وكيل وزارة التربية والتعليم لقطاع التدريب والتأهيل محمد غلاب في حوار لصحيفة المسيرة: القرآن وثقافته ولغته هو ما تقدمه المدارس الصيفية ولهذا انزعج العدو
أكّـد وكيلُ وزارة التربية والتعليم لقطاع التدريب والتأهيل، محمد غلاب، أن الدورات الصيفية لم تكن تَرَفاً فكرياً ولا نزهة لاستغلال إجازة الصيف، بل إنها ضرورة وحاجة لمواجهة مؤامرات الأعداء وزحفهم الخطير لاستهداف الهُــوِيَّة والقيم، مُشيراً إلى أن الإقبال للمدارس هذا العام كبير وغير مسبوق وبتفاعل متميز وأن هذا يدُلُّ على أن ما قدّمته المدارس الصيفية في الأعوام السابقة كان له دورٌ إيجابي ملموس.
وقال غلاب في حوار خاص مع صحيفة المسيرة: ندشّـن الدورات الصيفية هذا العام في الوقت الذي تدشّـن فيه دولة العدوان السعودية استقبال المهرجان الصيفي لاستقبال 70 مليون سائح للمراقص والانحطاط والفجور، متبعاً قوله: إن العدوّ يعرف أن الدورات ستبني جيلاً متسلحاً بثقافة القرآن لذلك يترجم خبثه من خلال تسخير أبواقه الناعقة بالإرجاف وبث الأكاذيب لتشويه الصورة الحسَنة للمدارس الصيفية.
ولفت إلى سيطرةِ الأعداء إبَّان الأنظمةِ السابقةِ على الخطاب الديني والمناهج التعليمية وإشراف السفير الأمريكي بصورة مباشرة على ذلك آنذاك، داعياً أولياءَ الأمور إلى الدفع بأبنائهم نحو الدورات الصيفية؛ كونها فرصةً عظيمةً واستجابةً لله وأن لا ينجروا وراء شائعات وخبث العدوّ في أن يكون ضحيةً للأراجيف التي تحول دون تحصين الأبناء من فتنة مواقع التواصل والمسلسلات المنحطة ومن رفقاء السوء.
وتطرَّقَ الوكيل غلاب إلى جملة من القضايا ذات الصلة تستعرضها صحيفة المسيرة في نص الحوار التالي:
المسيرة: حوار أيمن قائد
– بدايةً ما أهميّة الدورات الصيفية للنشء وللطلاب ونحن في مرحلة يشن فيها العدوّ حربه بمختلف الجوانب؟
بفضل من الله سبحانَه وتعالى، ندشّـن هذا العام الدورات الصيفية كما في الأعوام السابقة والذي لم يؤثر فيه العدوانُ على بلدنا، في ذات السياق الذي تدشّـن فيه دولةُ العدوان السعودية استقبال المهرجان الصيفي لاستقبال ٧٠ مليونَ سائح للمراقص والملاهي والانحطاط والفسق والفجور وهي تغلق باب الحج أمام حجيج بيت الله الحرام، فلله الحمدُ الذي مَنَّ علينا بقيادة قرآنية مباركة بقيادة السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي -يحفظه الله- الذي يتجه بنا نحو مرضاة الله تعالى، وما الدورات الصيفية إلا مظهر من مظاهر رحمة الله بهذا الشعب العظيم.
وتأتي الدوراتُ الصيفية في إطار العمل التحرّري من هيمنة الأعداء الفكرية والثقافية على الجيل الناشئ، ونحن نؤكّـد أن الدورات الصيفية لم تكن ترفاً فكرياً ولا نزهة لاستغلال إجازة الصيف، لكنها ضرورة وحاجة لمواجهة مؤامرات الأعداء وزحفهم الخطير لاستهداف هُــوِيَّتنا الإيمَانية وقيمنا ومبادئنا وأخلاقنا والذي يسعون من خلاله لتدميرنا والسيطرة علينا.
الدورات الصيفية تأتي لمواجهة الضلال والمضلين ولتصحيح الثقافة والفكر والعقيدة؛ ومن أجل بناء حضارة إسلامية قائمة على أَسَاس ومبدأ الحرية والاستقلال من هيمنة الأعداء، وما تتميز به الدورات الصيفية أنها تبني الوعي والذي يعني الفهم الصحيح وسلامة إدراك الأمور، وتبني البصيرة التي تعني قوة الإدراك والفطنة والعلم والخبرة عن عقيدة سليمة ودراية، من خلال الثقافة القرآنية التي تتطلبها الحياة، لبناء حضارة إسلامية يظهر فيها معالم الرقي العلمي والاجتماعي والقيمي والأخلاقي في مواجهة التفسخ القيمي الذي نشاهده اليوم ومع الأسف في بعض الدول العربية.
