تقرير: ذكرى 22 مايو تشعلُ فتيلَ المواجهة بين أدوات العدوان في المحافظات الجنوبية
المسيرة: تقرير:
سلَّط تقريرٌ صحفي عربي الضوءَ على المستجدات اليمنية خلال اليومين الماضيين والتي كان أبرزها ما حملته ذكرى الوحدة 22 مايو هذا العام في طياتها.
وقال تقريرٌ نشره موقع “الخنادق”: إن ذكرى 22 مايو هذه العام يأتي بخلاف كُـلّ السنوات الماضية، حيث إن الاحتفال بذكرى الوحدة كاد أن يكونَ سبباً في اندلاع مواجهات بين مكونين اثنين مواليان لتحالف العدوان، أحدهما يحظى بنفوذ عسكري وقَبلي يزعم أنه يحمل قضية الانفصال ومدعوم بشكل أَسَاسي من الاحتلال الإماراتي، والآخر فُرِضَ على اليمنيين عامة، والجنوبيين خُصُوصاً، ويضم رؤساء الميليشيات العسكرية على الأرض ومن بينها أحد المنادين بـ “القضية الجنوبية” وهو ما يشير إلى أن ما يسمى مجلس الرياض الارتزاقي الذي تمت هندسته في الرياض، فسيفساء بأجندات مختلفة من جهة، ومفتاح آخر للصراع بين الإمارات والسعودية وأدواتهما في البلاد من جهة أُخرى.
وبيّن التقريرُ أن ذكرى 22 مايو هذا العام أبرزت حجم الازدواجية والاختلاف بين مشاريع أعضاء “الرئاسي” من ناحية، وأجندات الدول المحركة لأعضائه من ناحية أُخرى، فعندما يتحول إحياء ذكرى ما لفتيل قنبلة موقوتة، يعني أن اجتماع هذه المكونات هو توافُقٌ هُشُّ سيسقُطُ عاجلاً أم آجلاً عند أول مفترق طرق.
وأشَارَ الموقعُ إلى ما جرى في شهر أغسطُس عام 2019، بعد استهدف الجيش واللجان الشعبيّة معسكراً في عدن بطائرة مسيّرة، وكان من بين القتلى قائد ما يسمى اللواء الأول دعم وإسناد المرتزِق منير محمود المشالي، وعلى الرغم من إعلان قوات الجيش واللجان الشعبيّة مسؤوليتها المباشرة عن العملية، إلا أن العصابات المسلحة التابعة للاحتلال الإماراتي المنضوية ضمن ما يسمى “المجلس الانتقالي الجنوبي” حمّلت مسؤولية الاستهداف لقوات الفار هادي وحزب “الإصلاح”، لتندلع بعد ذلك مواجهات بين الطرفين، استولت على إثرها ميليشيا الإمارات على مفاصل عدن، وهو الأمر الذي يكشف عن حجم الصراع في المحافظات الجنوبية المحتلّة.
ولفت التقرير إلى أن هذه الحادثةَ فتحت من جديد الباب أمام الحديث عن حجم الخلافات بين السعودية والإمارات، مؤكّـدة أن تغذية القضية الانفصالية تارة، ودعم الوحدة تارةً أُخرى، ما هي إلا خطط وسيناريوهات لتنفيذ مشروع أكبر مما يتم الإعلان عنه، أَو حتى إبلاغ الأدوات الذين يتورطون بمهام عسكرية داخل البلاد.
وَأَضَـافَ أن ما يسمى “الرئاسي” الذي يرعَى الاحتفال بذكرى الوحدة، أعلن أنه قد استكمل كُـلّ الترتيبات اللازمة، بكل ما يتعلق بانتشار العناصر الأمنية لضبط كُـلّ العمليات العسكرية التي من الممكن أن تعرقل إحياء هذه المناسبة، وهو الأمر الذي قابله باستياء من قبل المرتزِق عيدروس الزبيدي -رئيس ما يسمى المجلس الانتقالي وهو عضو في “الرئاسي” أَيْـضاً-، في خطوة لافتة تؤجِّجُ حتماً نارَ الخلافات في عدنَ، بعد أن اعتبر أدوات الإمارات الاحتفال بهذه الذكرى تحدّياً للإرادَة الشعبيّة الجنوبية، محذراً حكومة المرتزِقة القيام بأي استفزازات لما سيترتب على ذلك من استخدام القوة لدفع هذه “الحماقات”، وهو ما دفع “الرئاسي” إلى طلب الرياض؛ مِن أجلِ التدخل التي بدورها حدّدت مكان إقامة الاحتفال بالذكرى، على أن يكون بقاعة مغلقة في قصر المعاشيق الخاضع لسيطرة وحماية القوات السعودية.