الإعلامُ الغربي مضطراً يكشف: هكذا يهزم اليمنيون قوات آل سعود
صدى المسيرة: إبراهيم السراجي
إذا كان النظامُ السعودي قد استطاع أن يشتريَ بأمواله صمتَ العالم وأغدَقَ الأموالَ على وسائل الإعلام ومؤسساته في العالم مقابلَ عدم التطرُّق للجرائم التي يرتكبها طيران العدوان بحق الأبرياء من المدنيين، نساء وأطفالاً وشيوخاً في اليمن، فإنه –أي النظام السعودي- قد استطاع أيضاً أن يشتريَ صمتَ العالم حول خسائره المباشِرة في المواجهات العسكرية في جبهات الحدود من جيزان إلى نجران وعسير.
ويعتقد البعض أن الإعلام الغربي ومؤسسات الدراسات العسكرية وغيرها لا تعلمُ بالخسائر التي يتعرَّضُ لها النظامُ السعودي وقواته على يد الجيش واللجان الشعبية نتيجةً للتعتيم الإعلامي من قبل نظام آل سعود، وهذا غير صحيح، فالتعتيمُ يجري على الشعب السعودي ذاته وشعوب المنطقة، أما العالم فعلى علم تام بذلك، ولكننا نجد أن الإعلام الغربي لا يتحدث عما يتكبده النظام السعودي من خسائرَ مادية وبشرية على الصعيد العسكري في المواجهات المباشرة إلا حين يتناول ذلك في معرض حديثه عن مواضيع أخرى.
واستعرض معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى في ورقة بحث كشف عنها قبل أيام تناولت الحروبَ التي تقودها السعودية بالوكالة احتمالات وقوع نزاع مباشر مع إيران. وفي معرض تناوله للحروب التي تغرق بها السعودية في اليمن وسوريا وغيرهما أقرت ورقة البحث تلك بالخسائر العسكرية التي يتكبدها الجيش السعودي على يد الجيش واللجان الشعبية في جيزان ونجران وعسير.
واقتصر موضوع المواجهة بين القوات السعودية واليمنية في ورقة البحث على المواجهة العسكرية المباشرة ولم تتناول تأثيرَ الصواريخ بشقيها الباليستي وغير الباليستي، حيث تقول ورقة البحث: “الواقع أنّ الحوثيين يُنزلون أضراراً جسيمة بالجيش السعوديّ ويدمرون أعداداً كبيرة من دبابات المعارك الرئيسية المقدّمة من الولايات المتحدة وغيرها من الآليات المدرعة، مستخدمين الصواريخ الموجهة المضادّة للدروع”.
إذن فالإعلام الغربي ومراكز الدراسات تبدو على علم كبير بما يسطره أبطال الجيش واللجان الشعبية من بطولات في ميادين القتال بجيزان ونجران وعسير، وكما يعلم اليمنيون ومن يتابع أيضاً ما يوزعه الإعلام الحربي من مشاهد يومية لتدمير وإحراق عشرات الآليات من دبابات الإبرامز المتطورة ومدرعات البرادلي وكلها صناعة أمريكية، ولكن وفيما الإعلام الغربي يضطرُّ للحديث عن تلك الحقائق ضمنياً وليس بشكل رئيسي في تقاريرَ تتناول قضايا أخرى كما يفعل معهد واشنطن في ورقة البحث، هذه فلماذا لا نرى تغطية يوميةً لما يحصل عليه الإعلام الغربي من معلوماتٍ عن خسائر النظام السعودي عسكرياً؟ وهنا الإجابة يمكن استخراجُها من جديد أن النظامَ السعودي اشترى بالأموال صمتَ العالم على جرائمه في اليمن وعلى خسائره وهزائمه على حد سواء.
لا يعرف كثيرٌ من المتابعين أن كبريات الصحف الأمريكية والبريطانية تنقل دورياً في تقاريرها عن المغرد السعودي (مجتهد) الشهير بتسريباته في الشأن السعودي حتى أن الواشنطن بوست الأمريكية والغارديان البريطانية وغيرهما تعتبرانه مصدراً لكثير من الأخبار التي تتناولها في الشأن السعودي وما يرتبطُ به، ولكنها لا تفعل ذلك حين يكشف المغرد ذاته عن حجم الخسائر التي يتكبَّدُها جيش العدو السعودي ولنفس الأسباب.