الدوراتُ الصيفيةُ لها أهميّةٌ كبيرةٌ في تحصين أجيالنا من اختراق الأعداء وما أكثرَ وسائلهم وأخطرها والتي منها شاشات التلفزة والإنترنت ومواقع التواصل وغيرها، وَأَيْـضاً في تصويب مسار الولاء لله ولرسوله وللإمام علي ولعَلم الهدى والعداء لأعداء الله من خلال القرآن الكريم وقرنائه حتى نصل إلى الغلبة بإذن الله تعالى (وَمَن يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ)، وكذلك في اكتشاف المواهب وصقلها وتفعيلها كما يجب وفقاً لقيم الدين ومبادئ الإيمَان من خلال الأنشطة الترفيهية الرياضية والمسابقات العلمية.
ولذلك فالدوراتُ الصيفية هي لإخراج الأُمَّــة من الجاهلية الأُخرى الأشد جهلاً وضلالاً كما قال رسول الله صلوات الله عليه وآله وسلم (بُعثتُ بين جاهليتين أُخراهما أشدُّ من أولاهما)؛ ولأنهم يعيشون في حُضن القرآن الكريم وقرنائه وفق الدور المناط بهم كما قال تعالى: (كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ) فهذا هو دور القرآن الكريم وقرينه إخراج الناس من الظلمات إلى النور وإنقاذهم بهذا النور بشكل عملي ليكونوا عبيداً لله تعالى فيعتمدون على هذا المنهج كنظام حياة واعتماده في مسيرة حياتهم، وهذا النور هو حاجة وضرورة لنا في إطار دورنا الحضاري في أداء مسؤولياتنا في رشدنا في مواقفنا ونحقّق الأمان لمستقبلنا الأبدي في الآخرة والفوز برضوان الله والجنة.
وحتى نلحظ أكثر أهميّة الدورات الصيفية من خلال تحَرّك الأعداء في شن الحملات الشرسة وبث الشائعات وتشويه الدورات الصيفية حتى يتمكّن من الحد من الالتحاق بهذه الدورات المباركة، وهنا لنعي أن العدوّ عندما يتحَرّك لتشويه أي عمل، فلنعلم أنه هذا العمل يرضي اللهَ سُبحانَه وتعالى.
– ماذا عن دور هذه الدورات في مواجهة الحرب الناعمة والأفكار والثقافات المغلوطة؟
الدوراتُ الصيفية سلاحُ ردع وتعبئة رئيسي لخوض معركة الحرب الناعمة والانتصار عليها، إذ تعتبر الحرب الناعمة (الضلال والتضليل) من أخطر أنواع الحروب؛ لأَنَّها تستهدفُ وعيَ الشعوب وحرفها عن قضاياها المركزية وبناء حضارتها، فمعركة الوعي هي المعركة التي لا تنتهي كما قال الشهيد القائد رضوان الله عليه، حيث إن الحربَ الناعمة تحرّض على الانحلال عن القيم والمبادئ والانسلاخ من الإيمَان والابتعاد عن هدى الله والارتباط بأعداء الأُمَّــة، إذ تلعب دوراً بارزاً في عدم بناء حضارة إسلامية في كُـلّ المجالات العلمية والثقافية والاجتماعية ومظاهرها في الحياة، ويستخدم أعداؤنا اليهود والنصارى (أمريكا وإسرائيل) فيها وسائلَ وأدواتٍ مادية وبشرية؛ ولذلك فمن المؤكّـد أن من أبرز أدوار المدارس الصيفية هو مواجهة الحرب الناعمة والأفكار والثقافات المغلوطة والعقائد الباطلة.
وليس بخافٍ على أحد أن الأعداء سيطروا إبان الأنظمة السابقة على الخطاب الديني والمناهج التعليمية، حيث كان السفير الأمريكي يشرفُ بصورة مباشرة على ملزمة خطب الجمعة، وَأَيْـضاً مناهج التعليم العام، حتى أصبحت جميعها تحمل عقائد باطلة وأفكار ملوثة وثقافات تعزز العداء الداخلي بين أبناء الإسلام وتلغي المسؤولية العامة ومصطلحات سامة كالتعايش والسلام والمساواة والحقوق والحريات والديمقراطية وغيرها من المصطلحات الظلامية، حيث تعتبر هذه المصطلحات ضمن لبس الحق بالباطل والتي هي سمة أهل الكتاب اليهود والنصارى.
