من نحن ومن هم .. بقلم/ عبدالرحمن المرادي
نحن نربِّي أبناءنا على حمل العداء للكيان الصهيوني المؤقت، وهم يزرعون في نفوس الناس الولاءَ لليهود.
نحن نعزِّزُ حالةَ السخط والكراهية في واقع الأُمَّــة على اليهود، وهم يرسِّخون في نفوسِ الأطفال المحبةَ والتقارُبَ بين الأديان.
نحن نعقدُ المؤتمراتِ لنُصرة القدس الشريف ومؤازرته، وهم يعقدون المؤتمراتِ لإحياء مبدأ السلام والتعايش مع اليهود.
نحن ندينُ كُـلَّ أشكال التطبيع مع إسرائيل، وهم يدينون العملياتِ الفدائيةَ لأبطال المقاومة الفلسطينية.
نحن نفرِضُ معادلاتٍ إقليميةً لمواجهة أي تهديد يستهدفُ الأقصى المبارك، وهم يدعمون عمليةَ تهـوِيده وتغيير هُــوِيَّته العربية الإسلامية.
نحن ندفعُ أبناءَنا للالتحاق بالمراكز الصيفية لتحصينهم من الثقافات المغلوطة والحرب الناعمة التي يترأسُها الغربُ؛ لما فيها من تجريف واسع للهُــوِيَّة الإيمَـانية، وهم يتركون أبناءَهم في الملاهي والمراقِص والشوارع ودهاليز الضلال تائهين عن مسؤولياتهم تجاه قضايا الأُمَّــة.
إذاً فالحالةُ التي نحن عليها من عِزٍّ وكرامة وقوة وتمكين هي تجسيدٌ للثقافة القرآنية التي يتلقاها أبناؤنا في المراكز الصيفية التي بنيت بها أُمَّـة تعشقُ الشهادة وما ذلك إلا شاهد على الحق الذي وبلا شك أَو ريب، نحملُه ونتحَرَّكُ على أَسَاسه.
وما الحالة التي هم عليها من ذل وخزي وهوان وبيعٍ للقيم الدينية وللقضايا المركزية إلا دليلٌ قاطعٌ على أن ما ينتمون إليه هو الباطلُ بأوضح صورة تتجلى لمن لديه عقلٌ يتفكَّرُ ويتدبَّرُ الأحداثَ والمواقفَ بنظرة قرآنية.