فلسطين محور الوحدة الإسلامية ومكانة القدس في الأديان .. بقلم/ ابتسام وجيه الدين
ونحن نحيي يوم القدس العالمي تمر علينا الذكرى الأليمة لاستشهاد أمير الموحدين وقائد الغر المحجلين علي ابن أبي طالب اسد الله الغالب وإنا من هذا المنبر نعزي صاحب العصر والزمان عجل الله تعالى فرجه الشريف ومراجعنا وقادتنا العظام لاسيما السيدين السيستاني والسيد القائد علي خامنئي والسيد حسن نصر الله والسيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، ورحم الله الإمام الخميني والسيد حسين بدر الدين الحوثي اللذان كان لهما الدور الكبير في إحياء يوم القدس العالمي وناديا بالتبري من أعداء الله وجعلا من فلسطين قضية الاحرار ومحورا للوحدة الاسلامية.
فقد أراد الإمام الخميني العمل على توحيد كلمة الأمة الإسلامية والتقارب بين المسلمين وجمع شملهم ولم ّ كلمتهم عبر التضامن مع القضية الفلسطينية وإخواننا في فلسطين المعتدى عليهم منذ أكثر من سبعون عاما، سبعين عام يستغيثون، فلسطين المنسية من قبل الحكام العرب من كانوا عقودا وقرونا جل اهتمامهم هي عروشهم وكراسي حكمهم التي لا محال إلى زوال، كرسوا جهودهم لإرضاء أسيادهم!
في الوقت الذي كان للإمام الخميني (قدس سره) بصمات وتضحيات من خلال تأسيس يوم للتضامن مع القضية الفلسطينية في آخر جمعة من شهر رمضان من كل عام وتسميتها ب(يوم القدس العالمي)، يتوحد فيها المسلمون من جميع الأصقاع نهضة فكرية توعوية لدى الشعوب العربية والإسلامية للدفاع عن المقدسات من دنس اليهود اللذين لا عهد ولا ميثاق لهم والتذكير دوماً لما ورد في القرآن الكريم من عدم مداهنة اليهود والركون إليهم ففي سورة البقرة الآية ١٢٠ قوله تعالى “بسم الله الرحمن الرحیم وَلَن تَرْضَىٰ عَنكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَىٰ حَتَّىٰ تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ ۗ قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَىٰ ۗ وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُم بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ ۙ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِن وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ”صدق الله العلي العظيم.
وقوله تعالى في سورة المائدة ” بسم الله الرحمن الرحیم “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَىٰ أَوْلِيَاءَ ۘ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ ۚ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ ۗ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ” (51)صدق الله العلي العظيم.
ومن هذا المنطلق حث الإمام الخميني قدس سره على مناهضة الظلم ومقارعة الظالمين وعدم الوثوق بدول من أركانها الأساسية السلام مع الكيان الصهيوني، فلا سلام مع اليهود ولا سلام مع الإستسلام ولا سلام إلا بالسلاح، فإن كنت تبحث عن العزة والكرامة لبلدك ولفلسطين وللامة فكن قويا بسلاحك فتجريد الأمة من سلاحها هو تجريدها من امنها وأمانها، إذا امتلكت الشعوب السلاح أصبحت قوية في جميع الميادين العسكرية والسياسية والاقتصادية، السلاح هو بوصلة الاستقرار؛ لذلك القدس تحتاج إلى رجال وسلاح وكمثال فلننظر للجمهورية الإسلامية الإيرانية المناهضة للشيطان الأكبر والداعمة للمقاومات الإسلامية أياً كان توجهها السياسي والمذهبي المهم انها تناهض المشروع الصهيوامريكي في المنطقة كالعراق وسوريا واليمن ولبنان، هذه هي دول المحور ومحور قضيتهم هي فلسطين وكذلك للقدس مكانتها الدينية في جميع الاديان السماوية وفي قلوب المؤمنين فهى مسرى النبي الأمين صل الله عليه وآله وأرض الأنبياء والمرسلين عليهم السلام.
اليمن تستطيع أن تعيش وتحيا برغدٍ وهناء وكذلك إيران وباقي دول المحور باستطاعتهم تأمين أنفسهم وغض الطرف عما يحدث في الدول العربية والإسلامية وخصوصاً فلسطين من عدوان غاشم، واضطهاد وقمع، لكن نكون هنا قد فرطنا في كتاب الله تعالى وماجاء في قوله تعالى “كتب عليكم الجهاد” وكما قال رسول الله صلى الله عليه وآله (المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا وشبك على أصابعه) وقال عليه وآله الصلاة والسلام (مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد اذا اشتكى منه عضو تداعى به سائر الجسد بالسهر والحمى)، فمابال المسلمين آمنوا ببعض الكتاب وكفروا ببعضه أدوا فريضة الصيام ونسوا وتناسو وتجاهلوا فريضة الجهاد!!؟ فلايمكن العيش بسعادة ورخاء وأخ لك في الدين او نظير لك في الخلق يشن عليه عدوان غاشم ويعاني من حروب وانتهاكات وهتك للمال والأرض والعرض دون أن تنبس ببنت شفة فالانسانية ليست مقيدة لا بدين ولا مذهب وكما قال أمير المؤمنين الإمام علي عليه السلام ارواحنا لتراب قدميه الفداء (الناس صنفان إما اخ لك في الدين او نظير لك في الخلق).
