القدسُ محورُ الارتكاز .. بقلم/ عبدالغني العزي
قضيةُ القدس الشريف تعتبرُ قضيةَ كُـلّ أحرار العالم وإحياء يوم القدس العالمي هو يوم يقظة الأُمَّــة من سباتها الطويل ومن يحاول إضفاء الطابع المذهبي أَو العرقي أَو الطائفي على هذا اليوم المقدس فهو يضاد الإرادَة الجامعة ويواجه الاتّجاه الصحيح للأُمَّـة الذي يجب أن تسلكه.
القدس محو الارتكاز ونقطة الالتقاء للجميع هكذا يجب أن يكون وهكذا يجب أن يبقى؛ كونه القضية الجامعة لمختلف اتّجاهات الأُمَّــة المذهبية والسياسية والفكرية ومن يحاول التقليل من أهميّة هذا اليوم العالمي فَـإنَّه يقف في صف الصهيونية العالمية التي تسعى دائماً لتفريق صفوف الأُمَّــة وخلخلة مواقفها وبعثرت أي إجماع لها نحو أية قضية جامعة.. لقد أصبح يوم القدس العالمي ذكرى مهمة يستلهمه الأبطال وموقفاً سنوياً يبرزه كُـلّ أحرار العالم في مختلف بلدان العالم كُـلّ عام حتي أصبح مغروساً في الأفكار ومتعمقاً في القلوب يتوارثه الأجيال جيلاً بعد جيل.
ومن له اعتراض من المذهبيين وأتباع الأنظمة المطبعة مع الكيان الصهيوني على إحياء هذا اليوم العظيم وهو ما زال يدعي مناهضته للكيان الغاصب وسياساته الاستعمارية فعليه أن يبرز موقفه حتى ولو في غير يوم القدس العالمي إذَا كان إظهار موقفه في هذا اليوم سيلقى ردود فعل ناقدة من دعاة الفتن وأنظمة الجور والظلم والتطبيع.
بل إن على الأنظمة المرتمية في الحضن الصهيوني أن لا تترك الإيرانيين يأخذون بزمام المبادرة نحو القدس الشريف بإعلان هذا اليوم العالمي الذي بات إحياؤه يمثل قلقاً لهم وللأنظمة الاستعمارية من خلفهم.
عليهم أن يعلنوا يوماً في أي شهر للقدس ويسمونه عالميًّا أَو دوليًّا أَو أي مسمى يرغبون فيه يواكب مظلومية القدس وأهميته بالنسبة للأُمَّـة.
عليهم أن يعلنوا ساعة من يوم للقدس في العام الواحد أَو يوماً أَو أسبوعاً يغيظون به الصهيونية الاستعمارية هذا إن كانوا حريصين على القدس وفلسطين لكن هذا لن يكون ولن يجرؤ حتى بالحديث عن القدس وفلسطين وما يمكن أن يفعلوه وينفذوه هو إدانة الأحرار المقاومين للمشروع الصهيوني وترويض أجيال الأُمَّــة بثقافة الذل والخنوع والاستسلام وهذا ما عرفناه عنهم وما يعرفه الشعب الفلسطيني أَيْـضاً.
إن يوم القدس العالمي يوم مشهود يمثل إحياء قضية فلسطين عامة والقدس خَاصَّة في القلوب والأفكار التي حاولت أنظمة التطبيع غلقها بالعوامل التطبيعية الهدامة التي غايتها التخلي عن القدس وفلسطين التي ظلت وستظل القضية المركزية للأُمَّـة والمحور الارتكازي لكل أحرار العالم.