فشلُ أمريكا في لبنان .. بقلم د/ فؤاد عبدالوهَّـاب الشامي
مارست أمريكا كُـلَّ أنواع البلطجة في لبنان؛ بهَدفِ إقصاءِ حزب الله من الساحة السياسية ليتسنى لها نزعُ سلاح المقاومة الذي أقلق حليفَها المدلَّلَ الكيان الصهيوني.
بدأت الممارساتُ الأمريكية بحق لبنان منذ أن بدأ حزبُ الله يظهرُ كلاعبٍ مهمٍّ في الساحة السياسية لا يمكنُ تجاوُزُه، معتمداً على الانتصارات التي حقّقها في مواجهته مع العدوّ الصهيوني ونجاحِه في تحرير الأراضي اللبنانية بعد أن كانت معظم القوى السياسية قد قبلت بأن تكونَ لبنان حديقةً خلفيةً للعدو يزورُها متى ما شاء ويقصفها متى ما أراد، وفي السنوات الأخيرة كشفت أمريكا عن وجهِها القبيح في لبنان وبدأت بالتدخل المفضوح بطريقة مباشرة أَو عن طريق أدواتها في المنطقة.
بدأت البلطجةُ الأمريكية من خلال سلسلة تصرفات، كان من أهمها الضغط على سعد الحريري أثناء ترؤُّسه لمجلس الوزراء لاتِّخاذ إجراءات ضد سلاح المقاومة، ولو كان ثمن ذلك أمن لبنان السياسي والاجتماعي، وعندما فشل في تحقيق المطلوب منه تم استدعاؤه إلى السعوديّة وإجبارُه على تقديم استقالته ثم وضعُه تحت الإقامة الجبرية في سابقة تاريخية، ولكن تمكّنت القوى اللبنانيةُ من إفشال ذلك المخطّط، تم توجّـهت أمريكا بعد ذلك نحو استهداف الاقتصاد اللبناني من خلال عدد من الإجراءات التي تسببت في انهيار سعر صرف الليرة وتدهور الوضع المعيشي للمواطن؛ بهَدفِ تحريضِ الناس ضد حزب الله وإجباره على ترك الساحة السياسية كما ذكر شينكر -مساعد وزير الخارجية الأمريكي السابق- لإحدى القنوات التلفزيونية.
ولكن تمكّن الحزبُ من الصمود في وجه تلك المؤامرات، وتواصلت التحَرُّكاتُ الأمريكية في الساحة اللبنانية؛ استعداداً للانتخابات النيابية وتحوّل أعضاءُ السفارة الأمريكية والسفارات الخليجية الموالية لها إلى ماكينات انتخابية تعملُ لصالح خصوم الحزب وحلفائه، كما ضخت تلك السفاراتُ الأموال الطائلة لشراء الأصوات لصالح الموالين لها؛ على أمل أن يتمكّنوا من اكتساح الانتخابات وإقصاء الحزب وحلفائه ولكن ذهبت جهودُهم أدراجَ الرياح.
ولتتمكّن أمريكا من الخروج من الموقف المحرج الذي وقعت فيه بعد سنوات من الجهود الكبيرة التي بذلتها في لبنان دون تحقيق النتيجة التي كانت تهدف إليها صنعت من فقدان مقعدين أَو ثلاثة في المجلس النيابي نصراً كبيراً هلَّلت له معظمُ القنوات المولية لها، وقد اتضح فشلُها الكبيرُ من خلال محافظة حزب الله على مكانته في الساحة السياسية كرقمٍ صعبٍ لا يمكنُ تجاوُزُه.