الصرخةُ منذ انطلاقتها الأولى في المسيرة القرآنية
الصرخةُ منذ انطلاقتها الأولى في المسيرة القرآنية
المسيرة| عبدالله أحمد الجُنيد
في الوقت الذي أصبحت أمتنا الإسلامية كلمتها مفرقة وصفوفها ممزقة في شتات من أمرها وضغائن وعداوات فيما بينها، حَيثُ أصبح قرآنها مهجوراً وتاريخنا مسلوباً وتراثها منهوباً وهُــوِيَّتها مسروقة وأصبحت أُمَّـة فقيرة ضعيفة مهانة في شدة من النزاع والجدال الأمر الذي جعلها فريسة سهلة للأعداء المتربصين بها، الذين اخترقوا صفوفها ومزقوا عروقها وفقأوا عيونها في ظل تلك الأوضاع والأيّام الحالكة السوداء كان الشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي، يراقب أوضاع وواقع هذه الأُمَّــة ويعيش همها ويتألم لواقعها، فكان يرى أنه لا حياة لهذه الأُمَّــة ولا نجاة لها إلا إذَا خرجت من سجن أوهامها وغفلتها وشهواتها وتمسكت بنبيها واستنارت بهدي قرآنها، حَيثُ انطلق بالمسيرة القرآنية رافعاً صرخة الحق في وجه الظالمين وَالمستكبرين في الواقع العلمي والعملي، هذه المسيرة الذي تجاوزت كافة القيود المذهبية والحزبية فكانت عالمية لا شرقية ولا غربية، فكانت الصرخة الأولى لهذا الشعار: الله أكبر، الموت لأمريكا، الموت لإسرائيل، اللعنة على اليهود، النصر للإسلام، بتاريخ (3 من ذي القعدة 1422هـ الموافق 17 يناير 2002م).
استطاع الشهيد القائد من خلال المسيرة القرآنية منذ انطلاقته الأولى أن يصل إلى عقول وقلوب وضمائر الكثير من أهالي صعدة والمحافظات المجاورة من خلال أُطروحاته القرآنية التي كان يناقشها في محاضراته الفكرية الثقافية التي كانت تلامس واقع الأُمَّــة الإسلامية المعاصر وفق كتاب الله وشرعه، فكان من خلال محاضراته يشد انتباه طلابه إلى القرآن والحث على العمل به وَالاستهداء بنوره والبراءة من أعدائه والنظر إلى واقع الأُمَّــة من خلاله والبحث عن الحلول من وحي آياته الشريفة إن أرادوا لها العزة والكرامة والنصر.
وفي حديثه عن مجريات الأحداث في الساحة العربية والإسلامية وما يريده الله لعباده لم يكن يستحضر القصص والأمثلة من ماضي الكتب والروايات بل كان يستحضرها من القرآن ويضربها كأمثلة للناس ويربط تلك الآيات بواقع الناس اليوم ليعرف الناس هل هم في الطريق الصحيح أم في الطريق الخطأ وفق ما أراده الله سبحانه وتعالى لهم.
إن الشهيد القائد كان يدرك حجم الأخطار التي تحيط بالأمَّة ومقدساتها وفي مقدمتها القدس الشريف ويعرف مدى الانحطاط والتخاذل الذي وصلت إليه الأُمَّــة الإسلامية وكان يعرف من هم أعداء الأُمَّــة الحقيقيون وكان يرى في التمسك بالمشروع القرآني الإسلامي المحمدي الأصيل والبراءة من أعدائه الحل الوحيد لتوحد الأُمَّــة الإسلامية وارتقائها إلى قمة الكمال الإنساني وانتصارها على أعدائها ويرى فيه المشروع الوحيد لنهضتها وصحوتها ووعيها بطبيعة العدوّ وأدواته وأساليبه الخبيثة.