وهنا يأتي دور الدورات الصيفية كضرورة وحل ومخرج لخوض هذه المعركة بوعي وإدراك للأمور وببصيرة إيمَانية ثاقبة فهي تبني جيلاً يتولى اللهَ ورسوله والإمام علياً وأعلام الهدى من أهل البيت عليهم السلام، تبني جيلاً يثق بالله تعالى ويرتبط به توكلاً واعتصاماً وتمسكاً والتجَاء في ميدان العمل والتزاماً بدينه عز وجل عبر النافذة الوحيدة {كتاب الله وعترة نبيه}.
جيل يعادي كُـلّ من يعادي الله تعالى كما بين ذلك على لسان خليليه إبراهيم عليه السلام (يَا أَبَتِ لَا تَعْبُدِ الشَّيْطَانَ، إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلرَّحْمَنِ عَصِيًّا)، وأن هؤلاء الأعداء عدائيون بكل أنشطتهم وسلوكياتهم فهو مستعد لمواجهة شرهم، واثقاً أن حتمية الصراع قائمة مع الأعداء الذين يسعون في الأرض فساداً، وأن فسادهم يستوجب على أهل الحق أن يتحَرّكوا لإيقافِه ومواجهته.
جيل يتحمل المسؤولية منطلقاً من واقع القرآن الكريم وبحركة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بدءاً بتطهير الساحة الداخلية، والخروج بهذا المسؤولية للناس جميعاً كما قال تعالى (كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ).
جيل يجاهد في سبيل الله تعالى، ولا يخاف في الله لومة لائم، حتى يكون جيلاً جديراً بنصر الله وتأييده ورعايته عز وجل.
جيل يحمل هم قضايا الأُمَّــة المركزية وعلى رأسها القضية الفلسطينية وتحرير مقدساتها من دنس الأعداء وكذلك المنافقين الذين ليسوا أولياءَه.
جيل يتحَرّك حاملاً لقيم الدين ومبادئ الإيمَان وروحية النبي المصطفى صلوات الله عليه وآله.
جيل يبني نفسه ومجتمعه ويجلد الأعداء لا يجلد ذاته، جيل قادر على الاستفادة من خيرات هذا الكون وما أودعه وسخره عز وجل في السماوات والأرض لنا وخدمة للبشرية وتقديمها كنِعَمٍ إلهية.
– كيف تقيّمون إقبالَ الطلاب بالالتحاق بالدورات الصيفية وتفاعل أولياء الأمور مع ذلك؟
بفضل الله تعالى الإقبالُ إلى المدارس الصيفية هذا العام كبير وغير مسبوق، ووجدنا تفاعلاً متميزاً من قبل أغلب أولياء الأمور، تمثل ذلك في رفد أبنائهم إلى المدارس الصيفية وَأَيْـضاً التحشيد من المجتمع ومساندة المدارس بالجوانب المادية والمعنوية وغيرها من أشكال الحضور المشرف للمجتمع، وهذا يدل على أن ما قدمته المدارس الصيفية في الأعوام السابقة كان له دورٌ إيجابي ملموس الإيجابية وحصلت من خلاله على تبادل الثقة بينهم وبين أولياء الأمور.
– يا حبذا لو أعطيتنا والقارئ الكريم نبذةً عَمَّا يتم تقديمُه لأبنائنا الطلاب من خلال هذه الدورات الصيفية؟
القرآنُ وثقافتُه ولُغتُه ولا سواهم هو ما تقدمه المدارس الصيفية وهذا هو هدى الله جل وعلا، ولذلك ما تركز عليه الدورات الصيفية هو الاهتمام بالقرآن الكريم والتثقف بثقافته والانطلاق وفق توجيهات وتعليمات الله تعالى فيه والتمحور حوله، إذ لا مخرج لهذه الأُمَّــة إلا به كما قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم (ألا إنها ستكون فتنة، فقال له الإمام علي صلوات الله عليه: وما المخرج منها يا رسول الله، فقال: كتاب الله فَـإنَّ فيه نبأ ما قبلكم وخبر ما بعدكم وحكم ما بينكم…)، وتقدم للجيل العلم النافع الذي ينالون به رضا الله تعالى، يقدم الدين بنقائه وزكائه ومبادئه وأخلاقه وثقافته العظيمة التي هي النور المبين في مواجهة الظلمات بكل أشكالها كما قال تعالى (كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ)، وكذلك الحفاظ على الهُــوِيَّة الإيمَانية والتي هي بمثابة وسام شرف ناله شعبنا من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، عندما قال: (الإيمَان يمان والحكمة يمانية).
