شتانَ ما بين سلاحنا وسلاحهم .. بقلم/ احترام المُشرّف
من ينظر في واقع الحال وفيما حصل ويحصل من اعتداء من قوى الاستكبار في العالم ومن صمت مخز ممن لا ضمير لهم من حقوقيين ومنظمات لاإنسانية على اليمن أرضاً وإنساناً.
سبع سنوات من القتل والتدمير والحصار، ولما لم يتمكّنوا من شيء مما ظنوا أنهم قادرون عليه من إركاع الشعب الأبي وَإخضاع لمن هم أقيال الجزيرة العربية فها هم في ريبهم يتردّدون وفي تيههم يعمهون ويعاودون قصف المقصوف وتدمير المدمّـر وَإحراق المحروق، هذا هو أقصى ما يستطيعون وواقع الحال يشهد بهذا فهم لم ولن يحصدوا في أرضنا نصراً ولا من شعبنا استسلاماً.
الفرق شاسع بين سلاحنا وسلاحهم!
هم راهنوا على معداتهم العسكرية وأموالهم لشراء الضمائر الميتة، وكان هذا سلاحهم، ونحن اعتمدنا على الله وتسلحنا بالقرآن وجعلنا منه ومن آياته العظيمة أَسَاساً لخططنا الحربية فهو الذى لا يأتيه الباطل من بين يديه ولأمن خلفه وجمعنا أسلحتنا من القرآن.
عرفنا بأنهم قد تكالبوا علينا فتدارسنا القرآن فقال لنا (الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إيمَـانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ).
وكانت حسبنا الله ونعم الوكيل درعنا في مواجهة عدونا، قرأنا القرآن الكريم وعرفنا معانيه ومغازيه فأخذنا بها وعملنا في ضوئها فكان لنا ما وعدنا، (فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللهِ وَفَضْلٍ لَـمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللهِ وَاللهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيم).
أرادوا تعذيبنا وَإرهابنا فقال لنا القرآن (وَمَا كَانَ اللهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ).
فاتخذنا الاستغفار والصلاة على الحبيب المختار سلاحاً فكنا كتائب المستغفرين.
قالوا ستدمّـرون وتنتهون عن أخركم فقال لنا القرآن (قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللهُ لَنَا هُوَ مَوْلَانَا وَعَلَى اللهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْـمُؤْمِنُونَ).
هم قاتلوا بأنفسهم واعتمدوا أساطيلهم ركيزة في رمينا ونحن قاتلنا بالله وجعلناه هوَ الرامي، (فَلَـمْ تَقْتُلُوهُمْ وَلَكِنَّ اللهَ قَتَلَهُمْ وَمَا رَمَيْتَ إذ رَمَيْتَ وَلَكِنَّ اللهَ رَمَى وَلِيُبْلِيَ الْـمُؤْمِنِينَ مِنْهُ بَلَاءً حَسَنًا إِنَّ اللهَ سَمِيعٌ عَلِيم).
هم اعتمدوا على فوارق القوة والعتاد وافتخروا بفخر الصناعات الحربية، ولم يزعزعنا عتادهم واعددنا لهم ما استطعنا عليه من العتاد كما أمرنا القرآن (وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخرين مِنْ دُونِهِمْ لَا تَعْلَـمُونَهُمُ اللهُ يَعْلَـمُهُمْ).
فكانت الغلبة لنا وكان النصر حليفنا ورفيقنا وهَـا هي طائرات اليمن المسيَّرة وصواريخ اليمن البالستية تزمجر في سماء العدوّ وتضرب منشآته النفطية وتجبره على إغلاق مطاراته، أصبناهم في صميم اقتصادهم وضربنا ضرع أمريكا الحلوب ولن يروا منا إلا ما يكرهون، فنحن الموصوفون في القرآن الكريم (قَالُوا نَحْنُ أُولُو قُوَّةٍ وَأُولُو بَأْسٍ شَدِيدٍ).
وهم المنعوتون بالأشد كفراً ونفاقاً (الْأَعْرَابُ أَشَدُّ كُفْرًا وَنِفَاقًا وَأَجْدَرُ أَلَّا يَعْلَـمُوا حُدُودَ مَا أَنْزَلَ اللهُ عَلَى رَسُولِهِ وَاللهُ عَلِيمٌ حَكِيم).
نحن من شهد لنا سيد الثقلين بالأرق قلوباً والألين أفئدة، نحن لا نعتدي ولا نتعدى ولا ننحني ولا نستسلم وهم من فتحوا على أنفسهم أبواب الجحيم بتعديهم على اليمن.
ونسوا ما أقره التاريخ ودونه في صفحاته على مر العصور عن اليمن بأنه المسمى أرض الجنتين لأهله، ومقبرة الغزاة لمن غزاه.
هم تولوا اليهود والأمريكان وتسلحوا بالحديد ونحن تولينا الله ورسوله وتسلحنا بالقرآن وجعلناه قائدنا ومرشدنا، ومهما طال أمد هذا العدوان الظالم فلن يحصدوا سوى الهزيمة والخسران فسلاحهم معطوب وسلاحنا لا يعطب ولا ينفد فلم يعد بوسعهم أن يصنعوا أشد مما صنعوا.
وثمار صمودنا الأُسطوري في اليمن بدت واضحة لكل ذي بصيرة وكيف أنه قرأ القرآن وتعلم منه علم اليقين الذي لا يداخله الشك بأنه في تجارة رابحة مع الله وفق الصك القرآني الذي يقول (إِنَّ اللهَ اشْتَرَى مِنَ الْـمُؤْمِنِينَ أنفسهُمْ وَأموالهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ وَالقرآن وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللهِ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُمْ بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ).
فباعوا من الله أنفسهم وهم على يقين بأنهم فائزون بإحدى الحسنيين وكلاهما ربح وفلاح وفوز ونجاح.