مبادرة “متكافلون” واحدةٌ من أبرز المشاريع التي عززت قيم الإحسان وَالتراحم ،، تكافل اليمنيين في رمضان.. حضور فاعل للصمود الشعبي
المسيرة: استطلاع/ منصور البكالي
تبرُزُ خلالَ شهرِ رمضانَ المبارك الكثيرُ من الأعمال الخيرية التي تنفِّذُها الهيئةُ العامة للزكاة وتستهدفُ آلافَ الأسر المعسرة، من بينها “مشروع رحماء بينهم”، حَيثُ يستفيد منه مليون أسرة في عموم محافظات الجمهورية وبتكلفة تقدر بـ 20 مليار ريال.
ومن بين المشاريع التي تم إطلاقها “مشروعُ إطعام ذي مسغبة” ويستهدف 160 ألف أسرة، بتقديم معامل ومجموعة من مكائن الخياطة وتدريب وتأهيل أسر الشهداء، وتوزيع مكائن الخياطة لهم.
وتتعدد المشاريع في هذا الشهر الفضيل، والتي تأتي في إطار التكافل الاجتماعي، وهي سمة امتاز بها اليمنيون ليس في رمضان فقط، وإنما على مدار العام وطيلة 7 سنوات مضت من العدوان الأمريكي السعوديّ، حَيثُ كان لهذا التكافل ثمرته الإيجابية في الصمود الشعبي، ومواجهة المعتدين، ودعم الجبهات وأبطال الجيش واللجان الشعبيّة.
ومن أهم المبادرات التي برزت مؤخّراً مبادرة “متكافلون” والتي جاءت للتخفيف عن معاناة الناس جراء استمرار الحصار الأمريكي السعوديّ، ومنع دخول سفن المشقات النفطية إلى ميناء الحديدة، ولأول مرة في اليمن تظهر حافلات تنقل المواطنين والموظفين والطلاب إلى أماكنهم مجاناً، حَيثُ كان لها الأثر الطيب والمثمر لدى اليمنيين.
ولا تخلو مناسبة إلا ويركز قائد الثورة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي، في خطاباته على دعوة اليمنيين إلى روح العطاء والإحسان لتعزيز التكافل الاجتماعي والتخفيف من ويلات الحصار والعدوان، ولا سيَّما في شهر رمضان الذي يتضاعف فيه الأجر والثواب.
وعلى الرغم من حدوث انفراجة في أزمة المشتقات النفطية، إلا أن العدوّ لا يزال يتربص شراً باليمن، ويستمر في منع دخول سفن المشتقات النفطية، ويتملص في “الهُدنة”، ما يجعل مبادرة “متكافلون” قائمة، وقابلة للتطوير.
ارتياح كبير
وقُوبلت مبادرة “متكافلون” للنقل المجاني بارتياح كبير في أوساط المواطنين، لدورها الإيجابي في تخفيف جزء من معاناتهم جراء أزمة المشتقات النفطية وارتفاع أجور النقل الناجمة عن احتجاز سفن الوقود من قبل دول تحالف العدوان الأمريكي السعوديّ الإماراتي.
وتأتي هذه المبادرة تنفيذاً لتوجيهات قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، ورئيس المجلس السياسي الأعلى المشير الركن مهدي المشاط، في ظل الأوضاع الصعبة الناجمة عن أزمة المشتقات النفطية التي افتعلتها دول تحالف العدوان.
وبناءً على تلك التوجيهات، سارعت الجهات المعنية ممثلة بالهيئة العامة لتنظيم شؤون النقل البري والزكاة والأوقاف ومكتب الشؤون الاجتماعية والعمل بالأمانة وشركة النفط اليمنية في تدشين مشروع “متكافلون” للنقل المجاني بتوفير وسائل مواصلات للمواطنين.
وتهدف المبادرة إلى كسر الاحتكار والحيلولة دون ارتفاع أجور المواصلات، خَاصَّة طلاب وطالبات المدارس والجامعات والموظفين والمواطنين نتيجة انعدام المشتقات النفطية.
وخصصت الهيئة العامة للزكاة 55 باصاً وحافلة نقل كبيرة، وهيئة الأوقاف بـ 20 حافلة وباصاً لنقل المواطنين عبر مسارات الخطوط والشوارع التي حدّدتها الهيئة العامة لتنظيم شؤون النقل البري كتجربة أولى، ودخل على الخط، حافلات الشرطة وجهات أُخرى، كان لها الدور الأبرز في هذا الجانب.