فكان كُـلّ من يجلس مع الشهيد القائد أَو يسمع محاضراته أَو يقرأ ملازمه يزداد وعياً وَإيمَانناً وتعلقاً وثقةً بالله ويزداد ثباتاً وصموداً وإصراراً على المضي في درب هذه المسيرة المباركة والجهاد في سبيلها صفاً واحداً ويجد فيها الحلول الكافية لجميع مشاكل الأُمَّــة ولذلك كان لها صدى واسع وانتشار كبير تجاوزت كُـلّ المسميات والحواجز الجغرافية والطائفية والمذهبية بإشاعة ثقافة الوحدة الإسلامية؛ لأَنَّ هذا المشروع أتى من كتاب الله الجامع والشامل لأمور الناس في الدنيا والآخرة، فهو الحجّـة البالغة التي ما فرط الله به من شيء وهو القوة العظمى لمن استمسك به واهتدى بنوره.
ولهذا سميت بالمسيرة القرآنية؛ لأَنَّها تجاوزت كُـلّ العناوين يقول الشهيد القائد: “يجب أن نترك جميع العناوين ونعود إلى العنوان الرئيسي الذي سمانا به الله (إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الإِسْلامُ)”.
ومن يتأمل ملازم الشهيد القائد يدرك من خلالها اهتمامه الكبير بالوحدة وكيف جسدها بمعانيها القرآنية وصورها الجمالية التي ترسم لهذه الأُمَّــة طريق النجاة والفلاح والعزة، حَيثُ يقول: ((قضية الوحدة، وحدة المسلمين، ووحدة المؤمنين هي مبدأ من مبادئ دين الله المهمة، وَإذَا كان هناك أي مبدأ من مبادئ دين الله، أَو أي تشريع من تشريعاته، هو الذي يرسم طريقة أدائه، أليس كذلك؟ هذا هو التشريع، هو الذي يرسم طريقة أدائه، وكيف يمكن أن يتم، وكيف نؤديه نحن، وما قال لنا توحدوا هكذا! رسم الطريقة التي على أَسَاسها يكون توحدنا، وهي طريقة تختلف اختلافاً كَبيراً عن مسألة أن بالإمْكَان أن تبقى هذه المذاهب على ما هي عليه، ويجتمعوا جميعاً، وكلّ واحد على ما هو عليه، وكلّ واحد على مذهبه ضد أعداء الإسلام!
الواقع شهد بأن هذه غير ممكنة، وحدة من هذا النوع غير ممكنة، وَإذَا كانت ممكنة أليس في هذه الأحداث ما يجعلها واقعة لو كانت ممكنة، أَو قلنا ممكنة فمتى يريدون أن يتوحدوا، متى يمكن أن يتوحدوا؟
الوحدة الإيمَانية، أَو الوحدة المطلوبة من عباد الله هي وحدة إيمَانية تقوم على منهج واحد، منهج واحد، وخط واحد، وقيادة واحدة)).
ولهذا كان يرى الشهيد القائد أنه لا يمكن لهذه للأُمَّـة أن تتوحد وهي متعددة المذاهب والمناهج والواقع اليوم شاهد على ذلك أصبحت غارقة في ويلات الحروب والفتن وأصبح بأسها بينها شديد ومع أعدائها حميم ودود، دماؤها تسفك ومقدساتها تنتهك وحالها لا يخفى على قريب أَو بعيد، رأى أنه لا بد للأُمَّـة أن تنهض من سباتها وتخلع من جسدها ثوب العبودية، فكان يرى أنه لا بُـدَّ لها أن تتبرأ من أعدائها وتتمسك بقرآنها لكي تستعيد أمجادها وإرادتها، فقام الشهيد بإطلاق شعار الصرخة في الوقت الذي كان الوطن العربي والإسلامي يتعرض لحملة شرسة من أمريكا فقامت باحتلال أفغانستان عام 2001 واحتلال العراق في عام 2003 بذريعة محاربة الإرهاب ووجود سلاح تدمير شامل في ظل صمت مخزٍ من الحكومات العربية وشعوبها فالكل تنازل عن عروبته وغيرته والكل للحرب المؤمركة انتسب.
