الحربُ الباردة والسلامُ الحار .. بقلم/ أبو زيد الهلالي
ما نعرفُه كشعبٍ وقيادةٍ وأفرادٍ أن معركتَنا مع العدوّ هي معركة الوعي، معركة المعرفة وهذا هو الصراع الحقيقي الذي لا يتوقف ولا ينتهي ولا يوجد فيه أيةُ هُدنة، بل إن الهُدنة التي بدأت في أول شهر رمضان كانت من أحد أهدافها التي رسمها العدوّ هو نشرُ الدعايات والأكاذيب وكثير من الحرب الناعمة التي تعتبر كلها من أنواع الحروب الباردة، ومقابل كُـلّ هذا الحرب كان لأهل الحق حركة ثقافية مُستمرّة.
وهذا ما توجع منه العدوّ وخاف خوفاً شديداً فما حصل في شهر رمضان من ثورة ثقافية فيها الكثير من المعارف يتلقها الشعب من قائد الثورة السيد/ عبدالملك الحوثي (يحفظه الله).
وما تلها من يوم القدس العالمي وما زاد الطين بلة عند العدوّ هو أن اليمنيين حصلوا على محتضن ثقافي عظيم لأطفالهم وأبنائهم هي المراكز الصيفية وكلّ ما فيها من توعية، كلّ هذا وغيره من الأنشطة تعتبر معركة وعي يجهلها الكثير من الناس.
ومما لا شك فيه أن العدوّ لم يرتح لكل ما حصل، وهذا ما يخافه، لذلك حرص العدوّ خلال الفترة الماضية على إعداد كُـلّ ما يستطيع من جمع لمعلومات ومرتزِقة وغيرها من الدعم اللوجستي، ومع كُـلّ هذا التجهيز والإعداد إلا أن العدوّ يخشى أن يعود لما هرب منه سابقًا وهي الحرب العسكرية فهو يعرف ما لدى اليمنيين من غيرة وحمية تستطيع أن تصهر كُـلّ جسم صلب أمامها، وقد باتت اليوم تحسب لصواريخ اليمن ألف حساب وكما يقولها اليمنيون: لن يكون السلام معهم إلَّا عادلاً ومشرّفاً؛ لأَنَّهم لا يفهمون إلَّا هذه اللغة التي لا تحتاج إلى أية ترجمة فقد ترجمها الواقع وسواء عندنا أكانت هُدنة أم معركة، فكلها معارك ونحن أهلها ونشتاق إلى رائحة البارود وما بعد الهُدنة لن يكون كما قبلها وهناك من البأس ما لا يتصورون ولا يستوعبون والذي أجبرهم سابقًا على طلب هُدنة سيجبرهم لاحقاً على طلب سلام.
“وَمَا أَمْرُ الله إِلَّا وَاحِدَةٌ كَلَـمْحٍ بالبصرِ”.