موالاةُ أعلام الهُدى.. اتّباعٌ واقتدَاء .. بقلم/ أحمد المتوكل
القضية في اليمن ليست خلافات سياسية كما يعتقد البعض، ولا مجال فيها للحياد والصمت دون أن يكون لنا موقف عملي، القضية هي قضية دين الله الحق، والمسيرة هي امتداد لمسيرة الأنبياء الواحدة التي رسمها الله لهم، وحُب النبي محمد -صلى الله عليه وآله وسلم- وآل بيته هو دين يجب أن ندين الله به {قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى}؛ لأَنَّ الحكمة الإلهية في ذلك أن الناس إذَا أحبوهم أتبعوهم وتعلموا منهم واهتدوا بهداهم، وَإذَا أبغضوهم ابتعدوا عنهم وتنكروا لإرشاداتهم وتركوا الاقتدَاء بهم، وآل البيت عليهم السلام هم سفينة النجاة من ركبها نجا ومن تخلف عنها سقط وهوى، فإذا لم يكن لنا قادة حق من أعلام آل البيت -عليهم السلام- فَـإنَّ البديل لنا هو قادة من أعلام الضلال.
نحن اليوم لدينا بين أيدينا حفيد المصطفى السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي -يحفظه الله- يعلمنا ويزكينا ويفقّهنا في الدين، ويصحح لنا أخطاءنا وهفواتنا، ويرشدنا لما فيه صلاح دنيانا وآخرتنا، فيجب أن تكون الركيزة الأَسَاسية في أنفسنا هي حُبه وتعظيمُه؛ لأَنَّ ذلك هو من أَسَاس الدين، كما هي كذلك بالنسبة لأمير المؤمنين علي -عليه السلام- قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: “يا عليّ، لا يُحبُّك إلا مؤمن ولا يبغضك إلا منافق”؛ لأَنَّه لا يجتمع الإيمَـان وبُغض الإمام علي -عليه السلام- في قلب مؤمن، ولن يدخل الجنة منافق {إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ وَلَن تَجِدَ لَهُمْ نَصِيرًا}، وليس حب آل البيت -عليهم السلام- مُجَـرّد مشاعر في القلب وقولاً باللسان بل هو اتباع واستجابة عملية لتوجيهاتهم.
قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: “لو أن عبداً قام ليله، وصام نهاره، وأنفق ماله في سبيل الله عِلْقاً عِلْقاً وعَبَدَ الله بين الرُّكن والمقام حتى يكون آخر ذلك أن يُذبَح بين الركن والمقام مظلوماً لَمَا صَعِدَ إلى الله من عمله وزن ذرة، حتى يُظهِرَ المحبة لأولياء الله والعداوة لأعداء الله”، لذلك يترتب علينا مسؤولية عظيمة ونحن ننصت لمحاضرات السيد القائد -حفظه الله- الرمضانية أن نحرص على أن نستفيد ونعمل على إصلاح أنفسنا وَواقعنا وتكرار الإنصات لتلك المحاضرات على مدار العام بشكل مُستمرّ، وإقامة البرامج العملية على ضوئها ونورها، وتنفيذ كُـلّ توجيهاته ونصائحه وليس فقط ما يتوافق مع هوانا ورغباتنا، لكي يتحقّق فينا التقوى ويقبَلُ الله منَّا أعمالنا الصالحة {إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ}، ولا نكون ممن قال عنهم {وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَّنثُورًا}.