وأيضاً اكتشاف المواهب والقدرات والطاقات الكامنة التي أودعها الله سبحانه وتعالى في نفوس أبناء الإيمَان والحكمة والعمل على تنميتها وصقلها وتوظيفها في إطار بناء الحضارة الإسلامية، يتعلمون أن الدينَ انتماءٌ وعملٌ والتزام.
– العدوّ يقلق وينزعج كَثيراً من التحاق الطلاب بالدورات الصيفية!! برأيكم لماذا هذا الانزعاج الكبير للعدو وكيف تنظرون إلى ذلك؟
العدوّ يقلق وينزعج ويصاب بالدوار عندما يرى شعبنا اليمني العظيم يتحرّر فكرياً وثقافياً ونفسياً من العقائد الباطلة والثقافات المغلوطة والأفكار التي كانت قد كبلته وسجنته وجعلته رهينة بيد الأعداء محتكماً لرغباته ومتطلعاً إلى ما بين يديه، لكن عندما يتحرّر الجيل من قيود الأفكار والثقافات والعقائد الباطلة والقاتلة، فالعدوّ يخشى أن يعرف الشعب عدوه الحقيقي كعدو عقائدي وكعداء ديني وآلية مواجهته ونقاط ضعفه ومكامن استهدافه وَأَيْـضاً يكون على بينة بنقاط القوة في مواجهة الأعداء والمنافقين.
ولذلك يترجم العدوّ خبثه وقذارته وانحطاطه من خلال تسخير أبواقه الناعقة بالسوء والشر والإرجاف وبث الأكاذيب لتشويه الصورة الحسنة للمدارس الصيفية؛ لأَنَّه يعرف تماماً أن هذه الدورات ستبني جيلاً متثقفاً بثقافة القرآن التي من خلالها سيحطم صنم الشرك والكفر والطاغوت ويؤمن بالله وحدَه ويستمسك بالعروة الوثقى كما قال تعالى: (فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لا انفِصَامَ لَهَا) جيل يعي معنى لا إله إلا الله ويعمل بمقتضى ذلك الوعي ثقة وارتباطاً وعملاً والتزاماً في مواجهة كُـلّ أشكال الترغيب والترهيب، فيصبح ما عند الله أرغب لديه مما عند عبيده وما لديه عز وجل أرهب من رهبة لدى عبيده.
الأعداء يركزون بشكل كبير على الجيل الناشئ والشباب؛ لأَنَّهم حاضر الأُمَّــة ومستقبلها، فيركزون عليهم للتأثير السلبي عليهم وحرفهم عن مسار البناء الحقيقي للأُمَّـة والنهوض بها والتخلص من تبعيتها لأعدائها، تنطلق على أَسَاس هدى الله تعالى.
ونحن ننظر إلى هذا الانزعاج حقيقة وأنا أشفق على أُولئك الأعداء المنافقين كيف يسخّرون أنفسهم وأدواتهم وأموالهم خدمة للشيطان وللطاغوت وأولياء الشيطان (أمريكا وإسرائيل) وأقول لهم مهما بذلتم في سبيل أن تحصلوا على رضا اليهود والنصارى لن تحصلوا على ذلك فهم لن يرضوا عنكم ولن يحبونكم ولو تقطعتم في سبلهم إرباً (هَا أَنتُمْ أُولَاءِ تُحِبُّونَهُمْ وَلَا يُحِبُّونَكُمْ).
وأمامَ هذه الهجمة الشرسة من العدوّ والمنافقين رأينا الشعب اليمني بكل شغف وشوق ولهفة يتوجّـه منتصباً نحو الوعي والبصيرة وفقاً لتوجيهات السيد المولى علم الهدى السيد عبد الملك بدرالدين الحوثي -يحفظه الله- يتوجّـهُ منتصباً بكل فخر واعتزاز ليكون أحد طلاب هذه المدارس المباركة.
ونؤكّـد أَيْـضاً أن كُـلّ عمل عظيم ومهم يواجه بالعداء من قبل أعداء الدين والإنسانية ولذلك يقول تعالى (وكَذَلِكَ جَعَلْنا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَياطِينَ الإنْسِ والجِنِّ يُوحِي بَعْضُهم إلى بَعْضٍ زُخْرُفَ القَوْلِ غُرُورًا)؛ لذلك فهذا العداء يجعلنا نرتقي أكثرَ في الوسائل والأساليب والاستراتيجيات في مواجهة هذا العدوّ الذي يعادي دينَ الله وحرمةَ الإنسان.