وفي ظل تلك الأوضاع والأيّام الحالكة السوداء أراد الشهيد القائد من خلال شعار الصرخة أن يحيي في الأُمَّــة روح الثورة والغيرة والحمية لدينها وقيمها ومبادئها لتقاوم أعدائها، وكان يرى أن هذا الشعار هو القادر على توحيد الأُمَّــة ضد أعدائها ويرى أن هذا الشعار سيكون له تأثير كبير على الناس في الوقت الذي كان بوش ومن معه من الظالمين والمستكبرين يتهمون الإسلام بالإرهاب وهم من أسس بنيانه ووضع قواعده في دولنا العربية لكي يأتوا إلى بلداننا بذريعة محاربة الإرهاب ليحتلوا أرضنا ويقتلوا شعوبنا وينهبوا ثرواتنا، حَيثُ أيَّده الأغلبية من حكام العرب وفي مقدمتهم الكيان السعوديّ اليد الخبيثة التي زرعها أعداء الدين لتنفيذ مخطّطاتهم الشيطانية في شعوب أمتنا العربية والإسلامية لكن إرادَة الله اقتضت أن يقيض الله لهذه الأُمَّــة الإسلامية قائداً ربانياً وعَلَماً من إعلام الهدى يهدي به هذه الأُمَّــة ويخرجها من واقعها المستعبد وإسلامها المستورد إلى نور الإسلام القرآني المحمدي الأصيل الذي يحفظ لها عزها وكرامتها ووحدتها ويضمن لها انتصارها على أعدائها، حَيثُ يقول: ((أنا الذي لست معكم، وأنا الذي لم أقبل بالإذعان لكم؛ لأَنَّ الله يأبى لنا ذلك ورسوله وأولياءه، وهتف قائلاً: “الله أكبر، الموت لأمريكا، الموت لإسرائيل، اللعنة على اليهود، النصر للإسلام”، وقال لمن كان معه: ((اصرخوا بهذا الشعار وسترون الطاغوت كيف سيعدل من موقفه، وقال: سترون من يصرخ معكم بهذا الشعار في جميع المناطق، ولكم الفخر بأنكم أول من صرخ به، وقال: لو صرخ الشعب كله صرخة واحدة لعدلت أمريكا من منطقها ولأعفت بلدنا أن يكون فيه إرهاب، وقال: الصرخة هذه سنواجه بها كُـلّ الطواغيت وسوف تعمل على إذابة عتادهم وسلاحهم وجنودهم وهم هناك)).
فالصرخة في سبيل الله؛ مِن أجلِ المستضعفين في مواجهة الطواغيت والمستكبرين هي السبيل الوحيد للتمسك بالإسلام القرآني المحمدي الأصيل يقول الله تعالى: (فَمَنْ يَكْفُرُ بِالطَّاغوتِ وَيُؤْمِنُ بِاللهِ فَقَدْ اسْتَمْسَكَ بِالعُرْوَةِ الوُثْقى).
فهذه الآيات المحكمات إنّما تدل على أهميّة البراءة في حياة المؤمن بالله ورسوله والنور الذي أنزل معه، فلا يكتمل إيمَان المؤمن ولا يحظى بالعون والمدد والتوفيق الإلهي إلا حين يعلن الكفر بالطاغوت وينتصر للحق يقول الله تعالى ﴿لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخر يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَو أبناءهُمْ أَو إِخْوَانَهُمْ أَو عَشِيرَتَهُمْ﴾ [المجادلة: 22].
لهذا كانت هذه الصرخة لها وقعها الإيمَاني والروحاني ولها شحنات روحية ووجدانية وقوة معنوية تشحذ قلوب المجاهدين وتقوي عزائم المقاتلين وتوحد صفوف الثائرين وتزيد من إيمَان المؤمنين وتزيل عنهم الخنوع والخضوع للظالمين والمستكبرين وتجعلهم متمسكين ومتوكلين بالله رب العالمين سائرين على نهج قرآنه وهدي نبيه وآل بيته الأطهار.
ولم يكتفِ الشهيد القائد في مواجهة قوى الضلال والاستكبار العالمي بالشعار فقط بل أراد أن يكون لهذا الشعار تحَرّك فعلي في الواقع فجاءت دعوته لمقاطعة البضائع الأمريكية التي أراد من خلالها أن تكون الأُمَّــة العربية والإسلامية أُمَّـة موحدة قوية قادرة على حماية نفسها تأكل من زرعها وتلبس من قطنها وتتسلح من صنعها، مؤكّـداً أن المقاطعةَ حربٌ حقيقية لشدة تأثيرها وأن عدم المقاطعة قد يصل بالأمة إلى ما لا يحمد عقباه، حَيثُ يقول السـيد القائد: (أعتقد فعلاً رفع الشعار، والمقاطعة الاقتصادية، تعتبر من الجهاد في سبيل الله، ولها أثرُها المهم فعلاً، بل قد يكون هذا الجهاد أشدَّ على الأمريكيين مما لو كنا عصاباتٍ نتلقى لهم ونقتلهم فعلاً).
