مماطلةُ العدوان ومؤامرةُ العربان .. بقلم د/ شعفل علي عمير
بدأ لا بد من الإشارة إلى أن التفاهمات التي أبرمت في محادثات مسقط أخذت الجوانب الإنسانية كمدخل للحل الشامل واستبشر الشعب اليمني خيراً عندما سمعوا عن قرب انفراجة ولو جزئية حتى وإن كانت لا تلبي الحد الأدنى من مما هو مستحق لهم كشعب عربي مسلم ودولة ذات سيادة؛ باعتبَارها تعالج جزءاً من الجوانب الإنسانية التي أخذت حيزاً كبيراً من اهتمامات قيادة الثورة والقيادة السياسية في الوقت الذي كانت مطابخ العدوان تسير بخط موازٍ لمحادثات عمان لإخراج نتائج تلك المحادثات على أَسَاس أنها نتاج لمشاورات الرياض التي كانت بين أدوات العدوان المتزامنة مع محادثات مسقط.
كانت مشاورات الرياض عبارة عن مسرحية حدّدت أدوارها مسبقًا بحيث يكون ما يسمى المجلس الرئاسي هو المعني بتنفيذ الاتّفاق الذي تضمن فتح مطار صنعاء والسماح لسفن المشتقات النفطية بالدخول إلى ميناء الحديدة؛ باعتبَار هذا المجلس بديلاً للشرعية المزعومة وهنا يجب أن ننتبه لما يحاك من مؤامرة فقد اتضحت في الأفق بوادر لا تبشر بخير من قبل دول العدوان وهو عدم تنفيذ أي جزء من اتّفاق مسقط وعدم التزامهم بالهُدنة المعلنة؛ لأَنَّ ما يحكم سير أية اتّفاقية هو العدوّ الحقيقي للأُمَّـة أمريكا وإسرائيل.
أصبحت دول العدوان شبيهة إلى حَــدّ التطابق بحال المخلوع هادي الذي أصبح لا حول له ولا قوة غير السمع والطاعة وتنفيذ ما يملى عليه وعندما انتهت مهمته انطبق عليه مقولة الرئيس الأمريكي ترامب (بقرة حلوب عندما ينتهي حليبها يتم ذبحها) ومن العجيب أن عربان الخليج طبقوا هذه المقولة على هادي في الوقت الذي هم أصلاً ضحايا لهذه المقولة، أحياناً يكون اللجوء إلى خيارات التأديب ضرورة أَو خياراً لا بد منه حتى يعي الطرف الآخر معنى الاتّفاق ويحترم مبدأ الهُدنة بالرغم أنهم قد أوغلوا كَثيراً في النكوث بأي اتّفاق وصدق الله القائل (إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ الله يَدُ الله فَوْقَ أَيْدِيهِمْ فَمَنْ نَكَثَ فَإِنَّمَا يَنْكُثُ عَلَى نَفْسِهِ وَمَنْ أَوْفَى بِمَا عَاهَدَ عَلَيْهُ الله فَسَيُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا) صدق الله العظيم، ففي كُـلّ خرق للاتّفاق يمكن الله منهم ولنا في مجريات العدوان على اليمن خير شاهد.