المراكز الصيفية تنتشل فلذات أكبادنا من الضياع .. بقلم/ محمد يحيى فطيرة
مثّل الإقبالُ الكبيرُ لأبنائنا الطلاب وغير المسبوق على المراكز الصيفية صفعةً قويةً في وجه العدوان وكُلِّ المرتزِقة الذين ظلوا طوالَ أَيَّـام يحرّضون في قنوات الفتنة على هذه المراكز التي من شأنها انتشالُ فلذات أكبادنا من الشوارع والضلال والضياع.
وما نستغربُ له كثيراً هذه الحملة المسعورة من قبل العدوان والمرتزِقة المأجورين ضد المراكز الصيفية التي تقدِّمُ كتابَ الله وهديَه بالطريقة الصحيحة، وليس هناك شيء غير ذلك، لكنهم ومن خلال هجومهم غير المبرّر يؤكّـدون أن هذه الدورات الصيفية هي الطريق الصحيح؛ كونها تحصِّنُ أبناءنا وبناتنا من كُـلّ الانحرافات السلوكية والثقافية والفكرية؛ باعتبَارها جرعةً ولقاحاً وقائياً تمكّنهم من الصمود في وجه الفيروسات والميكروبات التي قد تنال من عقولهم وتتسلّل إلى أدمغتهم، خُصُوصاً ونحن في زمن كَثُرَت فيه الفتن والانحرافات الأخلاقية وصارت عدوى تهدّدُ الجميع.
على مدى سنوات طويلة، ظل السيدُ القائدُ عبدالملك الحوثي -يحفظُه الله- يحذِّرُ من الغزو الفكري والثقافي والحرب الناعمة التي تستهدفُ كُـلَّ أبناء وبنات اليمن، لا سِـيَّـما سكان العاصمة صنعاء والمحافظات التابعة لحكومة الإنقاذ الوطني، حَيثُ إن الحرب الناعمة التي يشنها العدوان على الشعب اليمني لا تقل خطورةً عن الحروب الأُخرى بعد أن فقد ثقتَه في الانتصار بالحرب العسكرية والسياسية، وها هي المراكز الصيفية اليوم تفتحُ أبوابَها للطلاب؛ مِن أجلِ توعيتهم وتحصينهم من المخاطر التي تتربصُ بهم ولطمس الثقافات المغلوطة التي جثمت لأكثرَ من عقود على صدورنا كيمنيين وتسببت في انحراف الدين عن مساره الحقيقي ولا تزال أثارة قائمة حتى اليوم.
يجب علينا كأولياء أمور أن نحمَدَ الله تعالى لوجود مثل هذه المراكز الصيفية في كُـلّ حارة وحي؛ لما لها من دور كبير في إظهار الحق وتنمية عقول أبنائنا وبناتنا وطمس الأفكار الخبيثة والمعتقدات المنحرفة والسلوكيات الخاطئة التي تزدادُ خطورتَها في هذه الفترة، وبالتالي حرص أولياء الأمور على فلذات أكبادهم كفيل بإيجاد وطن ومجتمع واعٍ له القدرة على التمييز بين الحق والباطل.
ليس هناك أجملُ من أن نبادرَ في تسجيل أبنائنا وبناتنا في هذه المراكز الصيفية التي تشهدُ هذه العامَ تفاعلاً كَبيراً وتنوُّعاً في الأنشطة والبرامج التي تلبِّي طموحَ واحتياجاتِ وتطلعاتِ الشباب من خلال العديد من المجالات، أبرزها القرآن الكريم وعلومه وحلقات الذكر، وبرامج تربوية وعلمية وترفيهية وأنشطة رياضية وتوعوية وزيارات ميدانية، إلى جانب المسابقات في مجالات الشعر والإنشاد والمسرح، بالإضافة إلى الأنشطة التي تسهم في رفع كفاءة المهارات لدى الفتيات عبر صقل مهاراتهن واستثمار طاقاتهن بما يعود بالنفع عليهن وعلى البلد.