الصرخةُ كموقف ديني ووطني وإنساني .. بقلم/ محمد يحيى فطيرة
تحلُّ علينا الذكرى السنويةُ للصرخة هذا العام وقد تحقّق الكثيرُ للشعب اليمني من الإنجازات على المستوى العسكري والسياسي والاقتصادي والتنموي والثقافي، هذه الصرخة التي أطلقها الشهيدُ القائد حسين بدر الدين الحوثي، في وجه المستكبرين عقبَ أحداث الـ 11 من سبتمبر.
تمثل الصرخةُ “اللهُ أكبر، الموت لأمريكا، الموت لإسرائيل، اللعنة على اليهود، النصر للإسلام”، بُعداً دينياً ووطنياً وإنسانياً؛ لما تمثله من موقف مشرِّف لنا كمسلمين وعرب لرفض هيمنة دول الاستكبار أمريكا وإسرائيل والتحرّر من الوَصاية والتبعية لليهود والنصارى بعد أن جعل الشيطانُ الأكبر أمريكا نصبَ عينيه السيطرة على الأُمَّــة ونهب ثرواتها وخيراتها ومقدراتها.
ولم يكن الشعارُ الذي أطلقه الشهيدُ القائد -رضوان الله عليه- قبلَ أكثر من 20 عاماً ودعا من حوله مِن طلاب العلم في صعدةَ إلى أن يصدحوا به وسوف يصرخُ به كُـلّ الأحرار في المعمَّرة، لم يكن ارتجالياً البتةَ ولكنه جاء منسجِماً مع القرآن الكريم وديننا الحنيف الذي يحتمُ على كُلِّ مسلم ومسلمة إعلانَ البراءة في وجه أعداء الله كموقف نُسأَلُ عليه أمام الله عز وجل، وفي إطار مسئولياتنا تجاه هذه الدين، لا سِـيَّـما وقد أعلن الرئيس الأمريكي جورج بوش في العام 2001 عقبَ أحداث سبتمبر عن بدء الحرب الصليبية التي تستهدفُ كُـلّ العرب والمسلمين.
لم يكن لحديثِ الشيطان بوش عن الحرب الصليبية أن يمر مرورَ الكرام عند عَلَمِ من أعلام الهدى كالشهيد القائد حسين بدرالدين الحوثي -سلام الله عليه-، فقد كان من أوائل المتحَرّكين بعد أن أعلن في العام 2002 بدايةَ انطلاق المشروع القرآني لتحرّر الأُمَّــة وإخراجها من حالة الضعف والانكسار والخنوع، وهتف بهُتاف الحرية والبراءة في محاضرة بعنوان “الصرخة في وجه المستكبرين”.
وها نحن اليوم وبعد عَقدَين من الزمن يمكننا القول: إن شعارَ الصرخة وإعلان البراءة من أعداء الله أصبح تأثيرُها كبيراً جِـدًّا في قلوب الأعداء وعلى رأسهم أمريكا وإسرائيل، لا سِـيَّـما وهذه الصرخة تخرُجُ من أفواه المظلومين والمستضعفين في الأرض ممَّن تعرضوا لأذية دول الاستكبار العالمي، وبالتالي فَـإنَّنا عندما نصرُخُ: “الله أكبر، الموت لأمريكا، الموت لإسرائيل، اللعنة على اليهود، النصر للإسلام” فَـإنَّنا نُرْبِكُ حسابات العدوّ فيزدادُ قلقاً وخوفاً منا، وقد تجلى ذلك في تصريحات متعددة للكيان الصهيوني تجاه الصرخة في اليمن.
فمن الواجب علينا كمسلمين أن ننظُرَ إلى هذا الشعار كموقفٍ له أهميّةٌ وضرورةٌ يعزز قوتَنا لدى أعدائنا، ولا بد أن نجعلَه شعاراً يرافقَنا على الدوام، كيف لا ونحن نواجهُ قوماً يحبون الحياةَ كما نُحِبُّ نحن الشهادةَ في سبيل الله.