– هل هناك إشكاليات وصعوبات تواجهها اللجنة العليا للدورات الصيفية وبالأخص ونحن في ظل حصار العدوان الظالم؟
الحمد والشكر لله الذي مَنَّ علينا بهذه الدورات الصيفية، ومن الطبيعي أن يكونَ هناك صعوباتٌ وتحدياتٌ واجهتنا في الميدان العملي وكان على رأس القائمة العدوان الأمريكي السعودي الإماراتي الإسرائيلي الذي كان سبباً رئيسياً في حصار شعبنا واستهدافه في معيشته وقصف المدارس والذي أَدَّى إلى رفع الأسعار، وَأَيْـضاً تحدي الوقت الذي هو ضيق مقارنة بحجم الفائدة خلال فترة الدورات والذي نأمل فيه أن يتلقى الطالب الكم الكافي من العلوم والمعارف والمهارات والأنشطة، وَأَيْـضاً ضعف عملية الاتصال والتواصل وخُصُوصاً في المناطق الريفية.
لكن كُـلّ هذه التحديات بفضل الله تعالى، سنتغلب عليها في واقع الميدان ونحن نعمل ونؤدي المسؤولية الملقاة على عاتقنا كما أرادها الله تعالى ونسأل الله أن يوفقنا ويتقبل منّا.
– مَـا هِي رسالتكم لأولياء الأمور وبالأخص من لم يبادر بدفع أبنائه بالالتحاق بهذه الدورات القيمة؟
رسالتُنا لأولياء الأمور نقول لهم: إن الدوراتِ الصيفيةِ فرصةٌ عظيمةٌ وطاعة لله تعالى واستجابة له ولرسوله لما يحيينا، ففيها حياة قلوبنا وأرواحنا وأفئدتنا كما قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ)، فلا بد لنا من المسارعة في الاستجابة وإلحاق أبنائنا وبناتنا للمدارس الصيفية ومساندتها في بناء الجيل بناء قرآني ولنثق أن هذه الدورات الصيفية هي مواقع طاعة لله تعالى وفيها لله رضا.
أقول لكل ولي أمر لا تنجر وراء شائعات وخبث العدوّ ولا تجعل ابنك ضحية وفريسة لأراجيف الأعداء ولا تخشى في الله لومة لائم، كُن دوماً مبادراً للوصول إلى مرضاة الله تعالى.
أنقذ نفسك وأهلك من سخط الله وعذابه (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَّا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ).
عليك أن تحصن ابنك من فتنة مواقع التواصل وشبكة الصيد شبكة الإنترنت وَأَيْـضاً من المسلسلات والبرامج المنحطة التي يقدمها العدوّ عبر شاشات التلفزة وكذلك أنقذ ابنك من رفقاء السوء في الشارع واجعلهم يعيشون مع الله ورسوله وأعلام الهدى من أهل بيت رسوله.
ونقول لهم أَيْـضاً: إن الله تعالى قد هَيَّأ له أن يتربَّى تربية إيمَانية يحافظ فيها على هُــوِيَّته ويرضي الله ربه باراً بوالديه وبمجتمعه وبأمته وبدينه، جيل ناهض بمسؤوليته مؤدياً لدوره العظيم قادر على مواجهة التحديات ومتسلح بنور الله وعياً وبصيرة فكراً وثقافة عقيدة ومعنويات لمواجهة مخاطر الأعداء من اليهود والنصارى والمنافقين.
– رسالتكم لقوى العدوان والمنافقين؟
رسالتنا للأعداء والمنافقين نقول لهم: والله لن تجدونا وتجدوا شعبَنا إلا حيث تكرهون وفي المواقع التي تغيظكم، ثقوا تماماً أننا نعاديكم عقيدة وديناً وطاعة لله ولرسوله مبتغيين بذلك مرضاته عز وجل.
ونقول لهم ما قاله السيد عبد الملك بدرالدين الحوثي -يحفظه الله-: ويلٌ لكم من جيل نشأ في حضن الجهاد جيل متحصن بهدى الله تعالى، جيل ينهض بمسؤوليته ويؤدي دوره في بناء حضارة إسلامية نقدم الشاهد فيها على عظمة دين الله جل وعلا.