صنعاء تتصدّرُ عواصمَ العالم حشداً في يوم القدس العالمي بمشاركة قيادات “حماس” و “الجهاد الإسلامي”

المسيرة: خاص

كعادتها تهتفُ صنعاء بصوت ملايين الأحرار في اليمن، لتقول: “من صنعاء.. هنا القدس” العاصمة الأبدية والأزلية للدولة الفلسطينية، ناقلة جانباً من العنفوان اليماني المندفع بعدالة قضيته الأولى والمركزية، وتحت هطول غيث الرحمة والبركة، وبمشاركة لافتة لحركات المقاومة الفلسطينية، شهدت العاصمة صنعاء عصر أمس، مسيرة جماهيرية كبرى بمناسبة يوم القدس العالمي تحت شعار “القدس هي المحور”.

وفي المسيرة الحاشدة التي تصدرت عواصم دول العالم العربي والإسلامي من حَيثُ الحشد، تقاطر مئات الآلاف من أحرار الشعب اليمني، وتقدمها كبار قيادات الدولة، فيما رفعت الحشود المشاركة العلم الفلسطيني والعلم اليمني، ناقلين صورة عن واحدية القضية والمصير.

وهتف المشاركون بالشعارات المؤكّـدة على تجديد الولاء والوفاء للقدس ونصرة الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة حتى استعادة كامل أراضيه المغتصبة وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف، مجددين العهد للقدس بمواصلة الثورة حتى دحر الغطرسة الصهيونية من كُـلّ أراض العرب والمسلمين، في حين ردّدت الجماهير الهتافات المؤكّـدة على موقف الشعب اليمني الثابت والراسخ تجاه القضية الفلسطينية ودعم الشعب الفلسطيني واستمرار الوقوف إلى جانبه في مواجهة صلف وغطرسة العدوّ الصهيوني الغاصب والمحتلّ، وتحرير المقدسات الإسلامية.

ونوّه المشاركون إلى أن إحياء يوم القدس العالمي، تجسد وحدة صف الأُمَّــة تجاه القضية الفلسطينية وتوجيه بوصلة العداء نحو العدوّ الصهيوني المغتصب للأراضي والمقدسات الإسلامية في فلسطين، ومشاركة أبناء الشعب والمقاومة الفلسطينية الهّم في التحرّر من الاحتلال الصهيوني.

 

يوم القدس العالمي كمحطة تجمع الأُمَّــة في الوعاء الفلسطيني

وفي المسيرة، اعتبر مفتي الديار اليمنية العلامة شمس الدين شرف الدين، يوم القدس العالمي، محطة للتذكير بما يتعرض له الشعب الفلسطيني والقدس الشريف من انتهاك صارخ من قبل الكيان الصهيوني الغاصب ومنع المصلين والمعتكفين من أداء العبادات في المسجد الأقصى.

وقال “في آخر جمعة من رمضان خرج أبناء اليمن وكلهم إيمَـان وإخلاص ليعلنوا عن التضامن والوقوف مع قضايا الأُمَّــة وفي المقدمة القضية الفلسطينية التي تنصل عنها وتحرج من ذكرها وتوارى عن أنظار الكثير، لكن أبناء اليمن أبوا إلا الخروج للتعبير عن الموقف المناصر للأشقاء في فلسطين”، مُضيفاً “إن تفرج الكثير من الناس على معاناة الفلسطينيين من ويلات وحصار وقتل وتعذيب يومي، وآخرها ما يحدث في المسجد الأقصى من تدنيس أحفاد القردة والخنازير على المصلين بالهراوات، ما يستدعي خروج الأُمَّــة عن صمتها والنفير والتحَرّك لاجتثاث هذه الجرثومة الخبيثة من الوطن العربي”.

ونوّه مفتي الديار اليمنية إلى أن النظام السعوديّ ما يزال على موقفه الذي يمنح اليهود الحق في فلسطين، وهو شرط قام عليه النظام السعوديّ، مؤكّـداً أهميّة التضامن من الشعب الفلسطيني والشعب اليمني في المقدمة، مُشيراً إلى أن محور المقاومة رفعوا شعار الحق وصدقوا مع الله ولم يخادعوا أَو يداهنوا أَو يبيعوا دينهم بعرض من الدنيا وسيتحقّق النصر بإذن الله.

وفي ختام كلمته حث مفتي الديار اليمنية على تحسين العلاقة مع الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى، والأخذ بأسباب النصر.

 

أحرار اليمن يجددون البيعة.. لن نترك القدس

واعتبر بيان صادر عن المسيرة، الحشد في يوم القدس العالمي، إحياءً للروح الجهادية والتعبئة العامة في أوساط الأُمَّــة لتنهض بمسؤوليتها ضد أمريكا وإسرائيل ومن يدور في فلكهم، مؤكّـداً أن فلسطين قضية عادلة ومحقة ومصيرُها الانتصار، ومصير الكيان الصهيوني إلى زوال وأنه لا يمكن أن يستتب الأمن والاستقرار في المنطقة إلا بزوال الكيان الغاصب.

