الاغتيالات.. تغطية لفضائح أمراء الرمال
عبدالملك العجري
سلسلةُ الاغتيالات التي استهدفت شباباً وناشطين ثوريين من أَنْصَـار الله والقوى الوطنية – في صنعاء ومدن أخرى خلال هذا الأسبوع والتي كان آخرها جريمة اغتيال الشهيد بشار المؤيد وقبله المحامي الأسدي – تبعَثُ على الاستفهام ليس لجهة أنها تكشفُ عن قصور أمني لدى الجهات المعنية فحسب، بل لجهة الهدف منها والشخصيات المستهدفة والرسالة التي يريد مدبروها إيصالها إذَا لا يحكمها منطقُ الاغتيالات السياسية كظاهرة عالمية.
ظاهرةُ الاغتيالِ السياسي هي عمليةُ قتل منظّمة تستهدفُ شخصياتٍ قياديةً مؤثرةً يعتقدُ مرتكبُها شخصاً كان أَوْ جهةً أنها تعيقُه عن بلوغ هدفه سياسياً كان أَوْ عسكرياً أَوْ اقتصادياً، وأن التخلصَ منها يمكن أن يؤثر على مسار الأحداث أَوْ يعدّل عليها.
لا أملك تفاصيلَ كافيةً عن الشهداء المستهدفين ولا دوافع العقل المدبِّر، لكني أحسب أن لها علاقةً بتوسع نطاق عمليات الاغتيال في عدن والتي استهدفت رؤوساً من الوزن الثقيل، والرسائل السلبية التي بعثها – إن محلياً أَوْ دولياً وإقليمياً –تعرّى النجاحاتِ السياسيةَ والأمنيةَ لما يسمى بالتحالف العربي.
قتلٌ من أجل القتل واغتيالٌ من أجل الاغتيال، وأيُّ ناشط محسوبٍ على القوى الوطنية من أَيِّ وزن يمثّلُ هدفاً مشروعاً للتغطية على الفضائح التي تبدد انجازات خسر عليها أمراءُ الرمال دمَ قلوبهم وتسقطُها بيد القاعدة والميليشيات المتصارعة.