وإذا العروبة تأمركت وتصهينت.. نأتيكِ .. بقلم/ أمة الملك قوارة
على مائدةِ الارتهان والتطبيع وتأمركوا وتصهينوا وَسقطت حقوق فلسطين، وماتت قداسة المسجد الأقصى المبارك في نفوس العرب والمسلمين إلا ثلة منهم، وحين باعوا القضية حُكام السقوط والانحطاط وعقدوا الصلح واستنشقوا غِبار السلام مع اليهود سُلمت أرض فلسطين واتخذت الصهيونية من ثراها الطاهر خنجرا لطعن العروبة في خسرها؛ لتسقط الكرامة العربية قتيلة وينحط العار العربي إلى ما تحت الحضيض، وعن الرفض البشري عن رجاسة من ارتموا بحضنِ إسرائيل نستحقر الحديث كَثيراً!
وحين هوت بهم قذارتهم إلى مستنقعِ التطبيع فلن يكن من السهل فصلهم عن رجس الحضن الذي لاذوا به ولاغروا في ذلك فلا دين يرجعون من خلاله إلى نصاب الحق ولا كرامة لديهم لتستفيق بها ضمائرهم، وعلى أنقاض فلسطين أقيمت الحفلة الماجنة للتطبيع مع إسرائيل ومن كأس دماء الفلسطينيين الأحرار سُكر زعماء العرب، وعنهم فقد مثلوا انسلاخهم عن الدين الإسلامي وانحلوا عن الهُــوِيَّة والعروبة..
وعن الشعوب العربية هنا يكمن السؤال؟ إذَا كان الحُكام بفعلهم إنما مثلوا أشخاصهم وانجرفوا خلف التطبيع فهل شعوبهم بنفس فكرهم ومستوى تطبيعهم؟! أين المفكرين والأحرار، أين الأدباء والناشطين، أين الفقهاء والعلماء؟ هؤلاء الفئة التي لا يمكن أن تسكت على باطل وحاشا أن يتم سلبها حريتها إذَا وفقط كانت ثقافتها نابعة من القرآن الكريم؟! وعن هؤلاء هم من يكمن بأيديهم ومن تحت أقلامهم ومن منبع فكرهم وثقافتهم تحرير الأُمَّــة من غيبوبتها المهينة! نتساءل وما أصعب السؤال؟! أين صيحاتهم أين نداءاتهم أين نهداتهم؟! وسرطان التطبيع يستشري في جسد الأُمَّــة! ولا منعي لذلك ولا مستجيب لنداء فلسطين! ويخفت صوت التنديد ويضأل نداء الأحرار ويصبح الأمر كأن لم يكن هناك جريمة تحدث!
تُنتهك كرامة الأقصى المبارك، أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين، وتُذبح قرابين اليهود بباحته! ويتم الاعتداء فيه على المصلين والعاكفين والذاكرين لله! ويضرب الرجال وتهان النساء وعيون الأطفال ساكبة دموعها، وعلى مرأى ومسمع من العرب والمسلمين، وإسلاماه!
أين عار العروبة لا نتكلم عن الحكام الدنسين! من باعوا قضيتهم وإنما العشم بالشعوب وحرارة الكلمات موجهة إليهم، القضية لن تموت وإن متم أيها المتهاون بالقضية، فهناك شعوب حية فاليمن من بين أنات وجعها تصرخ بإسم فلسطين وتتنهد باسم القضية ودول محور المقاومة تلمم أحزانها وتصمت عليها كمداً وتبكِ فقط؛ مِن أجلِ فلسطين! ولو استجمعتم بعض قواكم أيها الشعوب لتحرّرت أوطانكم ولاستعادت كرامتها ولنهضتم بجانب المقاومة ولتحرّرت فلسطين..
إن الحكام الذين طبعوا مع العدوّ الغاصب، لدى شعوبهم القدرة الكاملة على غسل دنس التطبيع متى ما قرّرت ذلك؟!
وأي شعب عربي طبع مع الصهاينة أَو رضي بالسلام معهم وسكت على ما يجري فلا يظن أنه حر أَو يمت للحرية بصلة، تلك الشعوب أشبه بمن حُكم عليهم بالإقامة الجبرية، حين تم إخراس صوتها تارة بالترهيب وتارة بالترغيب حتى أجبروها على التعايش مع الوضع المخزي فهي مجبرة عل وضعها ورغم ما تعانيه فلسطين إلا أنها تمتلك الحرية والكرامة أكثر من تلك الشعوب.
ستنتصر فلسطين وستُحرّر القدس وسيُغسل عار التطبيع فقد قدر الله ذلك وهناك من عزموا على نصرة الله ودينه، فصبراً فلسطين إننا من بين وجعنا نتهيأ للقدوم سنأتيكِ.