المراكز الصيفية نتاج التحرّر الفكري والثقافي .. بقلم/ بلقيس علي السلطان
الإجازة الصيفية مرحلة فراغ تعيشها الأجيال الناشئة وتعتبر أرضية خصبة لخبثاء الأرض كي ينثروا عليها بذور الضلال والمفاهيم الظلامية والأفكار الهدامة التي تحرف مسار الجيل عن الصراط المستقيم وتقوده إلى طريق الانحراف الأخلاقي والقيمي والديني، وبالأخص الابتعاد عن الاهتمام بالقضايا الأَسَاسية التي تهم الأُمَّــة وصرفهم للانشغال بأشياء هامشية بعيدة كُـلّ البعد عن النهوض بالأمَّة وتقدمها ورقيها.
لقد عمل الماسونية العالمية وأعاونها على إبعاد الأجيال المتعاقبة عن القرآن الكريم -لما فيه من وعي وبصيرة فهو مصدر للعلوم والمعارف والهداية التي يحتاجها الإنسان في مسيرة حياته، فهو نور الله الذي يستضيئ به الناس في عتمة الضلال والتيه- فعملوا على تقليص حصص القرآن الكريم وتغيير المناهج بانتزاع أهم ما تحتويه من علوم ومعارف وقضايا تهم الأُمَّــة، واستبدالها بدروس ومواضيع يتوه فيها الطالب ولا يستطيع الخروج منها بفائدة، ناهيك عن الثقافات المغلوطة التي دست في ثنايا السطور وتزييف الحقائق وتمييع التاريخ العريق الذي يعكس الهُــوِيَّة الإيمَـانية والتولي الصادق الذي عاشته اليمن منذ القدم.
لم يقتصر الاستهداف الممنهج للجيل عبر المناهج فقط بل امتد إلى أن وصل إلى كُـلّ بيت وحتى إلى مضاجع الطلاب والشباب عبر القنوات الفضائية والشبكة العنكبوتية التي نسجت خيوطها حول أدمغة الجيل بمواقع منحطة وتطبيقات خبيثة هدفها الأول تدمير المبادئ والأخلاق وطمس الدين والهُــوِيَّة الإيمَـانية في داخلهم.
ولمواجهة خطط الأعداء ومكائدهم كان لا بد من تحصين الجيل وتسليحه بالوعي والمعرفة واستغلال أوقات فراغهم بالالتحاق بالمراكز الصيفية التي تهتم بالدرجة الأولى بغرس القيم والمبادئ والأخلاق القرآنية، وتعليم العلوم القرآنية المفيدة والهامة التي يحتاجه الجيل والتي تمنحه المنعة الثقافية والحرية الفكرية التي يستطيع أن يتصدى من خلالها إلى المفاهيم الخاطئة والأفكار الظلامية، فيستشعر مسؤوليته بوعي وبصيرة ويعي الواقع العالمي من حوله ويكشف بسهولة خطط الأعداء ويرى وجههم الزائفة من خلال الثقافة القرآنية التي كشفت حقائق الأعداء وأساليبهم وخططهم ونقاط ضعفهم.
لقد أثبتت الضجة الإعلامية -التي ينتهجها تحالف العدوان عند بدء المراكز الصيفية- والإشاعات المغرضة والكاذبة التي يطلقونها أهميّة هذه المراكز ودورها في تربية الجيل التربية الإيمَـانية الصحيحة وتوعيتهم وتنويرهم برؤى صحيحة ومعارف ناصعة تعكس التحرّر الثقافي والفكري الذي يعيشه أبناء اليمن بعد أن تخلص من هوامير الفساد الذين انتهجوا النهج الماسوني المنحرف عن الدين والهادف لتدمير الجيل فكرياً وثقافيًّا ودينياً وإطفاء نور الله في عقولهم وقلوبهم، ويأبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون والعاقبة للمتقين.