يجب التنبيه لما يحدث اليوم من قبل شريحة كبيرة في المجتمع اليمني وغيره من المجتمعات العربية في التسخيف والتحقير إزاء التضامن من القضية الفلسطينية والتحقير من بث روح المؤاخاة بين أبناء الدين الواحد بشكل عام وأبناء البلد الواحد على وجه الخصوص مثلا كأن يقول أحدهم (دعونا نفكر ببلدنا وحالنا أين نحن من فلسطين وأين نحن من اليهود؟؟ أين هي أمريكا؟ لذلك أي إعتداء على فلسطين أو أي دولة مسلمة يجب على جميع المسلمين في كل بقاع الأرض التألم والإنكار باليد بالقول بالقلب إنطلاقاً من قول النبي صلى الله عليه وآله (من رأى منكم منكرا فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان)، لكن أمريكا وأياديهم الخفية والظاهرة في المنطقة دأبهم وعملهم الفرقة وتفكيك أبناء المجتمع الواحد يعملون حتى على ألا يجعلوا المسلم يستنكر مايحدث ولو بلسانه أو التعاطف بقلبه عن طريق بث التراهات مثل (الفلسطينيون لايستحقون أن نقف معهم) أو (الفلسطينيون فرطو باراضيهم وباعوها) (فلسطين أصلا هي أرض اليهود، متناسين انهم عصوا الله وقالوا لنبيهم اذهب أنت وربك فقاتلا إنا هاهنا قاعدون وأن الله غضب عليهم وحرمهم منها لكثرة معاصيهم ولقتلهم الأنبياء وحكم عليهم بالتيه)، اليهود ومن والاهم يعملون جاهدين على ألا يتم حتى التعاطف مع إخوتنا في فلسطين_ ودس الروايات والاسرائيليات في كتب العوام بأن النبي صلى الله عليه وآله جاور يهودي مع العلم انهم طُرِدوا جميعاً وان النبي رهن درعه واقترض المال من يهودي إن صح القول أين صحابته! وأهل بيته حتى يلجأ لعمل مثل هذه الخزعبلات!!_ولا يتعاطفون حتى مع مايحدث من قبل داعش في سوريا والعراق ومايحدث في اليمن اذاً هناك استهداف حتى على مستوى التضامن؛ لأن تغيير واستنكار المنكر والظلم باللسان مؤثر وقوي وإلا لما شنو على “مدينة السلام صعدة ~اليمن” ست حروب ظالمة أحرقوا نساءها وأطفالها وطيلة ثماني سنوات حرب على اليمن بأكملها فقط لانهم قالو الموت لأمريكا الموت لإسرائيل..! فماذا لو تحرك الجميع مجاهداً بالسيف والسلاح لتحرير القدس من رجس اليهود كما تحرك الجميع بفضل فتاوى الوهابية وعلماء البترودولار خريجي الجامعة الإسلامية في تل أبيب للجهاد في أفغانستان وتفكيك الاتحاد السوفيياتي!! أين علماء المسلمين في مكة والحرم أين علماء المسلمين في الأزهر أينهم من إغاثة القدس الملهوف واليمن الجريح، فعدوان الكيان الصهيوني لم يقتصر على تدنيس الأقصى الشريف بل امتدت إعتداءاتهم حتى طالت مكة المكرمة ومدينة رسول الله صلى الله عليه وآله! لماذا لانهب فقط للجهاد إلا لمحاربة دول وأنظمة تهدد النظام الأمريكي الرأسمالي وتستهدف الخطب والفتاوى في كل الدول مساجد كل مدينة بل وكل قرية! لماذا لا ينادون للجهاد ضد الكيان الصهيوني؟؟! الجواب بسيط لأن الكيان لا يهدد النظام الإمبريالي بل يزيد من اتساع رقعته في الشرق الأوسط ولاتشكل خطراً على مصالح الغرب بل تجيش الجيوش العربية والإسلامية فقط ضد القوى التى تشكل خطراً على أمريكا بدليل ما يحدث من تعاطف تجاه أوكرانيا وحرب إعلامية ضد روسيا رغم ان رئيس أوكرانيا من أصول يهودية وليس حبا باوكرانيا بل خوفا من روسيا.
