وقفةٌ مع البرنامج الرمضاني .. بقلم/ عبدالخالق محمد المهدي
روحانية رمضان تملأ الأماكن، تنفح بها الجوامع والمساجد في صنعاء وفي بقية محافظات ومدن وقرى يمن الإيمَـان..
ومن نعم الله علينا مع توفر القنوات الفضائية وتعدد محطات البث الإذاعي التي تقوم ببث البرنامج الرمضاني الزاد الروحي للمؤمنين الصائمين ليكون مادة إيمَـانية في متناول الجميع ومائدة دسمة تصل كُـلّ بيت وإلى كُـلّ موقع وتصل الجميع بلا استثناء، فما على من أراد التحليق في فضاء الله والدخول في حرمه إلا توجيه نفسه وأسماعه لهذا البرنامج الرمضاني المبارك.
وإذا كان هنالك من تراويح في شهر رمضان المبارك، فَـإنَّ أعلاها وأنقاها وأسعدها وأقربها إلى الله هو الاستماع والإنصات لهدى الله وترتيله وتدبره، من خلال البرنامج الرمضاني الذي أُعِدّ بما يتناسب مع ما يحتاجه الناس من الزاد الروحي والوجداني، فتُخصصُ آيات من كتاب الله لتكون منطلقاً وفاتحة وجامعة للجميع في التلاوة عبر الإنصات لشيخ المقارئ العربية المرحوم المنشاوي بصوته الخاشع.
وتبقى ملازم الشهيد القائد هي محور الارتكاز لهذا البرنامج الإيمَـاني، ولها الحضور الأبرز في رمضان وفي غير رمضان، إنما في رمضان تكون لها نكهتها الخَاصَّة وتأثيرها الكبير، فالكل يعيش مع السيد الشهيد الحي، وملازمه باتت متلازمة وأَسَاسية لإحياء الليالي الرمضانية، ودروسه تجمعنا في تأثير روحاني عجيب، يدل على صفاء المنبع ونقاء المُلقي، الذي ألقى إلينا وشرح هدى الله وآياته من منظور قرآني خالص، أعطى لله حقه، فأعطاه الله حقه من العزة والتمكين، والفلاح للمسيرة القرآنية.
ورغم أن أنصار الله ومحبيهم قد قرأوا هذه الملازم من قبل وعرفوا ما فيها من دروس وعناوين مهمة، غير أنها تتجدد كُـلّ يوم ويكتشف القارئ والمتأمل والمحاضر نقاطاً في غاية الأهميّة، وأنها تعايش الأمس واليوم وتدرس الغد، ليغدو المؤمن واعياً بدينه، متفاعلاً مع مراد الله وأحكامه على أوضح المسالك وأيسرها وأبينها.. فسلام الله ورضوانه على الشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي، الذي أيقظ الأُمَّــة من سباتها، وأحياها بعد أن كانت مواتاً، لا تحَرّك ساكناً، وليس لها من وجودها سوى أنها تأكل وتشرب وتصلي وتصوم، وتغفل عما يجب عليها مما فيه عزتها وكرامتها ورضا الله عنها.
البرنامج الرمضاني يُتوجّـه الحضور الباهي لبدر المسيرة وشعاعها المنير، السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي حفظه الله، في حضور إيمَـاني منقطع النظير، يلتقي فيه القائد والمرجع بمريديه وأنصاره، فتجدهم يحرصون كُـلّ الحرص على الحضور والاستماع لمحاضراته الرمضانية اليومية التي تلامس شغاف القلوب، بكلماته الصادقة، وبأُسلُـوبه وطريقته، وبما فتح الله عليه، في عرض الآيات القرآنية وشرحها وبيان توجيهات الله كما أرادها الله، وكيف ينبغي أن نكون، وكيف نتعامل مع هذه الآيات والأحكام المعاملة الفعلية بالالتزام الكلي، بالإتباع الشامل، لا اتباع التجزئة والانتقاء بما يتوافق مع الأهواء والرغبات، منبهاً ومؤكّـداً على أهميّة الاتباع لما أوجبه الله علينا، كدين متكامل يجب أن نأخذه كوحدة متكاملة لا سبيل لتجزئتها، فمن كتب الصيام على المؤمنين هو من كتب الجهاد، ومن كتب فريضة الحج هو من كتب فريضة الزكاة… وهكذا.
لذلك فالسيد القائد رغم انشغالاته الكبرى، فَـإنَّه يبذل قصارى جهده لتوعية الناس وإرشادهم وهديهم بهدى الله، حباً فيهم، وحباً في الله، وفي دينه الذي يبذل نفسه في خدمته ولعزته ولعزة المؤمنين وخيرهم وصلاحهم.
البرنامج الرمضاني يعالج الكثير من القضايا الدينية والاجتماعية والسياسية والجهادية، وقبل ذلك معالجة النفس..؛ ذلك أنه يتطرق لواقعنا، لعصرنا، وقضايا اليوم، حَيثُ يعرض حالنا على آيات الله وأحكامه التي هي شاملة: “مَّا فَرَّطْنَا فِي الكِتَابِ مِن شَيْءٍ”، فيعرض توجّـهاتنا والتوجّـه الصحيح الذي ينبغي أن يكون المؤمنون عليه، ويعرض المواقف المتخاذلة للأُمَّـة اليوم، وما يجب أن تكون عليه إذَا ما أرادت أن تحوز رضا الله، وتحظى بنصره سبحانه وتعالى، وأن تحيا حياة العزة والكرامة بعيدًا عن تدجين أعدائها وتغرير المنافقين ووساوس الشياطين.