الجوانبُ الروحية في محاضرات قائد المسيرة .. بقلم د/ شعفل علي عمير
المتتبعُ لمحاضرات قائد المسيرة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي -سلام الله عليه- يشعر بأن له قوةَ تأثير عجيبة تنقل الإنسان من عالم الماديات إلى عالم آخر يكون للجانب الروحي حضورٌ قوي، ذلك الجانب الذي يجد الإنسانُ نفسَه في واقع قد يكون بعيداً عَمَّا يُفترَضُ أن يكونَ فيه.
تخلُقُ تلك المحاضرات الرمضانية في روحِ ونفسية المستمع إنساناً آخر يستطيعُ أن يقيِّمَ واقعَه ومدى ابتعاده عن هدى الله.
يستلهم من تلك المحاضرات معنى أن يكون الإنسان مستقيماً بمعنى الاستقامة التي أمرنا لله بها.
في كُـلّ محاضرة يستمع إليها يشعر بأن هناك قوةً تدفعُه بالاتّجاه الصحيح، قوة تدفعُه للتقوى وتزكية النفس، تبعده من حب الدنيا إلى التضحية مقابل الحياة الأبدية.
إنها كلماتٌ تجعلُ من الإنسان يعيشُ حالةً من مراقبة الله في كُـلّ مفردات حياته، يتأمل يوم الحساب يوم الحشر يوم يتذكر الإنسان -بفضل هذه المحاضرات- أين موقعه وكيف سيكون مصيره في ذلك اليوم.
إنها كلماتٌ تعيدُ للمستمع وعيَه وتعمق فيه الثقة بالله والخوف من عذابه، إنها دروس لا تقدَّر بثمن تعيدُ للإنسان توازنَه الروحي وتجعل من ذلك المستمع مراقباً لنفسه فلم يعد بحاجة إلى من يراقبه، يخاف من الانحراف عن الحق عن الطريق المستقيم فهو يستعرضُ في مخيلته كيف سيكون حالُه في ذلك اليوم عندما يبعثُ الله الخلق، فهو في فرصة يجب أن يغتنمها قبل فوات الأوان.
إننا نستلهمُ من المحاضرات الرمضانية كيف أن نكونَ مسلمين حقاً، كيف أن نكون مراقبين لأعمالنا، كيف نعيش ما بعد موتنا قبل أن نموت، كيف سيكونُ حالُنا يوم الحشر قبل أن نحشر.
إن مراقبةَ الله في أعمالنا هي الكفيلة أن تحولَ الإنسان من عالم التيه إلى عالم يستحضرُ فيه مصيرَه تبعاً لمدى قُربه أَو بُعده عن هدى الله.