اغتيال واعتقال وشيرين أبو عاقلة .. بقلم/ عبدالخالق القاسمي
أنكر أفيخاي أدرعي الاعتداءات الصهيونية على الفلسطينيين وقال: إن الطفلة التميمي التي احتجزت حتى وصلت إلى سن المراهقة لم تكبر إلا في سجونهم.! والطبيعي أن يكبر الإنسان وإن كان في الفضاء.
على العموم لطالما برّر الجرائم ونقل من البخاري وتحدث عن التطبيع.. وتغنى ويتغنى وسيستمر في الكذب حول حقوق الإنسان وعن النموذج الإسرائيلي في التعامل الجيد مع مختلف الأديان، في محاولات منه بالعربية مرادها الرد على وسائل الإعلام العربية وغير العربية التي تكشف حقائق الكيان الإسرائيلي الغاصب.. ليسقط هذا العدوّ في دليل قاطع تنقله الصحافية المسيحية “شيرين أبو عاقلة” ولكن ليس بحبر مداد ولا بصوت مسموع ومشهد مرئي، وإنما بدم مسفوك وصوت متحشرج ومنظر مُبْكٍ.. وهي التي اعتادت على فضح هذا الكيان وصارعت بتقاريرها كما بقية الأحرار إنكار كُـلّ ممثليه بخصوص الاعتداءات على فلسطين والفلسطينيين.. ولم تكتفِ بذلك بل أصرت على إكمال مشوارها الحافل في تعرية الكيان الصهيوني والتعريف بجرائمه طوال سنوات، أكملت ذلك لتؤكّـد صحة ما تقول، وتثبت بأنه كيان إجرامي يقتل بلا رحمة ويسجن بلا سبب ويتواجد بلا حق، ويقتل الصحفي فكيف بالعادي، ويضرب المرأة فكيف بالرجل.
أكّـدت لنا الشهيدة أبو عاقلة أن الكيان الإسرائيلي منزعج من نقل الحقيقة ويخشى على نفسه من غضب الشعوب وتوريث الحقد والكراهية تجاهه، وأثبتت بأنه كان حاقدا عليها نتيجة جهودها الإعلامية خلال حياتها.
وباغتيالها أوضح لنا العدوّ الصهيوني نجاح شيرين أبو عاقلة لروحها السلام، ولكن لماذا الآن بعد هذه السنوات؟ هل التطبيع سبب اغتيال الصحفية شيرين أبو عاقلة؟ هل دفعت دول التطبيع العدوّ لتقصد من يريد دون الاهتمام بأي رأي آخر وأعطته مزيداً من الجرأة؟ بالطبع نعم.
ويبقى السؤال الحقيقي: أين دور الأمم المتحدة التي تفرض العقوبات على المحور المناوئ لأمريكا، وأين حرية الصحافة، وأين دور الصحافة العالمية ومنها الأمريكية التي ابتزت الرياض بقضية اغتيال جمال خاشقجي؟!
بل وهل ستنشط الجزيرة كما كان الأمر أثناء الخلاف الخليجي الخليجي خُصُوصاً والقتيل هذه المرة من طواقمها؟
عُمُـومًا الرسالة التي قدمتها أبو عاقلة كانت واضحة ولا يمكن تجاهلها أَو التقليل من شأنها أَو حرف البوصلة بخصوصها إلى مواضيع أُخرى كالجنة والنار وبتوجيهٍ صهيوني للأدوات، وحتى وإن كانت سياسات الدول الإعلامية تمنع التفاعل فالأفراد والضمائر الحية والأحرار لا يمكن إسكاتهم ولا التضليل عليهم ولا خداعهم، وكل قلم من هذه الأقلام مجبور على البوح والتعبير عن خالص العزاء والحزن على مصاب فتاة عربية، وعلى أيدي شذاذ الآفاق حقا وبما تعنيه الجملة من حقراء العالم في تجمع لا ينجح معه سوى ما قام به حزب الله في حرب تموز وغيرها.. الدحر ولا غير الدحر لمن استحلى الاغتيال والاعتقال والنحر.
النصر لفلسطين، والخزي والعار للمطبعين.