عالميةُ الوحدَة عند أنصار الله .. بقلم/ أبو زيد الهلالي
الوحدة وما أدراك ما الوحدة، يتصور الكثير من المدعين حب الوحدة أن التوحد يعني فقط اتّحاد الأسماء والتراب فقط وقد يحصل ذلك ولكن لا يكون هناك توحد؛ لأَنَّ التوحد يعني الوحدة الإيمَـانية التوحد في التوجّـه والعقائد والثقافة؛ لأَنَّها قاعدة أَسَاسية أن اختلاف العقائد والثقافات يخلق تبايناً في النفوس ولا تستقيم الوحدة الحقيقية إلا بالعودة إلى الوحدة الإيمَـانية القرآنية، الوحدة في المنهج والقيادة، وهذه هي الوحدة التي أراد الله أن نعتصم بها وسماها حبل الله، حين قال سبحانه وتعالى: {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللهِ جميعاً وَلَا تَفَرَّقُوا}.
والكثير من المغفلين إن صح التعبير يعتبر أنصار الله من الذين لا يريدون التوحد وهذا من أجهل الجهل فعالمية أنصار الله في التوحد لم يسبقهم إليها أحد في عصرنا، فهم ومنذ أول وهلة تمكّن لهم رفضوا رفضاً قاطعاً يعمد بدمائهم ما يسمى بمشروع الأقلمة وهم من يرفضون كأمة إسلامية تجزئةَ المعركة وضرورة توحد الأُمَّــة كافة ضد العدوّ.
وما يشن على أنصار الله اليوم بالذات من هجمة تشويهية شرسة ليست إلا لأَنَّهم يبحثون عن تفعيل هذا المبدأ الإسلامي العظيم الذي هو الاعتصام والتوحد في المنهج والقيادة ومهما يكن اليوم من حواجز جغرافية بين الأُمَّــة الإسلامية إلا أن هناك محوراً يتشكل ويتوحد كجسد واحد ما إن يشتكي منه عضو إلا وتداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى، ومما يشهد على ذلك توحد محور المقاومة في معادلة الحرب الإقليمية ضد العدوّ الإسرائيلي لو تجرأ للاعتداء على القدس المقدس والأقصى الشريف والذي أعلن هذه المعادلة السيد حسن نصر الله -يحفظه الله- وما هذا إلَّا دليل على عالمية التوحد.
ومن المعلوم أن أنصار الله هم اليوم حقاً من يسعون للوحدة الحقيقية، فعندما رأينهم دخلوا محافظة شبوة سابقًا والتي يصنفها الكثير محافظة جنوبية للتفريق العنصري وجدنا أنصار الله هم من حشد الوفود من محافظة شبوة واستقبلتها الوفود من القبائل الموجودين في صنعاء وحقّقوا قول الله تعالى{وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا}، وما قضية الجنوب والشمال إلا قضية بسيطة ستحل بمُجَـرّد رفع أيدي الخارج والعمالة وستتوحد الأنفس قبل التربة ولا نستطيع أن نحتفل بالوحدة الحقيقية والتاريخية إلا في ذلك اليوم الذي نستعيد فيه الأرض اليمنية من أيادي العمالة الأجنبية التي لم تكتف فقط بسلبنا الوحدة بل وأدخلت قواعد أمريكية وإسرائيلية إلى الأراضي اليمنية وهل بعد هذا جرم؟ هم الذين يسعون للتفرقة، وصبغوا التفرق بكل الصبغات، فدينياً وعبر علمائهم قالوا: اختلاف أمتي رحمة ونسبوه إلى الرسول وهو بريء من ذلك.
وسياسيًّا دعموا وحشدوا وجيشوا وبنوا هم ما يسمى بالمجلس الانتقالي الذي لا يعترف بالوحدة ويحاربها.
وأما اقتصاديًّا فقد كانوا متجهين لعمل مشروع أقلمة اليمن إلى سبعة أقاليم وكلها تحت عناوين اقتصادية وسياسية فأية وحدة يحتفلون بها وهم كالذي “يقتل القتيل ويمشي في جنازته”؟!
وها هم أنصار الله اليوم وقبل اليوم هم المتوحدون الذي وحدو الكثير من اليمنيين حتى في مناطق سيطرتهم استطاعوا أن يجمعوا أحزاب وطوائف كثيرة ويعتصموا جميعاً وسوياً تحت حبل الله المتين.
وهم وبإذن الله من سيوطد التوحد الإسلامي بكل استطاعتهم وإن تطلب الموضوع دماء فهم أول الباذلين.
وَاللهُ عَلَى كُـلّ شَيْءٍ شَهِيدٌ.