الإمام علي.. الإيمانُ كُلُّه .. بقلم/ محمد يحيى فطيرة
ونحن نعيشُ أياماً مباركة تتمثل في العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك شهر القرآن والفرقان تحمل معها ليلة مباركة هي ليلة القدر خير من ألف شهر، أي ما يعادل 83 عاماً، قد لا يصل الكثير منا إلى هذا العمر، فَـإنَّه يتزامن في هذه الليالي المباركة ذكرى استشهاد أمير المؤمنين الإمام علي عليه السلام وصي رسول الله وباب مدينة علمه ومن قال عنه خير خلق الله “علي مع الحق والحق مع علي.
يحيي اليمانيون هذه الذكرى الأليمة على قلب كُـلّ مسلم بعد أن كاد الفكر الوهَّـابي التكفيري والمتطرف على مدى عقود من الزمن أن ينجح في تغييب الإمام علي عليه السلام من قلوبنا وأنفسنا في إطار حقدهم الدفين على آل البيت وسيرتهم العطرة، لولا أن تداركتنا نعمة الله، أن بعث فينا قائداً علماً من آل بيت النبوة ممثلاً في السيد عبدالملك الحوثي -يحفظه الله- ليعد المسار الصحيح للدين بعد أن انحرف عن الطريق وصارت الثقافات المغلوطة التي تسئ للدين والرسول الأعظم وآل بيته هي سيدة الموقف.
على مدى أكثر من 1400 عام ظل الإمام علي عليه السلام هو المعيار بين الإيمَان والباطل، فمن طاب له ذكر الإمام علي فهو مع الحق ومع كان عكس ذلك فهو مع الباطل، كيف لا وهو عليه السلام الذي نشأ في بيت النبوة وعاش على الحق وانطلق على أَسَاسه، وحمل القرآن واحتضنه ولازمه حتى أصبح باب مدينة العلم وكانت حركته قرآنية كما هو حال وإعلام آل البيت وقد صدق الرسول الأعظم عندما تحدث عنه قائلاً: “إن القرآن مع علي وعلي مع القرآن”.
إن الحديث عن الإمام علي هو الحديث عن الإيمَان وعن الحق وعن الشجاعة وعن العزة وعن الكرامة، فكم سطر الكثير من أروع الأمثلة عن الشجاعة والدفاع عن هذا الدين، كيف لا وهو صلوات الله وسلامه عليه عاش مجاهداً وقائداً عسكريًّا حاملاً راية الإسلام وصامداً في وجه أرباب النفاق وحملة راية الكفر، ويكفيه شرفاً وفخراً هذا البطل أنه كان يتحَرّك على بينة من ربه، وقد قال عنه الحبيب المصطفى صلوات الله عليه في منطقة خم أثناء عودتهم من الحج “علي مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي” وهذه في حَــدّ ذاتها تحمل دلالة من رسول الله لهذه الأُمَّــة أن علي يمثله من بعده عليه السلام.
إن الاعتداء على الإمام علي هو اعتداء على الدين كله، فقد كان قرين الحق وقرين القرآن، وَالنموذج الإيمَاني الكامل والراقي لهذه الأُمَّــة والساحة تشهد بأن علي هو من جسد الدين والحق والقرآن وقدمه للأُمَّـة في أبلغ التعابير وأكمل الصور، وبالتالي فَـإنَّ من يوالي الأمام علي هم من يقفون على الطريق الصحيح والقويم، وهم من ينكلون بأعداء الله أمريكا وإسرائيل ومن يقف خلفهم من الأعراب والمنافقين اليوم في كُـلّ الساحات والميادين.
فطوبى لمن كان قدوته الإمام علي وأعلام الهدى من آل بيت رسول الله، وخاب وخسر من حاد عن نهجه وطريقه وسيرته، فهو لا يحبه إلا مؤمن ولا يبغضه إلا منافق.