وليد الكعبة.. شهيدُ المحراب البُشرى إسماعيل
بعد أن انبلجت شمسُ النهار في جوف الكعبة سطعَ النورُ من طُهر ملائكي في عمق أركانها، ما أعظم رسالات السماء وعطاياها لتهب النورَ لمن هم نورٌ للأرض، “علي” تلك العطية التي وهبها الله لتكون قرينةً للنبي وسنداً ورزحاً، لم يكن “علي” مُجَـرّد شخصٍ عابر، فقد كان الظل المرافق للنبي مُنذ نعومة أظافره حين كفله وأخذه في بيته لينتهل ذلك الطُّهر النبوي والرسالات الإلهية، فقد كان كغيمةٍ تُرافقه في كُـلّ تحَرّكاته، وحين توهجت رسالات السماء بأن يا محمد ادعُ الناس للدين والنور الإلهي كان أولهم من آمن به هو “علي” وأول من افتدى به عند تكالب قوى الظلم والمؤامرات هو “علي”.
أيَّةُ نعمةٍ عظيمة كانت تُرافق النبي وأي هي الشخوص التي افتدتهُ بروحها، فقد تنافست الملائكة؛ مِن أجلِ الحياة!!
تألقت النجوم في سماء النبي بوجود رفيق دربه بل إنه مواساة السماء له حين ذكره النبي بقوله: “أنت مني بمنزلة هارون من موسى، إلا أنه لا نبي بعدي.
كان إمام المتقين وسيد البلاغة والفصاحة مقداماً هُماما، معطاءً شُجاعاً، ذكرة النبي صلوات ربي علية وآلة بقوله: “أنـا مدينة العلم وعلي بابها فمن أراد المدينة فليأتِها من بابها”.
بعد أن دوت السماء بحُزنها على رحيل خيرُ البشرية المُهداة، ” النبي” صلوات ربي علية الصديق المُرافق لعلي ما رأت النور عينيه بعدها، فقد تآمرت عليه كُـلّ الكلوم والظروف حين انتهجت الأُمَّــة وسارت على درب غير مسارها ليومنا هذا.
كان يُدرك وقع الخطوب، وانحرافات الزمن الجائر بعد رحيل رفيق دربة ومُهجة فؤاده الظل الظليل له “النبي” ولرحلته الممزوجة بجهاد قوى الضلال.