لذلك عندما تحرك السيد حسين بدر الدين الحوثي في اليمن وتحرك وقال كلمته امام الله وأمام الناس وسقط شهيدا ومضحيا وتبرأ من أعداء الله وناهض المشروع الأمريكي في اليمن ولم يفعل ذلك وحده رغم انه كان عضو في مجلس النواب وله منصبه ومكانته الاجتماعية في الدولة بل أراد صحوة للشعب اليمني أجمع بل وامتدت أفكاره لتصل إلى باقي الدول المجاورة وشعوب المنطقة أراد الخير للجميع وقال مقولته الشهيرة (أصرخوا وستجدون من يصرخ معكم) الصرخة في وجه المسكتبرين التبري من أعداء الله ورسوله والمسلمين البراءة مهمة في الدين الإسلامي وعدم مداهنة الكفار على حساب الدين ومصالح الأمة.
لقد حثنا على التبري من الأعداء في كل محفل وكانت له الكلمة الفصل بعيد عن الترزق والإرتزاق بإسم الشعب الفلسطيني والمتاجرة بمعاناتهم عبر جمع التبرعات والأموال التي لاتصلهم اصلا وإن وصلت لا تغني ولاتسمن من جوع.
المجاهد الفلسطيني يحتاج للسلاح يحتاج للرجال كي يستطيع الدفاع عن أرضه وعرضه، ماذا يفعلون بالمال وهم محاصرون لايمتلكون سوى الحجارة!؟
فلنجعل من الجمهورية الإسلامية الإيرانية أسوة لنا فبسبب إمتلاك سلاح وإقتصاد جعل لها هيبتها وثقلها بالمنطقة وتتحكم بمضيق هرمز والذي يعتبر باب المندب أكثير أهمية منه،
وكذلك الجمهورية اليمنية لولا سلاحها لما استطاعت الصمود بوجه العدوان ثمان سنوات ولما حتى تم التفاوض معهم كرجال دولة لها سيادتها، لذلك كان للمسيرة القرآنية تأثير بالغ في قلوب المؤمنين وصحوة ونهضة في قلوب الأحرار وعدم الخنوع طاعة لقول الله تعالى في سورة البقرة بسم الله الرحمن الرحيم ” وَلَا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّىٰ يَرُدُّوكُمْ عَن دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا ۚ وَمَن يَرْتَدِدْ مِنكُمْ عَن
دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُولَٰئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ ۖ وَأُولَٰئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ ۖ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (217).
إذا نظرنا وتمعّنا في قوله تعالى “إن استطاعو” ولنضع تحتها خطين أنه طالما وكنا لهم بالمرصاد ومستعدين لهم إعلاميا وعسكريا وسياسيا وثقافيا توعويا ضد استهدافاتهم العسكرية والإقتصادية لنا واستهدافهم لنا عبر الحرب الناعمة وإدخال ثقافات غريبة لاتمت للمجتمع اليمني ولا للإسلام بصلة، فلدينا من الجبهات مايكفي للتصدي لمثل هكذا حروب كالجبهة الإعلامية إلى جانب الجبهة العسكرية… الخ ماجعل محور المقاومة بهذه القوة وأرهاب العدو وإخضاعهم ومايزالون يعتدون على المسجد الأقصى بالأخص في شهر رمضان وليالي القدر وفي صلاة الفجر وليست هي المرة الأولى مع التعتيم الإعلامي وعدم إبراز جرائم الصهاينة كما حدث مع أوكرانيا.
فالإعلام مهم جداً في الماضي والحاضر والمستقبل، أليس الإعلام الأموي هو من جعل أهل الشام يتساءلون عندما أستشهد الإمام علي عليه السلام في محراب الصلاة في ليالي القدر أوكان عليٌ يُصلي؟؟!!!علي الساقي على الحوض وباب علم مدينة رسول الله يقال عنه أوكان يصلي؟!
علي قسيم الجنة والنار يقال عنه أوكان يصلي؟ علي ابن عم الرسول وزوج البتول ابا الحسنين يقال عنه أوكان يصلي؟!
علي الضارب بسيفين الطاعن برمحين اسد بدر واحد وحنين يقال عنه أوكان يصلي؟!
علي قالع باب خيبر وقاتل مرحب ومدد الرسول في بدر وقاتل عمرو ابن ود العامري الذي قال عنه النبي صل الله عليه وآله (لقد برز الاسلام كله للشرك كله وجسد الإسلام كله بشخص علي ابن أبي طالب) وقال (ضربة علي في يوم الخندق كعبادة الثقلين) يقال عنه أو كان يصلي؟!
لما لا والإعلام الأموي يعمل على سبه ولعنه بالمنابر وعندما دخل أبناء وبنات رسول الله صلى الله عليه وآله بوابة الشام قيل أنهم أسرى حرب مع الروم لم يعلم أهل الشام منهم ولم يعلموا بقدرهم ومن علم بمكانتهم ودافع عنهم ذُبح، لذلك الإعلام مهم جداً.
وختاماً نحن مدينون للإمام الخميني (قدس) والشهيد السيد حسين بدر الدين الحوثي لما نحن الآن فيه من صحوة ونهضة فكرية وعودتنا للقرآن الكريم ونهج رسول الله صلى الله عليه وآله والاسلام المحمدي الأصيل الذي كان قد حل مكانه الإسلام الأموي الدخيل.