الصماد باقٍ وهادي إلى مزبلة التاريخ .. بقلم/ سند الصيادي
نشهد هذه الأيّام ردود الفعل إزاء العزل الذي قامت به دول تحالف العدوان لشخص المنتهي ولايته الخائن عبدربه منصور هادي وَالذي ظل ينتحل صفة الرئيس من فنادق الخارج، وبعد أن شرعت تلك الدول لنفسها استهداف بلادنا بالقتل والتدمير والاحتلال والنهب والاستباحة بحجّـة نصرته ودعمه، قبل أن ترميه خارج المشهد.
وبالتزامن مع هذه الأحداث تحل الذكرى الرابعة لاستشهاد الرئيس صالح الصماد، الذي ارتقى إلى ربه شهيداً وإلى جواره مرافقيه إثر استهدافه بغارات شنها ذات التحالف العدواني الأمريكي الصهيوني.
وفي المشهدين ثمة حقائق على ما يبقى في الأرض وما يذهب جفاء، وفوارق ملموسة بين شخوص ومسارات، فهادي غادر ملعوناً منبوذاً غير مأسوف عليه حتى من جمهوره وأنصار شرعيته المزعومة، ولم يلق من يناصره أَو يتأسى على مصيره، أَو حتى يجد له موقفاً مشرفاً طوال مسيرته السياسية، غير تلقيه كماً من السخرية والتهكم على نهايات صنعتها البدايات.
أما الصماد، وعلى الرغم من قصر فترة رئاسته ومرور أربع سنوات على رحيله، فَإنَّ الحديث لا يزال يعجز عن احتواء فضائله كمنهج وَسلوك، ولا تزال العاطفة الشعبيّة تخلده في كُـلّ موقف وترى فيه علماً وقُدوة وأُنموذجاً يهتدي به من بعده من رؤساء وقيادات، تجاوزت محبته والثناء عليه جمهور المسيرة إلى كُـلّ حر وشريف في البلد والأمَّة والعالم، خلت سيرته من كُـلّ سوء، وامتلأت بالمواقف الجهادية والنضالية البارزة التي لا يمكن للمغالطات أن تتجاوزها أَو تنال منها، واشتملت حياته على كُـلّ معايير الوطنية والدين، واكتمل في شخصه كُـلّ قيم الشجاعة وَالحنكة والكفاءة والنبل.
استحق هذا القائد أن يحفر اسمه في ذاكرة الأجيال بلا تلميع أَو تضخيم أَو تزييف إعلامي، استحق أن يصبح أيقونة لمشاريع وطموحات التطوير والتنمية والبناء، وحاضراً اسمه في مسيرة الحرية والاستقلال، سلاحاً رادعاً ومدافعاً.
وفيما سيظل الصماد حياً عند ربه وَحياً عند شعبه، ملهماً لحاضره ومستقبله، يتلاشى أضداد مسيرته وَشخصه من ذاكرة الأُمَّــة والتاريخ، وإن ذكروا فباللعنات وبما تسببوا به من جرائم وَأوجاع، وفي المصيرين عبرة لمن لا يزال يبحث عن طريق الحق في خريطة تشعبت وتنوعت فيها دروب الضياع.