في رحاب المحاضرات الرمضانية الصبر سلاحُ النصر الأمضى .. بقلم د/ مهيوب الحسام
من ينابيع التزود بهدى الله ومحطات بناء الوعي والإدراك وما أكثرها في المحاضرات الرمضانية لقائد الثورة –حفظه الله– من التقوى ومعانيها وعظمتها وفوائدها ونتائجها إلى الدعاء وفضله ودوافعه وموجباته إلى الصبر مع الله وفي سبيله وعظمته وعاقبته المحمودة ونتائجه المضمونة والحتمية وعاقبة كُـلّ ذلك وفوائدها ونتائجها وأثارها على الإنسان في حياته العملية في الأولى وفي الأُخرى ونجد أن كُـلّ محاضرة من المحاضرات السابقة هي محطة غنية بمعاني التقوى وزكاء النفس وغنية بموجبات النصر المبين.
لذا نجد أن كُـلّ عبارة وجملة يتحدث بها قائد الثورة ليس ترفاً ولا حديثاً عابراً وإنما هي دروس هدي قرآني ومحدّدات وموجهات وتوجيهات لنا لنجسدها في حياتنا ونتحَرّك بها ونعكسها عملاً واقعاً في أقوالنا وأفعالنا في مواجهة ما يحيط بنا من أخطار وحرب عدوان مباشر بالقتل وبالحصار والتجويع وبالحرب الناعمة، إن سرنا عليها فهي بفضل الله وعونه طريقنا إلى النصر الحتمي القريب على أعدائنا وفي كُـلّ مرة نعيد سماع المحاضرة أَو قراءتها تتكشف لنا أشياء وأشياء كنا في غفلة عنها لن نستطيع أن نذكر أَو نتحدث عن محطات محاضرة واحدة منها وإن أردنا لذا ندعو كُـلّ من يهفو قلبه للعزة والكرامة والإباء والنصر ويعمل له أن يرهف سمعه ويفتح قلبه قبل أذنيه لسماع المحاضرات وإعادة سماعها بتركيز واستخلاص الدروس والعمل بموجبها.
وسنحاول في هذا الإيجاز أن نذكر عدد من الموجهات والتوجيهات التي وردت في المحاضرة العاشرة عن الصبر وكيف نتحَرّك بالصبر بوعي وإدراك ومنها:
1) أن يكون صبرنا مع الله وفي سبيله؛ مِن أجلِ مرضاة الله وبدافع إيمَـاني نريد به وجهه يقول تعالى “وَلِرَبِّكَ فَاصْبِرْ” المدثر آية (7).
2) يجب أن يكون صبرنا نابعاً من إيمَـاننا بالله المرتبط بالتقوى طاعة لله وتقرباً إليه ومقترنا بالوعي والإدراك بأهميّة الصبر وعواقبه العظيمة من الفلاح والتوفيق والنجاح ونتائجه الحتمية في النصر المبين.
3) علينا أن نتحَرّك بالصبر تحَرّكاً إيجابياً مع الحق في مواجهة الباطل والتصدي للطغاة والمجرمين والمعتدين مع الله وفي سبيله مع تحمل مسؤولياتنا في مواجهة ومقارعة المعتدين ومواجهة المستكبرين الظالمين وفي هذه المواضع من مواطن الصبر فَإنَّ الاستعانة بالصبر هي من موجبات النصر؛ لأَنَّ الله مع الصابرين، وما دام الله معك فلن تعرف إحباطاً في المواجهة ولا خوفاً ولا وجلاً ولا انهياراً ولا انكساراً ولا خضوعاً ولا استسلاماً ولا هواناً ولا ذلة وإنما عزة وكرامة وقوة وعزيمة وفوز ونصر وهذه هي مواطن الصبر الإيجابي مع العمل والتحَرّك في الجهاد وهذا هو صبر المتقين.
4) -علينا هنا أن نفرق بين الصبر الإيجابي الذي يمثل طريق النصر وسلاحه الأمضى وبين الصبر السلبي الذي فيه يصبر الإنسان على الظلم وعلى العدوان وعلى الطغيان والذل والهوان وتقول مرحلة وتعدي فَإنَّ هذا الصبر عواقبه وخيمة ونتائجه كارثية وتكلفته لا تحتمل وهذا النوع من الصبر هو تخاذل وتفريط يقود إلى الخضوع الذل والهوان وهو صبر بعيد عن الوعي والبصيرة.