رحـيـلُ الـعـظـمـاء .. بقلم/ هـــدى أبـو طــالـــب
رئيسنا الشهيد صالح الصماد، أتذكر تلك الأيّام ونحن نهرول جرياً على الأقدام فرحين مستبشرين بك خيراً وانطلقنا لساحة السبعين لتأييد وتشكيل المجلس السياسي الأعلى فخرج الشعب بكله يريدك أنت رئيساً لنا وتحت قيادتك وتأملنا وكانت لنا تطلعات وأحلام وردية تقودنا نحو النور والعدل ويتجه بنا نحو النصر ومن تحت القصف نقول لبيك يا صماد وتحليق طائرات العدوّ تخور فوق رؤوسنا، لم نخف ولا نبالي لا بقصفهم ولا بصواريخهم بل كنا نهتف وبالصوت العالي:
الله أكبر، الموت لأمريكا، الموت لإسرائيل، اللعنة على اليهود، النصر للإسلام.
وسدنا في دولتك دولة عدل إلهية بقيادتك لم تكن تحب المناصب يا رئيسنا الشهيد بل عشت لشعبك ولم تعش لنفسك أَو لأهلك حتى.
سيدي الشهيد الرئيس لم نجدك متربعاً على كرسي أَو مركب وموكب إنما وجدناك في بيوت الفقراء والمساكين وفي بيوت أسر الشهداء والمرابطين وداخل طرق وأزقة مدننا وقرانا تعيش أوجاع وأحزان الشعب لتواسي وتفرح وتمسح الأحزان برغم جراحك وآلامك إلا أنك تركتها جانباً ورأيت في أحزان الآخرين وأوجاعهم هدفك للتخفيف عنهم والذود عنهم والدفاع عن حقوقهم، لم ننساك وأنت في مواطن ومواقع الجهاد ففي كُـلّ جبهة لك بصمة وعلى كتف مجاهد ربته ومن على كُـلّ تبة لك طلقات وقنصة في مواجهة الباطل وردعه ودحره مقولاتك لها ألف معنى وحكمة.
حين قلت إن مسح الغبار من على نعال المجاهدين أشرف من كُـلّ مناصب الدنيا سيدي الرئيس الشهيد لم أنسى خاطبك وأنت تقول: ((لو يستشهد صالح الصماد غد ما مع جهاله وين يرقدوا إلا يرجعوا مسقط رأسهم صعدة)).
حتى بيته وأملاكه في صعدة مدمّـرة من قبل العدوان.
أي شرف وأية نزاهة قضيت فيها منصبك، لم تكن رئيساً فقط كنت مجاهداً أولاً؟!
لذلك يا سيدي الرئيس الشهيد صالح الصماد قهرت عدونا وعدوك فما تركت لهم عليك من سبيل ولكن من جبنهم وذلهم منك غدروك فقتلوك فارتقيت شهيداً، لقد فزت فوزاً عظيماً وحظهم منك ومن قتلك الخزي والخسران والنكال، لم نستغرب قتلك سيدي الرئيس ولم نتعجب فمن شيمهم الغدر والخيانة ومن شيمنا أن نستقبل أعلامنا وَقادتنا ورؤساءنا ونحتسبهم شهداء عند ربهم أحياء يرزقون وتلك هي التجارة مع الله حقاً والربح العظيم وكان الثمن بأن لك الجنة، صحيح بكيناك وافتقدناك كَثيراً لكن قلوبنا تفجرت غضباً وبركاناً، فلم يزيدونا بقتلك إلا عزماً لمواصلة طريقك والانتقام من قاتليك سفاكي الدماء وقد نالوا عقابهم بما كسبت أيديهم.
سيدي الشهيد صالح الصماد نَمْ قرير العين فمن ساحة الأحرار في ميدان السبعين كان لك مزار ومنار وإليك يتوافد المتوافدون وقلوبهم إليك مشتاقة وعلى مسيرتك وخطاك يتسابقون.
فلك من الله التحية والسلام ومنا ألف صماد وسيولد مليون صماد.
نحن شعب قاداته ورؤسائه شهداء ويبقى الأثر.