كان الرئيس الذي لا يشبه الرؤساء .. بقلم/ احترام المُشرّف
صالح الصماد الرئيس الذي لا يشبه الرؤساء الذين عرفناهم صالح الصماد الرئيس الذي أعادنا إلى الزمن الذي سمعنا عنه ولم نشاهده وكيف أن الحاكم يتعامل مع رعيته بكونه خادم لهم يخرج بينهم يتجول معهم لا يستقر بمكان فهو يعرف بأنه مسؤول عن كُـلّ بلده، صالح الصماد -الرئيس– النموذج الذي لا يشبهه أحد، أخذ من كُـلّ شيء أحسنه، فهو الخطيب المفوه، وهو السياسي المحنك، وهو التقي الزاهد، الذي لم تغره الدنيا ولم يرَ في كرسي الرئاسة السلطة، بل رأى فيه الخدمة لمن أجلسوه عليه.
قائد لم يمضِ على توليه القيادة الكثير من الوقت، كانت فترة قصيرة وكانت تلك الفترة هي أطول فترة في تاريخ الحكام والمحكومين، فقد استطاع في تلك المدة القصيرة أن يجعل من كُـلّ حر صماداً وعرفت الشعوب أن القائد الذي لا يخرج بين شعبه لا يستحق أن يلقب بالقائد.
لم يختبر الصماد قدرته في تحمل المسؤولية بقدر ما وضع الرئاسة في اختبار حقيقي في أداء المسؤولية فكان قائداً استثنائياً في وقت استثنائي يحكم شعباً استثنائياً، قائد أخجل من ينتمي إلى منصبه ومن يتسمى بحاكم مثله، فقد أدركوا المسافة التي بينهم وبينه وأن البون شاسع بينهم وبينه، فهم لم يشهدوا مثيلاً لهذا القائد المحنك ولهذا الفارس الذي لم يرض أن يظل في القصر، كما هي عادة الحكام الذين لم يعرفوا حقيقة الحكم وكيف يكون الحاكم.
اغتالوه وظنوا أنهم قد تخلصوا منه وقد أخطأوا في ظنهم فالفارس لم يترجل فقد امتطى فارسنا المغوار جواد الإمام الحسين -عليه السلام- وأشهر عليهم سيف الإمام علي -عليه السلام- ظنوا بأنهم قد منعوه من جولاته الميدانية في بلاده وتفقده للجبهات وقد خاب ظنهم فقد أصبحت جولاته في بلدانهم تدك قلاعهم وترعبهم وتقلق سكينتهم.
ظنوا أنهم باغتياله قد محو آثره وقد أخطأوا، فأثره باقٍ في نفوسهم لم ولن يزول.
أيها المتخبطون في حربكم، المتخبطون في خططكم، التائهون في ظنونكم المتخمون في قصوركم، ألا ترون بأن الصماد منتصر عليكم حياً، ومنتصر عليكم شهيداً!.
إن قائدنا الشهيد الحر قد هزمكم أيها القادة المأمورون قد مرغ أنوفكم أمام شعوبكم وجعلهم ينظرون إليكم بازدراء، وجعلكم تخشون من المقارنة بينكم وبينه.
فهو العملاق أمامكم أيها الأقزام، إنه القائد الذي كان بلا منزل فأصبح يمتلك في كُـلّ قلب قصراً شامخ البنيان قوي الأركان.
نعم، نعرف أنكم أيها القتلة لم يكن لديكم خيار سوى أن تغتالوا ذلك البطل؛ لكي تستطيعوا بعد أن ينساه الناس، أن تظهروا من جديد أمام شعوبكم حكاماً، وحتى في هذا لم تفلحوا فقائدنا الشهيد قد أثبت وجوده في ذلك الوقت القصير ووضع بصمته التي لن تمحي من ذاكرة الأمم.
أردتم أن تبعدوه فجعلتموه أقرب، صالح الصماد هو المتنصر عليكم يا قتلة وهو الحي بينكم يا ميتون، يامن تسكنون القصور ولا تملكونها، صالح الصماد هو من يسكن القلوب ويمتلكها، فهل فعلاً قتلتم الصماد أم أنتم المقتولون أمام الصماد؟! هل قضيتم على الصماد أم هو من قضى عليكم؟!