عودة الرحلات دليل على اشتراك الأمم المتحدة في الجريمة لا على إنسانيتها .. بقلم/ فهد شاكر أبو رأس
في الأيّام الأخيرة المتبقية من عمر الهُدنة الإنسانية المزعومة، وبعد توقف الرحلات التجارية من وإلى مطار صنعاء الدولي لفترة طويلة دامت لأكثر من ست سنوات، كان وصول أولى الرحلات التجارية إلى مطار صنعاء والرحلة بمثابة صدمة على سكان العاصمة والجمع الغفير من الصحفيين والإعلاميين، حتى خيل لهم أنهم بذلك الأمر أمام حدث جلل ونادر غير مسبوق.
في الحقيقة هو كذلك، فأن تعاود الرحلات التجارية من وإلى مطار صنعاء الدولي بعد انقطاع دام لأكثر من ست سنوات يعتبر حدثاً جللاً وصادماً وغير مصدق بالنسبة لشعبنا اليمني المكلوم المعتدى عليه والمحاصر منذ أكثر من سبع سنوات خلت، ولكن تظل الرحلة الواحدة أَو اثنتين أَو عشر رحلات أَو حتى العشرين رحلة لا تكفي للاستجابة للعمل الإنساني في أقل الأحوال، أمام كُـلّ تلك الرحلات والحالات المرضية التي راكمتها سنوات العدوان والحصار والتي تجاوز عددها حتى الآن عشرات الآلاف، وأمام عشرات الآلاف أَيْـضاً من رحلات الطلاب والمغتربين والذين قيدت حرية تنقلهم من وإلى العاصمة صنعاء، في ظل الغياب التام للأمن عن المطارات الأُخرى المحفوفة بالمخاطر على الضفة المقابلة من أرض الوطن.
وما الحفلة الأممية المرحبة بتلك الرحلات إلا محاولة منها في تجميل قبحها وتوحشها بحق الإنسان اليمني، خَاصَّة بعد أن أثبتت للعالم بالدليل القاطع بإعادتها للرحلات التجارية من وإلى مطار صنعاء الدولي بأن الأمم المتحدة شريك أَسَاسي للتحالف في كُـلّ جرائمه بحق الشعب اليمني وعلى رأس تلك الجرائم جريمة الحصار لأكثر من سبع سنوات مضت دون أي مبرّر.