المحاضراتُ الرمضانية وكاريزما السيد القائد .. بقلم/ محمد يحيى فطيرة
من يتابع ظهورَ السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي -يحفظُه الله- طوالَ ليالي شهر رمضان المبارك، يجد أمامَه شخصيةً إيمَـانية متشبعة بنور الله ورجلاً يتمتعُ بسيكولوجية لا مثيلَ لها، يحملُ كاريزما هي الأجدرُ بالثناء والاحترام والتبجيل والتقدير على الإطلاق.
عندما نصمُتُ لاستماع ومشاهدة السيد القائد العلم وهو يلقي محاضراته الرمضانية نزدادُ انبهاراً بأبي جبريل وهو يسعى جاهداً؛ مِن أجلِ أن يقرِّبَنا إلى الله ويملأَ قلوبَنا بهدى الله، ناهيك عن حديثه في كثيرٍ من الأمور التي تخُصُّ ديننا ودنيانا وآخرتنا.
لم يقتصرْ حديثُ قائد الثورة في محاضراته عن الجانب الديني فقط، بل يتطرق إلى المخاطر التي تحيقُ بنا -كيمنيين وكمسلمين- مثل الأطماع الأمريكية الصهيونية على مضيق باب المندب والممرات المائية والجزر اليمنية، وسمعناه وهو يفضحُ المخطّطاتِ الاستعمارية لتلك الدول التي تسعى إلى بسطِ نفوذها وفرض هيمنتها عليه عبر أدواتهما الخليجية السعوديّة والإمارات.
وما لا يعرفُه الكثيرُ من أبناء اليمن أن مضيقَ باب المندب يحتلُّ أهميةً استراتيجية وعسكرية وأمنية حساسة، حَيثُ يمُرُّ منه أكثرُ من 7 % من تجارة النفط في العالم، ونحو 10 % من تجارة الغاز الطبيعي المسال، هذا بالإضافة لكونه بوابةَ عبور السفن عبر قناة السويس، وتلك التي تمر إلى أُورُوبا والدول التي تطل على البحر الأبيض المتوسط، الأمرُ الذي يؤكّـدُ أن العدوان والحصار على اليمن ما هو إلا جزءٌ من استراتيجية أُعدت منذ الحرب العالمية الثانية، عندما بدأت أمريكا بتوقيع اتّفاقيات مع دول حوض البحر الأحمر وإقامة قواعد عسكرية وشبكات تجسس دولية على حركة التجارة العالمية تبعتها باتّفاقيات التنقيب على النفط بالساحل الغربي؛ بغرض السيطرة على ممرات الملاحة الدولية وَالتمكّن من احتلال باب المندب وَالاستحواذ عليه.
لذا فَـإنَّ المتأمِّلَ لمحاضرات السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي، وهو يسلِّطُ الضوءَ على هكذا مخاطرَ تهدّدُ أمنَنا وسيادتنا واستقلالنا يتضح له حقيقةَ أن الشيطان الأكبر أمريكا هي من تقف وراء الحرب علينا وبدعم وضوء أخضرَ منها؛ بهَدفِ تحقيق غايات ومخطّطات شيطانية من خلال السيطرة على المضيق والجزر اليمنية والممرات المائية خدمة للكيان الصهيوني ولضمان أمنها واستقرارها على حساب الشعب اليمني بأكمله.