الدوراتُ الصيفية.. اللبنةُ الأولى لبناء حضارة لن تموت .. بقلم/ دينا الرميمة
ما من شَكِّ حول السعي الحثيث لأعداء الأُمَّــة وأبواقهم لاستهداف الأُمَّــة الإسلاميّة وإضعافها وتشتيتها وسلبها عقيدتها الإيمَانية التي أدركوا جيِّدًا إنها سبب تفوق المسلمين عسكريًّا عليهم في كُـلّ المعارك التي خاضوها ضدهم رغم ما يمتلكونه الأعداء من عدة وعتاد؛ لذا فهم يعملون جاهدين على استهداف هذا السلاح القوي من صدورهم حتى يتمكّنوا من السيطرة عليهم وهزيمتهم وفرض الهيمنة عليهم!!
وكان تركيزُهم بشكل أكبر على النشء والشباب المسلم الذي يرون فيه حضارةَ الأُمَّــة ومستقبلها وعزها ومنعتها وربما في فترة ما هم نجحوا في ذلك في عصر التكنولوجيا والإنترنت والقنوات الفضائيّة التي سهلت لهم الكثير من العقبات حيث أصبح الكثير كباراً وصغاراً منكبين عليها وعلى ما تبثه من غثاء سيل يذهب بزكاء النفس ويغويها عما قد ينفعها ديناً ودنيا، وهذا ما لاحظناه عندما نسمع الكثير من الأُمهات تشتكي من إدمان أطفالهن على الألعاب الإلكترونية والقنوات الفضائيّة وتأثير ذلك على سلوكهم وكيف أصبحوا أكثر عنفاً وعدوانية وتقليداً لما يشاهدونه في المسلسلات التي نعلم جميعاً إنها صنيعة يهودية!!
لذا وفي ظل هذه الهجمة الشرسة من قبل أعداء الأُمَّــة على أطفالنا وشبابنا المسلم وجب علينا انتشالهم من هذا المستنقع الخطير الذي كادوا أن يقعوا فيه وستكون عواقبُه وخيمة إذَا لم نتدارك الأمر بما يعود عليهم بالنفع حاضراً ومستقبلاً وفي الحياة الأُخرى، ويقيناً هذه هي المعركة التي قال عنها السيد حسين سلام ربي عليه (نحن في سباق مع العدوّ إلى قلوب أبنائنا فإما يسبقونا أَو نسبقهم)!! ووجب أمام هذه المعركة الخطيرة أن نكونَ على وعي كبير بالخطر المحدق بالجميع وبالهُــوِيَّة الإيمَانية والعقيدة الصحيحة المستقاة من ثقافة آل البيت عليهم السلام، فهم سفينة النجاة من ركبها فاز ونجا.
خَاصَّة بعد أن سيطرَ الفكر الوهَّـابي على العقول وصار يدرَّسُ في المناهج التعليمية وصار هو الفكر المستحوذ على الأُمَّــة بما يحويه من ثقافات مغلوطة تجعل الفرد المسلم جامداً وَمُجَـرّد تابع ومتلقي لكل نفايات الغرب وأعداء الإسلام والمسلمين.
هنا يقول السيد حسين سلام الله عليه: (إننا لنستحي من الله أن لا يكون لدين الله إلَّا هامشاً من حياتنا).
ومن هنا علينا توسيع هذا الهامش ليكون دين الله والعقيدة الإيمَانية الصحيحة هما الأكثر حضوراً في حياتنا، لنقي أنفسنا مصارع السوء ونحصنها من خبث يحاك لها على حين غفلة وتقصير!
وفي إطار معركة الوعي والتحصين لأطفالنا ونشئنا المسلم دعا السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي إلى افتتاح المراكز الصيفية التي تعتبر أهم قنوات الثقافة القرآنية ومصادر الوعي والتحصين وأقوى سلاح في وجه العدوّ المتربص بنا فيها يتم غرس مبادئ الثقافة القرآنية والوطنية والنفسية بطرق حديثة وسهلة لبناء نشئ من الصعب اختراقه أَو التشويش عليه وسيكون هو الجيل الباني لحضارة لن تموت.
ولذا وجدنا العدوّ وقد شمر ساعديه للنيل من هذه الدورات والحديث عنها بطريقة مشوهة وبحملات دعائية خبيثة تعبر عن مدى غيظهم من نجاحها على مدى السنوات السابقة بما يدل على أنهم يعلمون جيِّدًا مخرجاتها التي ستحطم مخطّطاتهم وستهوي بأحلامهم الخبيثة إلى قاع الأرض خَاصَّة وهم يرون حجم الإقبال الكبير على هذه المراكز رغم جهدهم المبذول لثني الناس عنها وما ذلك إلا لأَنَّ المجتمع اليمني صار واعياً بكل ألاعبيهم وربما السبب الأكبر؛ كونهم لمسوا الأثرَ الكبير والإيجابي من هذه الدورات في سلوك ونفسيات أولادهم وكونهم أدركوا أنها الأفضل مما قدمه هؤلاء الناعقون والمنادون بحقوق الطفل والطفولة.