ونشَرَ المغرد السعودي مجتهد في مطلع ديسمبر الماضي إحصائيةً بالأرقام عن حجم وأعداد ما يخسرُه الجيشُ السعودي مادياً وبشرياً في خطّ المواجهة مع الجيش واللجان الشعبية في الحدود، وتمثلت تلك الخسائر بمصرع 2000 ضابط وجندي سعودي وإصابة 4850 كما جرى بحسب الإحصائية إسْقَاط 4 طائرات أباتشي وتدمير 3 زوارق حربية وإعطاب زورقين وتدمير نحو 450 دبابة ومدرعة.
ولا تبدو أرقامُ مجتهد بعيدةً عن الواقع بالمقارنة مع ما يتم عرضُه من مشاهد للإعلام الحربي والتي تظهر الدبابات والمدرعات السعودية التي يجري تدميرها بشكل يومي.
قبل ذلك وفي سبتمبر الماضي نشرت صحيفة الواشنطن بوست الأمريكية تقريراً تناولت فيها المخاوفَ السعودية الداخلية وما يخفيه النظام السعودي عن شعبه حول خسائره في المواجهة مع اليمن خشية اندلاع ثورة شعبية ضد النظام.
ومرةً أخرى يظهر الإعلام الغربي على علم بمجمل خسائر القوات السعودية ولكنه لا يتناولها في أخباره اليومية، فقد جاء في ذلك التقرير الذي يستند إلى تقرير مخابراتي أمريكي ” إن الجيش اليمني واللجان الشعبية تمكنوا من تدمير 98 موقعاً عسكرياً سعودياً في نجران وجيزان وعسير وظهران الجنوب وخميس مشيط تدميراً كلياً، إلى جانب 76 موقعاً عسكرياً تم اقتحامها والسيطرة عليها وتفجيرها بالألغام الأرضية وفق المخطط العملياتي العسكري اليمني”.
وأضافت أن الجيش واللجان الشعبية اليمنية دمروا أيضاً منطقتَي القيادة والسيطرة في نجران وعسير وخميس مشيط بشكل كلي، كما تم تدمير بشكل كامل قصور الإمارة في نجران وظهران وجيزان، إضافة إلى تدمير مقر العمليات للجيش السعودي في الخوبة والطوال وأبو عريش والحرث والربوعة.
وأوضحت الصحيفة أن خسائرَ السعودية تتمثل أيضاً في تدمير 363 دبابة و25 مدرعة مجنزرة و181 طقماً عسكرياً، وذلك بمنطقة جيزان، إضافة إلى تدمير أَوْ إحراق 18 دبابة و13 مدرعة مجنزرة و71 طقماً عسكرياً في منطقة نجران، وتدمير221 دبابة و19 مدرعة مجنزرة و51 طقماً عسكرياً و3 آليات “دركتلات” تابعة لقطاع الانشاء والطرق بالجيش السعودي في منطقة عسير.
مرة أخرى وبالمقارنة مع سير العمليات فإن إحصائيةَ الواشنطن بوست الصادرة في سبتمبر الماضي وما قدَّمه المغرد السعودي مجتهد بعدها بثلاثة أشهر نجد مرة أخرى أن الأرقامَ واقعيةٌ مع ما يعلن عنه الجيش واللجان الشعبية ويعرضه الإعلام الحربي، ولكن ما يتابع الأخبارَ اليومية التي تنشرها الصحيفة الأمريكية سيجد أنها محصورةٌ على الإنجازات الوهمية التي يعلنُ عنها النظام السعودي، ثم فجأة تظهر كُلّ هذه الاحصائيات عن خسائره وهزائمه فمن أين يأتون بها؟ ولماذا يخفونها في تقاريرهم الإخبارية اليومية علماً أن النظام السعودي يعجُزُ عن بث مشاهد مصوَّرة لما يزعم أنه حققه، بالمقابل هناك مئات المشاهد المصوّرة التي يوثّقها الإعلام الحربي لا يتم الاستعانةُ بها في الإعلام الغربي الذي ينقلُ كلاماً غير موثَّقٍ عن القوات السعودية ويقدمها وكأنها حقائق.