وشدّد بيان المسيرة على أن الأُمَّــة الإسلامية معنية بالنهوض بمسؤوليتها تجاه فلسطين، ولا عذر لأية دولة إسلامية أَو شعب مسلم أن يكون خارج معادلة الصراع مع العدوّ الإسرائيلي والغرب الاستكباري.

وحث بيان المسيرة، الأُمَّــة الإسلامية على استشعار المسؤولية تجاه العدوّ الإسرائيلي والأمريكي الذي يحارب الأُمَّــة بكل جهده على مختلف المستويات، مبينًا أن المعركة مع العدوّ الإسرائيلي معركة حضارية مفتوحة في كُـلّ المجالات.

وجدد البيان إدانة الشعب اليمني لكل مظاهر وخطوات التطبيع مع العدوّ الصهيوني، معتبرًا التطبيع خيانةً كبرى للقضية الفلسطينية وطعنة غادرة في ظهر الشعب الفلسطيني والأمة الإسلامية جمعاء.

ولفت إلى أن خيارات التنصل عن المسؤولية والسكوت والاستسلام هي خيارات تصب في صالح العدوّ.. مؤكّـداً أن الشعب اليمني جزء أَسَاسي من محور المقاومة والجهاد وسيبقى متكاملاً مع كُـلّ أحرار الأُمَّــة صفاً واحداً ضد العدوّ الصهيوني.

وَأَضَـافَ البيان “قضيتنا المحورية الجامعة هي القدس وفلسطين، ونجدد تأييدنا للمعادلة التي أعلنها سماحة الأمين العام لحزب الله السيد المجاهد حسن نصر الله، في أن أي مساس بالأقصى والقدس يعني حرباً إقليمية”، مجدّدًا التأكيد على أن الشعب اليمني إلى جانب محور المقاومة حاضرٌ للاضطلاع بواجبه في تعزيز هذه المعادلة الجهادية الرادعة.

++++++++++++++++++ (يبرز داخل الخبر كعنوان مستقل)

المقاومة الفلسطينية ترد على الحشود اليمانية: أثبتم أن القدس في صنعاء وأن اليمن مصدر العروبة

وفي المسيرة الأكبر على المستويين العربي والإسلامي، كان حضور حركات المقاومة الفلسطينية سيد الموقف بكلمات عبر تقنية الفيديو، حَيثُ أشاد رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية “حماس”، إسماعيل هنية، بما يسجله أبناء الشعب اليمني الصابر اليوم من حضور في يوم القدس العالمي.

وقال هنية “أهلنا في اليمن المجاهد الصابر يسجلون اليوم هذا الحضور المبارك بهذه الكثافة الشعبيّة الجماهيرية، يؤكّـدون في يوم القدس العالمي أن القدس في قلب صنعاء وأن اليمن الذي كان وما يزال مصدر العروبة وحاضنة الإسلام عاشقاً للقدس ولفلسطين”، مُضيفاً “على عتبات المسجد الأقصى شهداء ومجاهدين من أهل اليمن، أهل المدد والعمق والعطاء والتضحية”.

وأردف بالقول “أيها الأشقاء من أبناء الأُمَّــة الإسلامية في هذا البلد المبارك، تأتي ذكرى يوم القدس العالمي في ظل أحداث متسارعة تشهدها فلسطين والقدس والمسجد الأقصى المبارك، هي أحداث تؤكّـد مجدّدًا على طبيعة المشروع الصهيوني القائم على احتلال الأرض وضرب الهُــوِيَّة وتفريغ الأرض من شعبها”، مؤكّـداً أن هذا المشروع الذي أصبح اليوم أكثر وضوحاً وأكثر سفورًا، يكشف عن طبيعة المعركة؛ كونها معركةَ أُمَّـة بكاملها ضد من يحتل أولى القبلتين وثالث الحرمين ومسرى رسول الله صلى عليه وآله وسلم.

وعقب هنية بحديثه عن المعادلة التي فرضتها قوى المقاومة، وقال “برزت بوضوح، هذه المعادلة المحورية المركزية التي نواجه من خلالها هذا التحدي والاحتلال، معادلة الشعب والمقاومة والهُــوِيَّة، هذه المعادلة التي قال فيها الشعب الفلسطيني وأخذ فيها القرار وتجاوز فيها الجغرافيا التي جزأها الاحتلال الصهيوني، القرار من الشعب أن المقاومة هي الخيار والطريق الأقصر لتحرير فلسطين والقدس والهُــوِيَّة، وفي القلب منها المسجد الأقصى المبارك”.

