فتحُ مطار صنعاء.. انتصارٌ للحياة .. بقلم/ رويدا البعداني
منذُ ست سنوات والشعب اليمني يرزحُ تحت وطأة ظروف عصيبة؛ وذلك بسَببِ الاحتراب الذي حَـلّ، ولم ولن ننسى اليوم الكئيب الذي بدأ فيه العدوان على اليمن، فقد بدأت العمليات في الساعة الثانية عشرة منتصف الليل بتوقيت مملكة الشر من يوم الخميس 6 جمادى الثاني 1436 هـ – 26 مارس من سنة 2015، فقد عتت فيه عاصفة التحالف على أرض الوطن وعاثت في ربوعه خراباً؛ بذريعة إعادة الشريعة والقضاء على الهيمنة الحوثية كما زعموا، بينما كذبتهم أشبه بالذي يحاول إنقاذَ الأسماك من البحر خشيةَ غرقها!! وها هم اليوم غارقون في وحل أمريكا وإسرائيل، معلنون الولاء والعبودية ولو كلفهم ذلك كرامتهم وحريتهم.
نعلم جميعاً أنّ عاصفة الجرم لم تكتف بشنّ طائرات المنايا، بل طالت يدها لتطوق أعناق اليمنيين وتخنقها بالحصار الجائر براً وبحراً وجواً، وهذه خطة جهنمية أمريكية طبقها شرذمة من العربان لنيل القبول لدى الأمريكان وإبرام صفقات جديدة؛ ولأن المطارات تُعتبر شريان حياة كان إغلاق مطار صنعاء الدولي سبباً كافياً لتسوء حياة الشعب بأكمله في الداخل والخارج، وتنقلب رأساً على عقب؛ كون المطار يعتبر أحد الركائز المهمة التي هوت به حرب ضروس، والمنفذ الذي من خلاله تستمر الحياة وتزدهر، وحينما أُغلق وتعرض للحصار من قبل أوباش التحالف الصهيو أمريكي دبَّ الجوع وتفاقمت الأزمات والمعضلات جراء هذا الحصار الخانق، بما فيها أزمة المشتقات النفطية التي زعزعت الاقتصاد وقد كان للمواطن النصيب الأنكى ليكون ضحية العوز جراء توقف دائرة العمل، كُـلّ ذلك في ظل صمت أممي مخزٍ ما زال قيد البيعة والارتهان حتى هذه اللحظات، غير أن الثبات كان سيد الموقف، وها هو المطار يفتح بعد ردح من الانتظار الشاق.
إن فتح مطار صنعاء الدّولي الذي استدام إغلاقه لما يقارب ست سنوات قد أعاد النبض لذروته، ودب في قلب هذا الشعب المكلوم الأمل، من اليوم بإذن الله لن تجهش الأُمهات على قارعة المطارات ترجو عودة فلذات أكبادهن، وسيغدو الطالب إلى مسيرته العلمية دون أن يخشى المساسَ بكرامته وامتهانه في طريق العودة، وكذلك المريض سيسافر لأخذ علاجه، فيما يعودُ من أضنته الغربة وشاقته الفيافي، ها قد فُتح المطار بمصراعيه وانطلقت أول طائرة بعد مرور سنوات من العذاب والمعاناة والإماتة الإنسانية، إلى متى سيظل بوابة نجاة لا ندري ولكننا حتماً سنجابه كُـلّ المعوقات التي ستحاول إغلاقه وتثبط عمله من جديد، والله المستعان.