الجيلُ بين خيارَين .. بقلم/ جبران سهيل
ما من شك أن الجيلَ الناشِئَ يعيشُ اليومَ مرحلةً صعبةً للغاية، لا سيَّما ونحن في مرحلة امتلكت فيها قوى الغزو والضلال من الإمْكَانيات والوسائل والقدرات والأنشطة التضليلية التي تركّز على استهداف وقود الأُمَّــة وثروتها الثمينة الجيل الحالي في فكرهم ووعيهم وثقافتهم وهُــوِيَّتهم الإيمَـانية، ما لم يمتلكه هؤلاء على مر التاريخ الإنساني مع انتشار الوسائل المؤثرة والفعالة كالشبكة العنكبوتية والقنوات الفضائية والأفلام والمسلسلات الخطيرة وغيرها من وسائل الغزو الفكري والثقافي المختلفة والتي تتوجّـه جميعُها صوبَ التأثير على فكر الجيل الناشئ ومحاولة السيطرة على إدراكهم للواقع ونظرتهم ونفسيتهم ومن ثَم على مواقفهم ومسيرة حياتهم برمتها.
وفي هذه الظروف التي يواجه فيها شعبُنا عدواناً سعوديًّا أمريكيًّا دخل عامَه الثامن تلقوا فيه هزيمة عسكرية مدوية؛ لذا هم يسعون بكل جهد للسيطرة التامة على عقول أبناء الوطن حين يسهل السيطرة على الوطن وثروته وتغيير سلوكيات ومفاهيم أبنائه في الوقت الذي جعلت فيه القيادةُ القرآنَ الكريمَ نُصبَ عينها كدستور للحياة لا عدولَ عنه وبناء جيل متسلح بالثقافة القرآنية، فهي الحصن الحصين والسبيل الوحيد لإفشال كُـلّ مؤامرات الأعداء.
لذا أضحى أبناء الوطن بين خيارين إما أن يقعوا فريسة وصيداً سهلاً للعدو وتدمير كُـلّ مقومات العزة والإباء في نفوسهم وجعلهم تائهين ضائعين لا أملَ للوطن فيهم، أَو أن يكونوا جيلاً نافعاً وصخرةً صلبةً تتكسر عليها كُـلُّ محاولات العدوّ لاستهداف ديننا ووطننا وأمتنا، وأن يكون هذا الجيل على دراية كافية ووعي كبير بدورهم المهم وخطورة أعدائهم، من هنا كان لا بد أن يتسلحَ هذا الجيل الناشئ بالوعي والمعرفة والبصيرة والعقيدة الصحيحة دونَ تحريف حتى يتحَرّكَ في شتى مجالات هذه الحياة متحمِّلاً المسؤولية بوعي ومتسلحاً بفهم ومعرفة صحيحة وبخطوات موثوقة ومتحصِّناً من الأفكار الوهَّـابية والتطرف والغلو والغزو الغربي وَأَيْـضاً حتى لا يكون فاقداً للمنَعة الثقافية والمعرفة الفكرية الكافية فيسقط في مستنقع القبول لما يأتي من ثقافات سلبية من هنا وهناك.
ومما لا شك فيه أن المراكزَ الصيفية ستعودُ بالنفع والفائدة على الطلاب، لا سيَّما في ظل تنوُّعِ الأنشطة والبرامج الموجودة فيها؛ لذا من الواجب على أولياء الأمور الإسهام في التوجُّـهِ بأبنائهم نحو هذه الأماكن التي تحتضنُ تلك النشاطات ويجب أن يكون لهم دورٌ محوري وإيجابي يترجمُ وعيَهم العالي بأهميّة إعداد جيل مسلح بالعلم والمعرفة والإدراك والنضج الفكري والثقافة القرآنية في مواجهة حملة الثقافات المغلوطة والمسعورة التي تسعى لتنفيذ أجندتها قوى الغزو والعمالة ممثلة برأس الشر أمريكا وأدواتها النظام السعوديّ والإماراتي بعد فشل حربهم الصلبة وتكثيف حربهم الناعمة لتدمير أبناء الوطن.
ما نشهدُه دائماً مع إعلان تدشين المراكز الصيفية يقابلُه حملةٌ مسعورةٌ من قبل الأعداء والخونة، محاولين تشويهها وإفشالها، هنا ندرك جيِّدًا حجمَ انزعَـاجهم منها وأثرها الكبير على إفشال كُـلّ مخطّطاتهم وأهدافهم، ويقع على عاتق الجميع المسؤوليةُ في نجاحِها تحت شعار “علم وجهاد”، فمنها تخرج عظماء الوطن الذين هم في مواجهه مع الأعداء، كُلٌّ في موقعه.