صنعاء: حريصون على إنجاح الهُدنة برغم تعنت العدو
المسيرة | خاص
جدّدت صنعاءُ تأكيدَ حرصها على إنجاح اتّفاق الهُدنة والتزامها به، ومساندتَها لأية جهود سلام حقيقية، في الوقت الذي يواصل فيه تحالفُ العدوان والأممُ المتحدة المراوغة والمماطلة في تنفيذ الالتزامات، الأمر الذي تؤكّـد صنعاء أنه لا يبعث على التفاؤل، بل يُمَثِّلُ “سوءَ تقدير” للتوجُّـه الوطني نحو السلام.
وأكّـد رئيسُ المجلس السياسي الأعلى القائد الأعلى للقوات المسلحة المشير مهدي المشاط أن صنعاء حريصةٌ على إنجاح الهُدنة، مشدّدًا على ضرورة فتح مطار صنعاء وموانئ الحديدة ورفع الحصار؛ لتخفيف معاناة الشعب اليمني.
وجدّد الرئيسُ على تعاون صنعاء ومساندتها لأية جهود صادقة تسعى لتحقيق السلام المشرف للشعب اليمني وتحافظ على أمن واستقرار اليمن ووحدته.
وجاءت تأكيداتُ الرئيس خلال لقاء بوزير الدفاع اللواء الركن محمد ناصر العاطف الذي أكّـد بدوره على التزام قوات الجيش واللجان الشعبيّة بالهُدنة بالرغم من الخروقات التي ترتكبُها قوى العدوان واستهدافها المتكرّر لبعض المواقع.
وما زال تحالفُ العدوان يرفُضُ تنفيذَ التزاماته وفقاً لاتّفاق الهُدنة وسط تواطؤ فاضح من جانب الأمم المتحدة ومبعوثها الخاص، حَيثُ لم يتم تسييرُ أية رحلة تجارية من مطار صنعاء منذ دخول الاتّفاق حيز التنفيذ إلى الآن، فيما احتجزت قوى العدوان ثلاثَ سفن وقود ولا زالت تمنعُها من الوصول إلى ميناء الحديدة.
وتستمر قوى العدوان ومرتزِقتها باستهداف ومهاجمة بعض مواقع قوات الجيش واللجان الشعبيّة في عدة جبهات، وسط تحليق متواصل للطيران الحربي والتجسُّسي.
وتشيرُ مجرياتُ أول أسبوعين من الهُدنة بوضوح إلى عدم وجود نوايا لدى تحالف العدوان والأمم المتحدة لإنجاح الاتّفاق والتوجّـه نوح سلام فعلي على الرغم من تجاوب صنعاء وترحيبها العملي بأية جهود للحل.
وفي هذا السياق، قال عضو الوفد الوطني المفاوض، عبد الملك العجري: إن “الهُدنة تمثل فرصة لوضع عجلة السلام على السكة أَو هكذا ننظر لها ونريدها من جانبنا لكن حتى اللحظة، فَـإنَّ استجابة دول العدوان للهُدنة لا تبعث على التفاؤل، وتعاطي الأمم المتحدة دون المتوقع”.
وَأَضَـافَ مخاطباً دول العدوان: “نتمنى ألَّا تسيئوا تقديرَ رغبتنا للسلام”.
وكان نائبُ وزير الخارجية بحكومة الإنقاذ حسين العزي أكّـد أن تحالفَ العدوان “لا يحترمُ التزاماته”، محذراً من أن “الهُدنة تتجه نحو الفشل بلا شك ما لم يتوقف الطرفُ الآخر عن خروقاته ومماطلاته”.
واعتبر أن تصريحات الأمم المتحدة بخصوص السلام “أكاذيب تهدفُ لتخدير الجانب اليمني وللتغطية على تعنت تحالف العدوان”.
وفي سياق متصل، قال السياسي اليمني ورئيس تحرير صحيفة “الوسط”، جمال عامر: “لا يتوجب المبالغة بالتفاؤل أَو الانخداع بأحاديث التحالف ومجلسه في الرياض عن إسقاط خيار الحرب وتحقيق السلام، بينما كُـلّ تحَرّكات أعضائه وخطابهم موجَّهٌ للاستعداد لإسقاط صنعاء في سبعة أشهر، بحسب ما قال أحدهم”.
وَأَضَـافَ عامر أن دولَ العدوان لا تبحث في حربها عن مصالح فقط وإنما عن كسر إرادَة الشعب اليمني والسعي للهيمنة المطلقة على قرار اليمن وجغرافيتها وثروتها وموقعها.
وإلى جانب تعنُّت دول العدوان ورفضِها تنفيذَ التزاماتها، وتواطؤ الأمم المتحدة معها، جاء التحَرُّكُ العسكري الأمريكي الأخير في البحر الأحمر كدليلٍ إضافي على توجّـه العدوّ نحو التصعيد، حَيثُ أعلنت الولاياتُ المتحدة عن تشكيل قوة عسكرية مشتركة للقيام بدوريات قبالة السواحل اليمنية وفي باب المندب.
وقد أكّـد رئيسُ الوفد الوطني، محمد عبد السلام، أن هذه الخطوة تكرِّسُ حالة العدوان والحصار وتناقض مزاعم السلام.
وقال وزير الإعلام بحكومة الإنقاذ ضيف الله الشامي: إن “التحَرّك الأمريكي يعطي قراءة سوداوية للهُدنة”.