الهُدنة المزعومة .. بقلم/ نوال عبدالله
قال تعالى: ((أَوَكُلَّمَا عَاهَدُوا عَهْدًا نَبَذَهُ فَرِيقٌ مِنْهُمْ بَلْ أكثرهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ)) من سورة البقرة- آية (100)
وقال جل وعلا: ((وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَو يَقْتُلُوكَ أَو يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللهُ وَاللهُ خَيْرُ الْـمَاكِرِينَ)) من سورة الأنفال- آية (30)
مر على الهُدنة المزعومة ما يقارب شهراً ونصف شهر، ودولة الشر تختبئ خلف جدار المراوغة، تحاول تجميل هندامها المُمزق إثر العويل والصراخ، جراء الهزائم والضربات الموجعة التي تلقتها مملكة الشر.
خروقات منذ اللحظة الأولى للهُدنة، احتجاز لسفن النفط، إعاقة مسار الطيران، وإزهاق لأرواح المرضى فهناك ما يقارب 32 ألف مريض بحالات خطيرة في أشد الحاجة للسفر إلى الخارج، ليس هناك أية غرابة، فدولة المنشار تحاول التلذذ بأكبر قدر ممكن في تعذيب هذا الشعب العظيم الصامد صمود الجبال الرواسي، علّه يشبع غريزته الوحشية، ومن ناحيةٍ أُخرى إرضاء لأسيادهم.
هُدنة مُعلنة على شاشات التلفزة ووسائل الإعلام مع إيقاف التنفيذ، ألا لعنة الله على الماكرين، فعلى طاولة الحوار يضعون أوراقاً مزيفة وحبراً أسودَ مستخلصاً من حقدهم الدفين، وأقوالهم غليظة كغلظة قلوبهم، أعمالهم فاقت خساستها شياطين الجن تلك هي هُدنتهم.
لم تكن هُدنة إلا ليأّمنوا أنفسهم من ضرباتنا التي طالت عمقَهم، فمن بعد الضربات الموجعة الأخيرة التي أنهكت قواهم الحسية والعقلية أضافت إلى ذلك خسائرَ فادحة، جاءت الهُدنةُ كفترة لعلهم يستعيدون قواهم للتخطيط والمكر والخداع والرضوخ للأوامر الصادرة عن البيت الأبيض، فما زالت أمريكا تتلذذُ بلبن البقرة الحلوب وتسبح في بحر الأموال الطائلة مقابل شراء الأسلحة المتكدسة في مخزان اليهود والنصارى.
إذَن الكل مستفيد من العدوان على اليمن، والسعوديّة انغرست في شباك العنكبوت وتحاول تفكيك خيوطها والخروج من هذه المصيدة ولكن أمريكا لها بالمرصاد المبين.
أمّا قائدنا الحكيم فهو قد يعلمُ مكرهم، ولن يسمحَ لهم بالتطاول ولوي الذراع دون رد حاسم عليهم، ولنا رجالٌ أشاوس مثقفون بثقافة القرآن، وَإذَا عاهدوا عهداً تمسكوا به وكانوا ممن قال الله عنهم: ((مِنَ الْـمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا)) من سورة الأحزاب- آية (23).