الوعي والنورُ أو الضلال والظلمات .. بقلم/ غازي منير
إنها لنعمة كبيرة وهي من أعظم النعم التي يمن الله علينا بها كنعمة الهداية، وأن تفتح هذه المراكز الصيفية، وعلينا جميعاً أن ندرك أهميتها ونروج لها ونحث الآباء على تسجيل أبنائهم فيها، ليتعلموا قراءة وتلاوة وحفظ القرآن الكريم وتجويده، وأُسسه في الفقه وما يتعلق بأمور الدين، وما يحصنهم من الوقوع في الضلال ومن صحبة رفاق السوء والمظلين، وأبعادهم من غياهب الظُلمات الخطيرة؛ لأَنَّ البديل عن النور والهداية والوعي والبصيرة هو الظلال والظُلمات، ومسألة الوقت مسألة مهمة، يجب استغلالها بالشكل الصحيح المطلوب، والله سبحانه وتعالى سيسأل كُـلّ إنسان ويُحاسبه عن عمره أين أفناه وقَضاه، فلا يجوز لنا كأمة إسلامية ربها الله ونبيها محمد بن عبدالله ولديها منهج عظيم كتاب الله الذي فيه كُـلّ شيء والذي في ما إن تعلمناه وعملنا به سيحقّق الله للأُمَّـة عزتها ورفعتها وكرامتها وحريتها وقوتها واستقلالها المسلوبات، وفيه ما يجعلنا أُمَّـة حضارية متقدمة تجعلنا الرواد في كُـلّ المجالات حتى في الطب والهندسة وغيرها.
فيجب علينا أن نكون حَريصين على أبنائنا فنحن المسؤولون عنهم وعن صلاحهم، ولا يجوز لنا أن نتركهم لقمة صائغة للأعداء الذين يعملون ليلاً نهاراً دون كلل أَو ملل على إضلال وإفساد أبناء وشباب الأُمَّــة الإسلامية وإبعادهم عن الله ليتمكّنوا من السيطرة عليهم وعلى الأُمَّــة الإسلامية ومقدساتها وثرواتها.
اليهود الذي حكى الله عنهم (وَلَا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّىٰ يَرُدُّوكُمْ عَن دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا) يُريدون أن يردونا كفاراً حسداً من عند أنفسهم ولا يٌريدون لنا أي خير من ربنا (مَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَلَا الْمُشْرِكِينَ أَن يُنَزَّلَ عَلَيْكُم مِّنْ خَيْرٍ مِّن رَّبِّكُمْ) وهم خبيثون جِـدًّا ولديهم قدرة كبيرة في التأثير وخطيرون جِـدًّا وأخبرنا الله في كتابه بأنهم كادوا أن يظلوا حتى رسول الله نفسه (لَوْلَا أَنْ ثَبَّتْنَاك لَقَدْ كِدْت تَرْكَن إِلَيْهِمْ شَيْئًا قَلِيلًا).
ولديهم عدة وَسائِل وطرق مُختلفة ومتنوعة تُستخدم في إظلالنا وإفساد أخلاقنا وتجريدنا عن ديننا وثقافتنا وهُــوِيَّتنا الإيمَانية وحشمتنا وغيرتنا وعزتنا وكرامتنا ومسخنا عن مبادئنا وقيمنا وأخلاقنا السامية والنبيلة لا سِـيَّـما أنهم اليوم يمتلكون قنوات فضائية هائلة وعبر وسائل التواصل الاجتماعي وحتى عبر رموز وأعلام مُضلين يصنعونهم ليكونوا قُدوةً لشبابنا ونسائنا بدلاً عن أنبياء الله وأولياءه.
يريدون أن نظل السبيل وحريصون على هذا جِـدًّا؛ لأَنَّهم يعلمون علمَ اليقين أنه في ما أن ابتعدنا عن الله فسيسلب منا تأييده وعونه ونصره وسنكون ضعاف جِـدًّا بدون الله وهذا سيسهل لهم السيطرة علينا.
ولكن اليوم بفضل من الله وبتوجيهات قيادتنا الحكيمة الرشيدة المتمثلة بالسيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي -يحفظه الله- الذي نجد فيه ما قاله الله عن رسول الله صلوات الله عليه وآله (حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ) فتحت أبواب هذه المراكز الصيفية التي سيتخرج منها جيل ناشئ يحمل الوعي والبصيرة التي سيتبخر أمامهما الظلال والباطل، الجيل الذي سيخدم دين الله ويعمل على إعلاء كلمة الله ونصرة المستضعفين ومقارعة الطغاة والظالمين وبناء الأُمَّــة وتقدمها وازدهارها والدفاع عنها وعن مقدساتها وثرواتها.
ورسالتي إلى كُـلّ الآباء أن يزوروا المراكز الصيفية وينظروا ماذا يُقَدَم فيها من هدى ووعي وعلم من كتاب الله الذي من ابتغى العلم في غيره أظله الله ويقارنوا أيهما يرون أنه أفضل لأبنائهم لقضاء العطلة الصيفية المراكز الصيفية أم قضائها في الشوارع التي يكتسب منها كُـلّ ما يؤدي إلى عقوق الوالدين أَو حتى في البيوت ولكن أمام شاشات التلفزيون أَو الهواتف والألعاب ومواقع التواصل التي يستخدمها الغرب بشكل أَسَاسي في الوصول إلى أبنائنا للسيطرة على عقولهم وسرقة أرواحهم وجعلهم لا يفكرون ولا يَعملون إلا ما يُريدون.
ورسالتي لنُخبة مُعلمي المَراكز الصيفية الذين جميعنا نثق فيهم بأنهم لن يألون جهداً في العمل على تقديم هدى الله بأرقى مستوى أن يُضاعفوا جهودهم ويَستعِينوا بالله وأنا نثق فيهم ثقة مُطلقة ومُطمئِنون لِمَا يُقدَمونه لأبناء الأُمَّــة كُـلّ الاطمئنان ونسأل من الله أن يُعينَهم ويوفقهم ويُبصرهم لتقديم هدى الله ونوره الحق بالشكل الذي يُرضي الله عنهم ورسوله والسيد القائد وبالشكل الذي يَجتاح الباطل ويُزهقه من النفوس ومن واقع الحياة وهم في موقعهم يُعدون من المجاهدين في سبيل الله وسيجزيهم الله خير الجزاء وهو سبحانه القائل (وَلَا يَطَئُونَ مَوْطِئًا يَغِيظُ الْكُفَّارَ وَلَا يَنَالُونَ مِنْ عَدُوٍّ نَيْلًا إِلَّا كُتِبَ لَهُمْ بِهِ عَمَلٌ صَالِحٌ إِنَّ اللهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْـمُحْسِنِين) وصلى الله وسلم على المُعلم والمُرَبي الأول والنموذج الأرقى والأسمى والأكمل محمد رسول الله وعلى أهل بيته الطاهرين.