للقدس في يومها العالمي .. بقلم/ دينا الرميمة
في ظل ما تعيشه فلسطين وأقصاها وقدسها من تصعيد خطير من الصهاينة المحتلّين والذين رأينهم مؤخّراً يقتحمون المسجد الأقصى بغية ذبح القرابين احتفالاً بعيد فصحهم وإحياء للخرافات التي ما زالت هي من تحكمهم وتجعلهم يزدادون تمسكاً بحلمهم بفلسطين والمقدسات الإسلامية بل وكامل الشرق الأوسط؛ كونهم يرون أنهم شعب الله المختار والشعب المفضل على العالمين!!
وبدءاً بفلسطين قاموا بمشاريعهم الاحتلالية فنهشوا معظم أراضيها وعملوا بمكر على تهويدها وتهجير الكثير من سكانها الذين لا يزالون يحملون مفاتيح منازلهم في رقابهم ويتوارثونها جيلاً بعد جيل منذ عام (١٩٤٨) تمسكاً بحقهم بالعودة إليها ذات يوم بعد أن أخرجوا منها مكرهين وحل محلهم اليهود بمساعدة بريطانيا وأمريكا اللتان مهدتا الطريق لليهود نحو فلسطين.
وما كان اختيارهم لفلسطين إلا لكونها تحمل تاريخيًّا مميزاً وعبق حضارة عريق كونها أرض الأنبياء ومهد الرسالات السماوية وهي الأرض التي ضمت أولى القبلتين والقدس الشريف والكثير من المقدسات الإسلامية!! وهي الأرض التي يعتقدون أنها أرض الميعاد!! ولأكثر من سبعة عقود وهم يؤسسون لكيانهم الغاصب ودولة يريدون إنشاءها على أنقاض دولة عمرها آلاف السنين ويهدمون المنازل ويقطعون أشجار الزيتون الشاهدة على عروبة الأرض التي يدنسها المحتلّ حتى جاء ترامب ليعلن صفقته المشؤومة ويعلن القدس عاصمة لإسرائيل في ظل خنوع عربي مقيت ومثل هذا الإعلان صفعة للعرب الذين انحنوا سمعاً وطاعة لربهم الأمريكي مباركين له صفقته وصفعته وتحت ذريعة السلام والتسامح بين الأديان مدوا أيديهم للتطبيع مع اليهود وأقاموا معهم علاقات سياسية واقتصادية الرابح الأكبر منها هو الكيان الصهيوني متجاهلين آيات ربهم بأنه (وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ)!!
وبالمقابل ولسبعة عقود وَالشعب الفلسطيني يجاهد ويقدم الأرواح دفاعاً عن أرضه ومقدساته وبثبات وعزيمة يسقط رهانات الصهاينة ويفند أكاذيبهم بأحقيتهم بأرض فلسطين التي يزعمون أن الفلسطينيين هم من تخلى عنها بيد أن الواقع يثبت مدى تمسك الفلسطيني بوطنه، ولعل عملية سيف القدس التي أرعبت وأذلت العدوّ الصهيوني وأثبتت مدى هشاشته وكذلك العمليات البطولية الأخيرة التي نفذها الشبان الفلسطينيين كرعد حازم وحمارشة داخل تل أبيب خير شاهد على أن الفلسطينيين لن يتخلوا عن أرضهم رغم الخذلان الكبير من أشقائهم العرب الذين تجلببوا بالعروبة وهي منهم بريئة، حَيثُ لم يكتفوا بالتطبيع فقط إنما أشهروا سيوف عدائهم باتّجاه إيران ومحور المقاومة الداعمين الرئيسين للشعب الفلسطيني وجرموا كُـلّ مواقفهم المعادية لليهود الذين عاثوا بالأرض العربية الفساد وأشعلوا الفتن والحروب فيها فانشغلوا بأنفسهم عن فلسطين وبعد أن كانت قضيتهم الأولى أصبحت منسية في صفحات تاريخ الذل العربي وفي أدراج الخيانة والعمالة.
لذا وفي ظل هذا الواقع المقيت للأُمَّـة العربية والإسلامية فالواجب علينا كشعوب حرة أن تكون كلمتنا هي الأقوى ونعلنها للعالم أن فلسطين عربية الهوى والقدس والأقصى هُــوِيَّتهم إسلامية وللقدس في يومها العالمي لا بُـدَّ أن تأتيها رسائل النصرة وشهائد من كُـلّ عربي ومسلم بهُــوِيَّتها العربية وأن تحريرها هو واجب كُـلّ الأحرار.
فيوم القدس العالمي هو يوم المسؤولية ويوم العزة والكرامة العربية فيه تقول الأُمَّــة كلمتها وتعلن تمسكها بقضية فلسطين وتجدد العهد والبيعة لفلسطين وقدسها وأقصاها وكرومها وشعبها بأنهم ليسوا لوحدهم.
كما وفيه التذكير للأُمَّـة بعدوها الحقيقي الذي لن تنتهي أطماعه في حدود فلسطين فقط إنما ستصل إلى كُـلّ الأرض العربية والقضاء على الإسلام والأمة المحمدية أينما وجدت طالما خنعت وذلت!
ونحن اليمنيون كوننا تذوقنا مرارة الحرب وعايشنا ظروف التآمر علينا وعلى أرضنا وعرفنا حجم العداء الكبير من اليهود ومن والاهم لكل من يرفض مشاريعهم الخبيثة، فلزاماً علينا أن نخرج نصرة للأقصى عوناً للقدس وللبراءة من اليهود وفضح مخطّطاتهم ونتصدر قائمة الدول الداعمة لفلسطين في موقف مشرف كما هو حالنا كُـلّ عام جنباً إلى جنب مع القدس في يومها العالمي.