ويقول الطالب مازن العقيلي: “إن المبادرات الإنسانية تعكس قيم شعبنا اليمني وتعزز مبادئ التكافل والتراحم بين أبناء المجتمع”، لافتاً إلى مبادرة “متكافلون” مبادرة ضخمة، وتعبر عن قيم المجتمع اليمني العظيم ودولته الرشيدة.
من جانبه يقول الطالب محمد علي الفقيه: “كان من اللازم التنسيق مع رجال المال والأعمال لتوحيد الجهود مع الهيئة العامة للزكاة والهيئة العامة للأوقاف، وتوفير باصات أكثر من الموجود، ولكنا نقول الحمد لله على الحاصل ونحن في الخطوة الأولى وأملنا كبير في القيادة والجهات القائمة على هذه المبادرة، ونتمنى لهم التوفيق والسداد لما فيه رضوان الله وخدمة المستضعفين من أبناء الشعب على مدار العام”.
نصرٌ على العدوان
ويرى الطالب سليم حسن الريمي، أن هذا نوعاً من أنواع النصر على العدوان والحصار الأمريكي السعوديّ، والمبادرة حلت بعضاً من مشكلة ندرة الباصات في ظل انعدام المشتقات النفطية، ولكن عددها القليل يغطي بعضَ الاحتياج فقط، ونتمنى في الفترة المقبلة أن يكونَ هناك باصات خَاصَّة بالطلاب وباصات خَاصَّة بالطالبات، وهذا يقدم نموذجاً راقياً وواعياً وناجحاً في مواجهة الحرب الناعمة التي يعمل العدوان وأدواته على إحيائها بين أوساطنا واستهداف أخواتنا الطالبات.
ويضيف الريمي: “نحن على ثقة بتجاوب الجهات القائمة على المبادرة الخيرية، ونستطيع القول إن القادمَ أفضلُ على مختلف الأصعدة، وإن العدوانَ المُستمرَّ في قتل شعبنا وحصاره لن يجنيَ غيرَ الخيبة والهزيمة والخسران، ولدينا من الخيارات ما يفشل مخطّطاته ويعري رهاناته الخاطئة”.
المواطن عبدالله قاسم الحدي يقول: أنا أعمل حجر وطين وعند مشاهدتي للباصات المجانية أستطيع التنقلَ للبحث عن عمل هنا أَو هناك، إن لم يكن لديَّ عمل في ذات اليوم، وإن كان لدي عمل أستطيع الركوب مع الباصات المدفوعة الأجر.
ويتابع الحدي حديثه “للمسيرة” بعيون تكاد تذرف الدموع من وجه شاحب بعمر يتجاوز الخمسين عاماً: “لو كان لدينا دولة كهذه في ظل الأمن والاستقرار وعدم وجود العدوان والحصار لقدمت للفقراء خدمات جليلة، ونثق بأن قيادتنا الربانية اليوم قادرة على فعل الكثير مما فيه الخير والصلاح والإعانة لهذا الشعب والتخفيف من معاناته التي يتسبب فيها العدوان الأمريكي السعوديّ وأدواته من الخونة والعملاء.
وتنال مشاريعُ متكافلون إعجابَ وود المواطنين في ظل الظروف المالية القاسية وأزمات المشتقات النفطية وارتفاع الأسعار وانقطاع المرتبات، مع الملاحظ بأن وقت عمل الباصات المجانبة محدود، في الفترة الصباحية، معتبرين أن عددها لا يزال قليلاً جِـدًّا، مقارنة بما يتطلع إليه شعبنا اليمني -الصامد في مواجهة العدوان والحصار الأمريكي السعوديّ على بلادنا- من تقديم المزيد من المشاريع الخدمية المجانية للتغلب على الحصار الظالم للمشتقات النفطية وما تسبب به من مضاعفة المعاناة منذ سبعة أعوام.
مبادراتٌ متعددة
وتشهد العاصمة صنعاء وبقية المحافظات “الحرة” منذ بدأ شهر رمضان المبارك عدداً من مبادرات متكافلون ومشاريعها الخيرية على مستوى توفير المخابز والمطابخ المجانية، وكذا توفير كسوة العيد لأسر الشهداء والفقراء في 84 معرضاً بدأت نشاطَها من الأيّام الأولى في الشهر الفضيل.
وتسهم مشاريع “متكافلون” لهذا العام بالتخفيف من معاناة أبناء شعبنا اليمني وتعزيز صموده في مواجهة العدوان والحصار وارتفاع الأسعار وانعدام المشتقات النفطية قبل الهُدنة المعلنة مؤخّراً، كما هي استجابةٌ لصوت المواطنين وتنفيذٌ لتوجيهات القيادة الثورية والسياسية المستشعرة لمسؤولياتها أمام شعبنا اليمني العظيم.