عمليةُ الشهيد رعد حازم تُؤْذِنُ ببداية نمطٍ جديدٍ للمقاومة الفلسطينية .. بقلم د/ تقية فضائل
من بداية شهرِ رمضانَ المبارك والعدوُّ الإسرائيلي يصعِّدُ من أعماله القمعية ضد الشعب الفلسطيني، فزادت الاعتقالاتُ للعديد من الأهالي والاقتحامات وَكان آخرها إعلان المتطرفين اليهود نيتهم تدنيس المسجد الأقصى فيما يسمونه عيد الفصح وسيشارك في الاقتحام قطعان المستوطنين بحماية الشرطة الإسرائيلية.
وكما اعتدنا من الشعب الفلسطيني البطل رده على همجية هذا الاحتلال بما أمكنه، مما يجبر المحتلّين على إيقاف ممارساتهم الإجرامية، ولكن العملية البطولية للشهيد رعد حازم هي الأكثر إرعاباً للجيش الإسرائيلي والكيان المحتلّ وقطعان المستوطنين، حَيثُ نفذ عمليته البطولية في أهم شارع في تل أبيب وهو شارع ديز نغوف في مطعم مكتظ بالمستوطنين، وقام بإطلاق الرصاص من رشاش كان في حوزته، فقتل اثنين وَأصاب أربعة من المستوطنين نقلوا إلى المستشفى لتلقي العلاج، وقد أظهرت القنوات الفضائية حالة الفوضى وَالرعب تسيطر على قطعان المستوطنين وهم يركضون ويتدافعون خوفاً وَهلعاً وهذا المشهد مصداقاً لقوله تعالى “وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ وَالْمَسْكَنَةُ” وقد وردت الأنباء عن إطلاق الشرطة الإسرائيلية الرصاص على بعضهم بعضاً لشدة ارتباكهم ورعبهم، وهنا يبرز قوله تعالى: “يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ هُمُ الْعَدُوُّ”، وَوجهت السلطات الإسرائيلية نصيحتها للمستوطنين بعدم التجمعات حفاظاً على سلامتهم، كما توقفت وسائل النقل العامة في تل أبيب.
هذه الحادثة تؤكّـد ضعف هذا الكيان الغاصب المعتدي وهشاشته، وَأنه بكل ما يملك من منظومات أمنية واستخباراتية وغيرها، فَـإنَّه فشل في تحديد هُــوِيَّة منفذ عملية الهجوم وظل يتخبط في بادئ الأمر ويعلن عدة احتمالات ويجري تحرياته التي استغرقت فترة من الزمن استطاع خلالها البطل رعد حازم الخروج إلى يافا، ومن ثم استطاعوا تحديد هُــوِيَّته وموقعه ووجهوا أسلحتهم إلى البطل الذي ظل صامداً مقاوماً حتى ارتقى شهيداً وفاز الفوز العظيم بعد أن ضحى في سبيل الله وواجه أعداء الله ونكل بهم.
وهذا العمل البطولي المتميز يجعلنا نقول إنه يندرج ضمن عمليات مقاومة من نمط جديد سيكون لها مردود إيجابي في قادم الأيّام في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي الغاصب، والمباركة التي نالتها هذه العملية من جميع فصائل المقاومة الفلسطينية والشعب الفلسطيني كافة دليل واضح أن الشعب الفلسطيني ماضٍ إلى تحرير فلسطين بعزيمة أكبر لا تعرف المستحيل، وقد خرج المصلون بعد صلاة الجمعة، رافعين صور الشهداء من ضمنهم صورة الشهيد رعد حازم وهم يؤكّـدون مضيهم على درب الشهداء حتى يطهرون فلسطين من دنس اليهود.
وهنا نستحضر مقولة الشهيد العظيم أحمد ياسين، بأنه حان موعد زوال إسرائيل بما كسبت أيديهم من ظلم واستبداد وتعد، وأننا نعيش في مرحلة “وعد الآخرة” التي حدثنا عنها القرآن الكريم وليس هناك من هو أصدق من الله حديثاً، حَيثُ بشرنا بأن الغلبة والنصرة للمسلمين بإذن الله برفع راية الجهاد.
ختامًا.. نقول: إننا نتمنى ممن ظن أن القوة والعزة في تطبيع العلاقات مع إسرائيل من العرب والمسلمين أن يعيدوا حساباتهم، خَاصَّة بعد أن ظهر جليًّا هشاشة الكيان الإسرائيلي الغاصب لأرض فلسطين وعجزه عن حماية نفسه ومستوطنيه في عمق الأراضي التي احتلها ومواجهة شاب واحد فقط من شباب المقاومة، وليعودوا لقوله تعالى “وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ”.