خياراتُ الردع الاستراتيجية حتمية.. إن فشلت الهُدنة .. بقلم/ أيوب أحمد الهادي
تفاءل الشعبُ اليمني عند إعلان الهُدنة مع الرغم من معرفته بأن هذه الهُدنةَ لن تقلَّ أهميّةً عن سابقيها، وظل هذا التفاؤل ضعيفاً أمام نظام لا يعرفُ للإنسانية أيَّ معروف، فكلما اشتدت به الهزائم وأحاطت به الخسائرُ ذهب للبحث عَمَّن يتدخل في طرح هُدنة عله يستطيعُ أن يلمم أوراقَه ويستمد شيئاً من القوة.
النظام السعوديّ حين يقبَلُ بالهُدنة ليس أملاً منه في تحقيق السلام وإنما استغلالاً منه للبحث عن ملفاتٍ أُخرى؛ لكسب المعركة، فقرارُ إيقاف الحرب مرتهن لدى أمريكا و”إسرائيل”، فهما من يديران هذه المعركة، وما النظام السعوإماراتي إلا أيادٍ تحَرّكها أمريكا وإسرائيل أينما تشاء وكيف ما تشاء.
مضى شهرٌ وأوشك الآخرُ على الانتهاء ولم يتحقّق من هذه الهُدنة شيءٌ يُذكر حتى هذه اللحظة، وما نسمع إلَّا جعجعة ولا نرى طحيناً.
خروقاتٌ كُـلَّ يوم هنا وهناك وتعنُّتٌ مُستمرٌّ من قبل النظامين السعوديّ والإماراتي ومرتزِقتهما يقابلها صمتٌ أممي وتضليل إعلامي من قبل وسائل إعلامهم ولا زال الشعب اليمني منتظراً يترقب.
فهل ستنجح هذه الهُدنة أم أنها ستفشل مثل سابقيها أم أن هناك سيناريوهات أُخرى لاستمرار هذا العدوان؟!
أما بالنسبة لنا كشعب يمني فتحتِّمُ علينا المسؤوليةُ أن نتحولَ إلى استراتيجية أقوى لمواجهة المرحلة المقبلة وأن نكونَ في أتم الاستعداد لمواجهة هذا العدوان وما سيقدم عليه ولا مناصَ لنا إن استمر هذا العدوان يعبثُ بأرضنا وشعبنا، وينبغي أن تكونَ خياراتُنا أقوى وأعتى ليعلم العدوان ومن يدور خلفه أننا شعب لا يساوم على أرضه وممتلكاته.
ويبقى التأني وتحاشي الاستعجال في اتِّخاذ القرارات الرادعة لهذا العدوان هو الخيارُ الأسمى لإعطائهم الفرصةَ للتراجع عن هذا العدوان والانسحاب من كُـلّ شبر في أرضنا وإن لم يقبلوا فسيكون الردُّ عنيفاً وسيتكبد حيالَه العدوانُ ومرتزِقتُه الخسائرَ تلو الخسائر، وسيخرجون من هذه الأرض مدحورين أذلاءً، وسيعلم كُـلُّ العالم أن اليمن مقبرةٌ لكل الغزاة.