فكان لهذا المسيرة القرآنية صدى واسع لينتقل إلى المحافظات الشمالية وُصُـولاً إلى العاصمة صنعاء عن طريق ملازم المحاضرات التي كان يلقيها الشهيد القائد وكان لشعار الصرخة في وجه المستكبرين حضور كبير يردّدها الأحرار بعد صلاة الجمعة، والمناسبات الدينية هذا الشعار الذي أظهر الله به الخبيث من الطيب وأظهر المنافقين على حقيقتهم ليعرف الناس من خلاله منهم أنصار الله ومنهم أنصار الطاغوت الذين ضاقت صدورهم وتكشرت أنيابهم من هذه المسيرة القرآنية الربانية الذي استشهد في سبيلها خيرة الرجال وفي مقدمتهم الشهيد القائد أثناء قيام نظام صالح بدعم أمريكي صهيوني سعوديّ بشن ست حروب على محافظة صعدة محاولة منهم لوأدها وإطفاء نورها ولكن إرادَة الله اقتضت أن تستمر هذه المسيرة في عطائها ونعيمها الذي لا ينضب يقول الله تعالى (يُرِيدُونَ أَن يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَن يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ).
فلم تنتهِ المسيرة القرآنية بعد استشهاد قائد المسيرة القرآنية فقد استمرت على يد المنتميين إليها بقيادة أخيه قائد الثورة السيد عبدالملك، ليلتف ومعهم الكثير من الأحرار في جميع المحافظات اليمنية باسم أنصار الله هذا الاسم الذي عرف بعد استشهاد الشهيد القائد ليشاركوا هذا الشعب ثورتهم العارمة التي حاول الأعداء الالتفاف عليها وسرقتها من خلال الفاسدين والعملاء الذين انظموا في صفوفها ومحاولتهم حرف مسارها لصالحهم وإعلان تسليم السلطة للفارّ العميل هادي.
ولكن أنصار الله استمروا بثورتهم بوعيهم القرآني وشعار الصرخة الذي كان يردّدونه في كُـلّ مسيرة في العاصمة صنعاء وأغلب المحافظات اليمنية، كان هذا الشعار سلاحاً مؤثراً في وجه الظالمين والمستكبرين وعلى رأسهم أمريكا التي حاولت إسكات هذه الصرخة بكل الوسائل ولكن جميع مخطّطاتهم باءت بالفشل وسقط معها جميع أوراقهم.
البعض ما زال إلى يومنا هذا يتهم أنصار الله أنهم سببُ هذه الحرب الظالمة على شعبنا وأنهم سبب هذا الحصار البري والجوي والبحري، أريد منه اليوم أن يتذكر بعض الأحداث التي حصلت بعد تولي الفارّ عبدربه منصور هادي الحكم في فبراير 2012 ومنها:
التحليق المكثّـف للطيران الأمريكي بلا طيار في سماء الـيَـمَـن خُصُوصاً في العاصمة صنعاء وَمحاولة هادي بتوجيه أمريكي هيكلة الجيش؛ بهَدفِ إضعافه وتمزيقه وجعله أشبهَ بجيش كشافة غير قادر على حماية الوطن.
قيام هادي بتفكيك الأسلحة بعيدة المدى وأبطال مفعولها بذريعة الخوف من وصولها إلى يد داعش.
إسقاط ثلاث طائرات حربية في العاصمة صنعاء وعلى متنها ضباط كبار في الدفاع الجوي وسط إحياء سكنية مزدحمة بالسكان والسبب خلل فني حسب زعمهم.
اغتيال عدد كبير من الضباط والطيارين في الدفاع الجوي واستهدافهم بالعبوات الناسفة.
