الهُدنة المخترقة في نهايتها .. بقلم/ بلقيس علي السلطان
بعد حرب دامت أكثر من سبعة أعوام قادها تحالف العدوان بقيادة أمريكا وأذيالها في المنطقة تأتي دعوات لهُدنة يتم من خلالها فتح المنافذ البرية والبحرية والجوية وإيقاف إطلاق النار في جبهات القتال، وإيقاف الغارات الجوية.
وبالفعل بدأ سريان الهُدنة المزعومة والتي لم تؤتِ أكلها بالشكل المتوقع منذ الأيّام الأولى لها، فما زالت قوى العدوان ومرتزِقتها يخرقون الهُدنة يوماً بعد آخر، إما بزحوفات متكرّرة علهم يحقّقون ما عجزوا عن تحقيقه من قبل، أَو باحتجاز ناقلات النفط رغم تفتيشها والتصريح لها بالدخول، وكذلك عدم السماح بفتح مطار صنعاء وبدء رحلاته إلا في الرمق الأخير من أَيَّـام الهُدنة المعدودة، وفوق كُـلّ ذلك ما زالت طائراتهم تعربد في سماء المناطق المحرّرة وتقوم بأعمال عدائية وتجسسية، حَيثُ تم إسقاط ثلاث طائرات من بينها طائرتين تم إسقاطها في أقل من ١٢ ساعة.
إن قبول القيادة في صنعاء للهُدنة ليس من باب الثقة بالمعتدين الذين استباحوا كُـلّ شيء في اليمن ولم يرقبوا في الشعب إلّا ولا ذمة، وإنما كان من باب كشف الوجه القبيح للمتحالفين وإسقاط حججهم الكاذبة، وخَاصَّة النابحين من مرتزِقتهم الذين يحملون حكومة صنعاء تبعات الحصار وإغلاق الطرق وعدم الرضوخ للتفاوض خَاصَّة بعد مؤتمر الرياض الهزيل، لكن سرعان ما انكشفت سوءتهم وطفقوا يخصفون على خروقاتهم بحجج واهية وبقلب الحقائق كما فعلوا عند إعلان إسقاط طائرة سعوديّة تجسسية في سماء صنعاء وبأنها طائرة مصنوعة محلياً!!!
لكن سرعان ما أسكت نباحهم وزيفهم بإسقاط طائرة أُخرى في جيزان ليتبين المفسد من المصلح ومن الذي يدعي السلام وَيدعي مصلحة الوطن من الذي يحمي ويذود عن حياض الوطن ويقدم التنازلات؛ مِن أجلِ أن تحيا نفوس أطفال تحتاج إلى السفر للخارج وأن تعود الحياة لشوارع العاصمة بعد أزمة خانقة وشلل في الحركة أصابت المدن المحرّرة.
أمريكا والسعوديّة والإمارات والصهاينة وكل من شارك في تحالف العدوان على اليمن هم أئمة الحرب والدمار فكيف لهم أن يجنحوا للسلم فهم لا عهد لهم ولا ذمة، ومهما حاولوا الظهور بمظهر الداعي للسلم وتوجيه الحرب بأنها أهلية وأن ليس لهم لا ناقة ولا جمل فيها، فلا بد لهم أن يظهروا على حقائقهم بأفعالهم الخرقاء وما طائراتهم التي تتساقط كالذباب إلا جزء من تساقط أقنعتهم الزائفة، والشعب اليمني ممثلاً بقيادته الحكيمة بات على وعي كافٍ بخطط الأعداء وخدعهم، فسبع سنوات من الحرب كافية على تعرية مخطّطاتهم الدنيئة، وكافية لإعداد القوة المناسبة لردع تلك الخطط وإسقاطها والأيّام المقبلة كفيلة بإسقاط المزيد من المخطّطات والمزيد من أسلحتهم الهشة في البر والبحر والجو وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون والعاقبة للمتقين.