البرنامجُ الرمضاني وتعزيزُ الهُــوِيَّة الإيمَـانية .. بقلم/ أمة الملك قوارة

نسماتٌ إيمَـانية، وينابيع من الخير المتدفق الذي يلامس الواقع ويعود بنا إلى عقيدتنا السمحة، حَيثُ حديث لا ترغب النفس البشرية ذات الفطرة السليمة أن ينتهي ويشتهي العقل الحكيم أن يستمر كي يتزود من غذائه الحقيقي، إنها المحاضرة الرمضانية التي تأتي لتعزز هُــوِيَّتنا وترسخ قِيمنا وتثبّت أخلاقنا وتعود بنا إلى عمق منهجنا إنه “القرآن الكريم” وفي ظل أُمَّـة غزاها الاندثار شبه الكامل وأُبيدت هُــوِيَّتها إلا من رحم الله من بعض الشعوب والجماعات والأفراد، تأتي برامجنا ومنها البرنامج الرمضاني ذو الأهميّة البالغة ليصحح المسار ويبني الوعي الإيمَـاني المتكامل في جميع جوانب الحياة..

وفي عمق الغزو الإعلامي الذي بسَببِه انهارت حضارات وشعوب وتفسخت قيم، وضاع شباب مسلم، يبزغ فجرنا بنموذج إعلامي آخر ليضبط حركة الحياة ويصحح المسار، وعندما تصدح منابر أغلب قنواتنا الإعلامية وصحفنا الرسمية بالوعي الإيمَـاني على لسان السيد القائد، لتنطلق الكلمات فتستقبلها وتحتويها الفطرة، فيتجسد أعظم وأكبر مبدأ هو ترسيخ القرآن عمقاً وثقافة في حياتنا فتعود إليه الأفئدة مشتاقة بعد أن ران عليها غبار الغفلة الناتجة عن الأحداث والظروف ومتغيرات الحياة وتأثيراتها المختلفة، ومن هنا تأتي الأهميّة القصوى في ضرورة الاستماع إلى محاضرة علم الهدى والحرص على التشرب من فيض علمه المتدفق الذي ضم الجانبين الديني والدنيوي فأصبح في صورة من الوعي المتكامل ومتابعة القنوات الهادفة التي تهدف إلى بناء جيل مسلم صحيح الفكر قوي الأَسَاس متين العقيدة، جيل يقوى على مواجهة رغبات العصر الزائفة وتأثيراته المادية المتعددة.

إن تمثل الالتزام في متابعة المحاضرة الرمضانية والبرامج الهادفة والعزوف عن القنوات والبرامج التي تهدف إلى ضياع الوقت تحت دعاوى الترويح والترفيه ويستوطن أغلبية تفاصيلها الانهيار الأخلاقي، هو مطلب ديني وأخلاقي يجب تمثلهُ في كُـلّ مسلم ومسلمة خُصُوصاً من بيدهم مسؤولية الأسرة ومسؤوليات متعددة في مجتمعهم، فذلك يعني حماية الأفراد والمجتمع من الانزلاق في براثن الغزو الإعلامي الذي تضج به أغلبية وسائل الإعلام وعلى مستوى العالم، والتي تستهدف البنية الأخلاقية لتجعل الفرد مُجَـرّداً من مسؤوليته تجاه نفسه ومجتمعه ومتمحوراً في نطاق رغباته وإطار نزواته الشخصية، وهذه هي الأدَاة القاتلة التي تمثلها الحرب المعاصرة والتي إنما توجّـه قنابلها المميتة والأشد فتكاً نحو الفكر والهُــوِيَّة، فكان مقابلها في منابر إعلامنا المحاضرة الرمضانية المشبعة بالوعي الكامل والنابعة من عمق الهُــوِيَّة.