وجدد رئيس المكتب لحركة حماس، التأكيد على أن هذه المعادلة المتحَرّكة على أرض فلسطين والمتمثلة بالشعب والمقاومة والهُــوِيَّة، مرتبطة أَيْـضاً بعمقها الاستراتيجي الذي تمثله شعوب الأُمَّــة العربية والإسلامية.

ونوّه هنية إلى أن “فلسطين والقدس ليست للفلسطينيين وحدهم بل هي لكل أبناء الأُمَّــة ولأحرار العالم الذين يرفضون هذا الظلم التاريخي والعدوان السافر على شعبنا ومقدساتنا”.

وفي خضم كلمته قال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس “نحن نُحيّي اليوم أهلنا في اليمن وهم يخرجون في هذه المليونية يرفعون قبضات أيديهم ويعلنون بحناجرهم هذه الهتافات والشعارات، يؤكّـدون مجدّدًا أن القدس كما كانت القبلة الأولى في الصلاة، هي اليوم قبلة المجاهدين والمقاومين، وقبلة الأحرار ومهوى أفئدة المؤمنين والمؤمنات”.

وأردف هنية قائلاً “إنني من بيت المقدس ومن أكنافه، من جنين القسام ومن غزة العزة، أوجه لليمنيين تحية الفخر والاعتزاز، نعبر عن تقديرنا لهذه الجماهير والزحوف التي تجدد العهد اليوم مع القدس وفلسطين وتجدد البيعة مع قافلة الشهداء الذين رووا أرض فلسطين”.

وفي حديثه عن التصعيد الصهيوني الجديد، قال هنية “إنه لعب بالنار، أولاً لضرب ركائز وجدان هذه الأُمَّــة وارتباطها بالمسجد الأقصى المبارك، ولن نسمح به على الإطلاق ولن تسمح به هذه الجموع المحتشدة في صنعاء الخير ويمن المدد والأمن والإيمَـان ولن تسمح به كُـلّ الشعوب المنتفضة اليوم في معظم عواصم عالمنا العربي والإسلامي إحياءً ليوم القدس العالمي”.

ونوّه إلى أن يوم القدس العالمي أصبح مجدّدًا ومتجدداً في نفوس ووعي أجيال هذه الأُمَّــة، مختتماً حديثه بالقول “أطمئن الجميع أننا سنظل على عهد المقدسات، والشهداء وعهد الرجال، ولن نعترف بإسرائيل، ولن نلقي السلاح ولن نقر لهذا المحتلّ بوجود على أي شبر من أرض فلسطين التاريخية من بحرها إلى نهرها وشعبنا منتصر وأمتنا هي المنتصرة في معركة القدس بإذن الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى”.

 

مشاركة اليمانيين في يوم القدس من منظور “الجهاد”

وفي المسيرة كان لحركة الجهاد الإسلامي حضوراً قوياً، حَيثُ شارك عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الإسلامي خالد البطش، بكلمة أثنى فيها على مشاركة الشعب اليمني في إحياء يوم القدس العالمي.

وقال البطش “من بيت المقدس ومن فلسطين المحتلّة نرسل تحياتنا لأهلنا في اليمن، تحياتنا للشعب اليمني المناصر لفلسطين في كُـلّ المحطات”، مُضيفاً “ترتفع قبضات أهلنا في اليمن اليوم لترسل رسائل سند ودعم للذين يحمون سيادة الأُمَّــة في فلسطين، تتعانق قبضاتكم اليوم مع قبضات المجاهدين في فلسطين”.

وأردف بالقول “نحن من أرض فلسطين سنمضي حاملين السلاح ولا خيار أمامنا سوى المواجهة في المعركة”، مُشيراً إلى أن ما يجري في القدس اليوم يستدعي من الأُمَّــة جمعاء الوقوف خلف القدس والشعب الفلسطيني وإغلاق السفارات الصهيونية.

ونوّه البطش إلى أن مشروع المقاومة يرفع سيف القدس وحلف ومحور القدس، الذي يعتبر الشعب اليمني أهم أضلاعه.. وقال” نحن من غزة ومن على تخوم الوطن المحتلّ نرسل تحياتنا للجمهورية الإسلامية الإيرانية ولكل مواقفهم تجاه فلسطين ودعم المقاومة”.

ومع تزايد هطول أمطار الخير والبركة والمن على الشعب اليمني، اضطرت اللجان المنظمة لإعلان انتهاء فعاليات المسيرة الحاشدة، قبل أن يتخللها، قصيدة للشاعر معاذ الجنيد بعنوان “وعد وهذا يومه المعلوم”، أكّـد فيها أن القدس هي المحور وقبلة أحرار الأُمَّــة وفي مقدمتهم أبناء الشعب اليمني حتى تحرير المقدسات الإسلامية من دنس الغزاة والمحتلّين.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com