلى الميدان والواقع المعاش، وَبحيث نلمس كشارع يمني معني بهذه التحَرّكات مؤشرات على انفراج الأوضاع الإنسانية والاقتصادية، تبدأ من ترجمة بنود الهُدنة المعلقة عمليًّا، مُرورًا بحل الكثير من الملفات، كعمليات البنك المركزي وَصرف الرواتب، وَبرفع الحصار والقيود عن الرحلات التجارية والعلاجية والمساعدات، وإنفاذ اتّفاقيات تبادل الأسرى، وكلّ ما سبق تعهدات التزمت بها منظمة الأمم المتحدة ولم ترَ النورَ حتى اليوم.
وفي ظل هذه المقتضيات التي تمثل اختباراً لحسن النوايا يبدو الحديثُ عن عملية سلام سابقةً لمحدثاتها، ومقرونةً بنجاح أَو فشل هذه الجولة من تحَرّكات المبعوث الأممي في التهيئة لها إنسانياً واقتصاديًّا، وباعتبار هذين المِلفين يمثلان المحك الحقيقي للسلام، السلام المستحق الذي يناضِلُ لأجله ويسعى إليه شعبُنا بالجبهات، وعلى الطاولات.