سلامةُ الدين والسلامةُ النفسية .. بقلم/ أمل المطهر
(أفي سلامة من ديني).. جُملةٌ قالها أعظمُ وأحكمُ رجل عرفته البشرية بعد رسول الله صلوات الله عليه وآله وسلم، جملة تحتاج لمجلدات لشرح مضامينها ومعانيها وتأثيرها، لكنني هنا سأتحدث عن جانب تأثير سلامة الدين على النفس البشرية
فسلامة الدين يندرج تحت داخل إطارها السلامة الفكرية والثقافية.
فحينما يسلم الدين القيم من الضلال والتزييف والتحريف والانحراف، تسلم النفس وتتزكى ويصبح المجتمع نقيا خاليا من أية شوائب فكرية واعوجاج ثقافي.
فالدين الإسلامي أنزل لتسيير الحياة البشرية بالشكل الذي يخدم مصلحة الإنسان ويتجه به نحو الإصلاح والبناء في كُـلّ المجالات لتحقيق المعنى السليم للاستخلاف في الأرض فكان الدين السليم هو من يبني نفوساً قوية واثقة واعية متحَرّكة تسعى للأفضل ولما يزيدها عزة ومنعة وتتمسك بسلامة دينها ولا تقبل أن تهادن أَو تداهن فيما يخص ذلك.
وحينما استُهدف الدين المحمدي القيّم من قبل أعدائه بشتى الطرق الخبيثة، تارة بالتشويش وأُخرى بالتزييف وأخيرًا بالتضليل أُصيبت النفوس التي لم تتمسك جيِّدًا بسبل الوقاية من تلك الأمراض وتخلخلت أركان الهدى فتشتت المسلمون بين ثقافات مغلوطة ومحرفة حتى أصبح مصيرهم كما نراه اليوم ذل وهوان وانحراف؛ لأَنَّهم استهدفوا في سلامة دينهم فكانت نفوسهم ضعيفة متخبطة متردّدة تائهة.
ولنقس على ذلك في عصرنا نفوس من تمسكوا بسلامة دينهم وتشبثوا بأسباب ومصادر النجاة سلمت نفوسهم من الاستهداف ونجوا وأصبحوا اليوم نماذجَ مشرفة للشعوب المسلمة كالشعب اليمني الصامد وكحزب الله في لبنان وفي إيران والعراق.
أُولئك الذين عرفوا جيِّدًا ماذا تعني عبارة (أفي سلامة من ديني) ففهموا سرها ووجدوا مفتاحها.
وها هو اليوم الشعب اليمني يحيا كُـلَّ يوم بمنهجية فزت وربِّ الكعبة متمسكا بطريق أفي سلامة من ديني حتى يصل إلى مبتغاه وغايته السامية نصرة لكل المستضعفين في الأرض.
فلا يمكن بأي حال من الأحوال أن تسلم الحياة وتصلح الآخرة دون أن تصلح النفوس ولا يمكن أن تصلح النفوس بعيدًا عن سلامة الدين.