النموذج الراقي لمدرسة آل البيت في ذكرى استشهاده الـ4 .. بقلم/ صدام حسين عمير
في العادة تحتفي وتبجل الشعوب كُـلّ من أسهم في خدمتها من أبنائها ويكون ذلك الاحتفاء والتكريم متميزاً لمن دافع عن وطنه ضد الغزاة المحتلّين وقدم روحه لينعم وطنه بالحرية ويعيش أبناؤه في عزة وكرامة.
في اليمن السعيد تحل علينا هذه الأيّام الذكرى السنوية الرابعة لاستشهاد رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة الشهيد صالح بن علي الصماد سلام الله عليه، حَيثُ يحيي اليمنيون تلك المناسبة رغم الألم الكبير الذي ينتابهم لفقدان رئيسهم من أحب شعبه وأحبوه من قدم روحه في سبيل الله ومن أجل الدفاع عن وطنه وشعبه ضد الغزاة الجدد وأسيادهم إلا أن تلك الذكرى السنوية الأليمة تعد وتمثل للشعب اليمني محطة سنوية يستلهم منها صدق الولاء وصدق التضحية وجزيل العطاء، محطة سنوية يعزز فيها شعب الإيمَـان والحكمة صمودهم وتحديهم للعدوان السعوديّ الأمريكي الصهيوني الإماراتي وذلك باستذكارهم سيرة النموذج الراقي والفريد لمدرسة آل البيت -عليهم السلام- لا سِـيَّـما وهم يخوضون غمار عامهم الثامن من الصمود والتحدي في مواجهة العدوان.
من تلك المناسبة الحزينة والذكرى الأليمة يتعلم اليمنيون إلى جانب تعزيز صمودهم في مواجهة العدوان كيف أن المنصب وكرسي الحكم لا تغير من نفسية وأخلاق وقيم من يتبوأها؛ لأَنَّها لا تمثل له مغنماً أَو هدفاً يسعى لتحقيقه بل تعتبر وسيلة لخدمة شعبه، تلك الصفات تتجسد في شخصية الرئيس الشهيد صالح الصماد -سلام الله عليه- فظل كمَـا هو ذلك المؤمن المجاهد المدافع عن المستضعفين ضد الطغاة والمستكبرين التواق إلى الشهادة في سبيل الله منذ أن كان مطارداً في شعاب بني معاذ بمديرية سحار محافظة صعدة من قبل السلطة الظالمة إلى أن أصبح يشغل أعلى سلم في هرم الدولة وظل كذلك حتى لقي الله شهيداً في سبيله.
من هذه المناسبة يتعلم اليمنيون كيف يضحي القائد بروحه في سبيل الله ونصراً لدينه ودفاعا ًعن المستضعفين.
من هذه الذكرى يعرف اليمنيون كيف أن الأعداء دائماً يستهدفون العظماء من يحملوا مشاريع حقيقية تنهض بالأمَّة لتواجه أعداءها، فاستهدف الرئيس الشهيد صالح الصماد من قبل تحالف العدوان السعوديّ الأمريكي الصهيوني الإماراتي لمعرفتهم بمدى ارتباطه بشعبه بمختلف أطيافه وحبهم له ولإدراكهم لعظمة المشروع الذي يحمله ويسعى إلى تحقيقه مشروع (يد تحمي ويد تبني) وما يمثله ذلك المشروع من تهديد على أهدافهم الشيطانية.
لقد توهم العدوان أنه باغتياله للشهيد الرئيس الصماد يكون قد تخلص منه نهائيًّا وقضى على مشروعه السامي المتمثل في بناء دولة يمنية قوية ولم يدر بخلد تحالف العدوان أن مشروع الشهيد الرئيس الصماد أصبح عهداً لكل الأحرار من اليمنيين قطعوه على أنفسهم أن يمضوا في هذا الدرب حتى يتحقّق كُـلّ ما كان يصبو إليه.
وأخيرًا فلتنم قرير العين فخامة الرئيس فقد كنت فينا رئيساً صادقاً وبعد استشهادك أصبحت لنا رمز الصمود والتضحية وكما كان مالك الأشتر -رضوان الله عليه- نموذجاً راقياً لمدرسة الإمام علي -عليه السلام- ورمزاً لنا نحن اليمنيين في الجهاد ضد الجاهلية الأولى، فأنت فخامة الرئيس نموذجاً راقياً لمدرسة الإمام علي -عليه السلام- ورمزاً لنا نحن اليمنيون في التضحية والصمود ضد الجاهلية الأُخرى.