اغتيال عدد كبير من القادة العسكريين في الأمن والجيش في أكثر من محافظة.
توسع داعش في أكثر من محافظة وهجماتها المتكرّرة على النقاط العسكرية والمعسكرات ووزارة الدفاع.
اغتيال عدد كبير من الكوادر الثورية والسياسية والقبلية والاجتماعية والمشاركة في الحوار الوطني المعارضة للتدخلات الخارجية في أكثر من محافظة.
استهداف عدد كبير من المساجد والمسيرات والمراكز التعليمية بهجمات انتحارية وسيارات مفخخة، وكانت النتيجة المئات من الشهداء وآلاف الجرحى من المدنيين والعسكريين.
فهذا دليل واضح على أنه مخطّط قديم لاحتلال الـيَـمَـن، وقد حذّرنا منه السيد القائد حسين بدر الدين الحوثي مسبقًا، وبدأ الفارّ هادي بتنفيذ هذا المخطّط بعد توليه الحكم في فبراير 2012؛ مِن أجلِ إدخَال الـيَـمَـن في دوامة العنف والطائفية والمناطقية مقدمةً لإذلال الشعب الـيَـمَـني وإركاعه وتجويعه.
ولكن الشعب اليمني العظيم بجيشه ولجانه الشعبيّة وقبائله استطاع بتوكله على الله وَبوعيه ونخوته وضميره وعزته وصموده وحكمته وإيمَانه وصرخته ضد الظالمين والمستكبرين استطاع أن يسقط هذا المخطّط الذي كان يدار من قبل السفارة الأمريكية في صنعاء وانطلق لبسط الأمن في محافظات الجمهورية الـيَـمَـنية وبدأت أوراقهم وأيديهم العميلة في الداخل تتساقط وهيمنتهم تتلاشى، فتكشرت أنيابهم وضاق صدرهم ونفد صبرهم فباغتوا العاصمة صنعاء مستهدفين سلاحها الجوي وتوسع حقدهم ليشمل كُـلّ المعسكرات والبنية التحتية في جميع المحافظات الـيَـمَـنية فتسبب حقدهم الذي لا تسعه القفار ولا البحار في استشهاد ونزوح مئات الآلاف من الأسر، وقد عانت المحافظات التي تسبب البعض فيها بعدم دخول الجيش واللجان الشعبيّة لبسط الأمن النصيب الأكبر؛ بسَببِ توسع داعش فيها بمساندة طيران التحالف الغاشم فعاثوا فيها الفساد من قتل وذبح وسحل ونهب وما يحصل في تعز وعدن شاهد على ذَلك.
ولا زلتُ أسمع البعض من أصحاب العقول الفاقدة والصور المنكمشة والضمائر الموحشة، من باعت نصيبها من العز والأنوار بحقير الفلس والدينار تنادي بالولاء للعُـدْوَان وتسفك دماء أبناء جلدتها بأرخص ثمن والحقيقة واضحة ولكنهم كما قال الله تعالى: (وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لَا يُبْصِرُونَ بِهَا).
أكثر من 7 أعوام على العُـدْوَان والشعب صامد شامخ كشموخ جباله لا هزه عُـدْوَان ولا العشر الدول، صامد بصرخته التي هزت عروش المستكبرين ومرغت أنوفهم بوحل الهزائم.
أكثر من 7 أعوام على العدوان والشعب اليمني واثق بربه وبنصره وما يحدث في الحدود وجميع الجبهات خير شاهد.
أكثر من 7 أعوام عدوان وحصار والشعب اليمني بثقافة القرآنية وصرخته الإسلامية يصنع الانتصارات والمفاجآت الأُسطورية من طائرات بلا طيار وصواريخ بالستية وصلت إلى عمق دول العدوان.
أكثر من 20 عاماً وقوى الضلال والاستكبار العالمي تحاول إسكات شعار الصرخة وها نحن نشاهد اليوم الشعار يرفع في أكثر من دولة عربية.
هو الله ذي دافع هو الله ذي حمى، هو الله ويكفينا له الحمد ما أعظمَه.
فاقرؤوا في القرآن لمن العاقبة والنصر وحسن الثواب، (وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُون).