يوم القدس يوم الفصل بين المؤمن والمنافق .. بقلم د شعفل علي عمير
في إحدى المحاضرات الرمضانية له رضوان الله عليه قال: إن حجّـة المطبعين مع العدوّ الصهيوني كانت مِن أجلِ السلام وإنها تأتي في إطار مصلحة الشعب الفلسطيني، وتعمد العدوّ الصهيوني أن يفضح مبرّرات المطبعين فضاعف من عدوانه وانتهاكه للمقاسات الإسلامية في فلسطين ليبعث رسالة إلى كُـلّ عربي ومسلم بأن التطبيع ليس له هدفٌ غير مصلحة المحتلّ الصهيوني.
ويأتي يوم القدس كُـلّ عام ليحييَ في الأُمَّــة ما أراد أعداؤها أن يميتوه فيها، جاء يوم القدس ليكون شاهداً على المؤمن الحق والمنافق.
جاء يوم القدس ليحدث فرزاً بين من يدافع عن مقدسات المسلمين قولاً وفعلاً وبين من يبيعها لأعداء الإسلام.
يأتي هذا اليوم حتى يكشف للأُمَّـة الإسلامية أقنعةَ النفاق وأهله وسلوكهم المحارب للدين بكل وضوح، ففي الوقت الذي يتعرض له القدس الشريف من تدنيس مُستمرّ من قبل الصهاينة لم نسمع أية ردة فعل لمن طبّع بذريعة حماية الشعب الفلسطيني ومقدسات المسلمين.
لم يعد هناك من مبرّر يسوقونه فقد أظهرت الأحداث ما كان خافياً، ففي كُـلّ مناسبة يأتي مسؤول إسرائيلي ليؤكّـد أن التطبيع مع بعض العربان قد جاء نتيجةَ طلب بل وإلحاح من هذه الأنظمة.
ولأن الغباء الذي اتسمت به بعضُ الأنظمة المطبِّعة كان هو سيدَ الموقف فقد اعتقدوا بأن تقرُّبَهم وتطبيعَهم مع الكيان الصهيوني يعد ضماناً لهم في البقاء على كراسي الحكم.
أليس الأجدر أن تقربهم إلى الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى وتطبيعهم مع شعوبهم هو الأكثر أماناً لهم وهو الكفيل ببقائهم على كراسي الحكم فماذا سيفيدهم التطبيع والله ساخطٌ عليهم؟! وماذا سيوفر لهم التطبيع وشعوبهم ناقمة عليهم.
إنهم يبتعدون عما يقربهم إلى الله ويبتعدون أكثر عن مجتمعاتهم، فهم يسطرون صفحاتٍ مسودَّةً لتاريخهم في الدنيا ويؤسسون لأنفسهم مقاعدَ في الدرك الأسفل من النار يوم القيامة.