إخراجُ هادي من السلطة .. بقلم د/ فؤاد عبدالوهَّـاب الشامي
لم يخرُجْ عبدربه من السلطة برغبةٍ منه أَو بطريقة شرعية، لكنه أُخرِجَ منها بطريقة أقلُّ ما يمكن أن يقال عنها أنها طريقة مذّلة، فقد صعد إلى كرسي الرئاسة عن طريق المبادرة الخليجية التي مهّدت له الطريقَ وفرضته على القوى السياسية برغم رفض بعض تلك القوى، ومع ذلك أصبح رئيساً، وكان يعرفُ أنه جاء لكي يخدم من منحه هذا المنصبَ وهي دول الخليج والدول دائمة العضوية في مجلس الأمن وعلى رأسها أمريكا والسعوديّة، وكان الشعب في آخر سُلم الأولويات بالنسبة له، كما كان همه الأول خدمة أهداف ومصالح تلك الدول.
ولذلك عمل منذ أول يوم على إشراك السفراء في كُـلّ صغيرة وكبيرة متعلقة بشئون البلاد، وكان الناس يتحدثون أن من يدير البلاد هو السفير الأمريكي والسفير السعوديّ، وكانت أكبر مؤامرة نفذها لصالح الخارج هي هيكلة الجيش اليمني، ومن خلال هذه المؤمرة تم فكفكة الجيش وتدمير أسلحته ومقدراته.
وعندما بدأ العدوان على اليمن ارتكب جريمةً كبيرةً في حق الشعب اليمني من خلال شرعنته للعدوان وتمثيل دور الشرعية؛ باعتبَاره الرئيسَ مع أنه كان قد قدم استقالته، والهدفُ كان تبرئة الأعداء من تبعات الجرائم التي يرتكبونها في حق اليمنيين وتحمل هو مسئولية تلك الجرائم من قتل وحصار وتجويع، ولم تكتفِ دولُ العدوان بتسليم هادي لها كُـلّ شئون البلاد ولكنها وضعته تحت الإقامة الجبرية في السعوديّة ولم تسمح له بالتحَرّك إلَّا بإذنٍ داخل السعوديّة وخارجها.
لم تقتصر مواقفُ هادي الخيانية على حكومة صنعاء والشعب الذي في مناطق سيطرتها، ولكنها شملت المناطقَ التي تخضع لنفوذه، من خلال انعدام الأمن وتدهور الاقتصاد، وَأَيْـضاً القوى السياسية الموالية له التي كانت تتعرَّضُ للاغتيالات والإقصاء والعقاب إذَا ما فكرت في رفع صوتها أَو الحديث عن بعض تجاوزات دول العدوان كما حدث مع حزب الإصلاح وغيره، وكذلك القوات العسكرية التي تحت قيادته والتي تعرضت للقصف الجوي مرات عديدةٍ بطريقة متعمدة أَو غير متعمدة.
وأمام ما كان يجري كان هادي يصمُتُ، وفي بعض الأحيان كان يبرّر.
وفي الأخير بعد أن قدم كُـلّ ما يستطيع أن يقدمه للتحالف تم رفع الكرت الأحمر في وجهه وتم إرغامُه على إعلان تنازله عن صلاحياته لصالحِ عملاء جدد يجمعُهم الولاءُ التام لدول العدوان والخضوع لرغباتها الشريرة.
وهذه نهاية كُـلّ خائن لشعبه ولوطنه.