للشعار تاريخٌ يستحقُّ التأمل .. بقلم/ أسماء الجرادي
عشرون عاماً مرت منذُ أطلق السيد الشهيد حسين بدر الدين الحوثي شعار البراءة من أعداء الإسلام،
لم تكن هذه الأعوام كافية لانتشار هذا الشعار إلى مناطق عدة في أرض اليمن خَاصَّة أنها أعلنت في ضرفٍ صعب وشديد على الأُمَّــة الإسلامية وقد أطلق الشعار في ظل الهجمة الإعلامية والسياسية والعسكرية الشرسة على العالم الإسلامي بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر 2001م.
في هذه المرحلة الحرجة في مرحلة الذل والاستسلام التي أوصلت معظم الدول العربية إلى مراضاة أمريكا عن ما حصل لها جراء هذا العمل المُدبر والذي جعل معظم دول العالم العربي تحت سيطرة دول الاستكبار العالمي من أمريكا والدول الغربية في هذه المرحلة من حياة أمتنا الإسلامية.
أطلق السيد حسين الصرخة ضد المستكبرين من جامع الإمام الهادي في صعدة، حَيثُ إنه في إحدى محاضراته أخبر طلابَه الذين ينتهلون من علمه أن اصرخوا بـ (الله أكبر، الموت لأمريكا، الموت لإسرائيل، اللعنة على اليهود، النصر للإسلام).
أطلق الشهيد القائد الشعار حين وجد الضَعف والخضوع الذي تعانيه الأُمَّــة فأخبر طلابه (ألا تستطيعون أن تصرخوا بهذه الكلمات) وكأنه يقول أن إيمَـاننا يُوجب علينا أن نفعل شيئاً في هذه المرحلة وأن نرفض هذه المؤامرة وهذا الاعتداء والاستعباد للأُمَّـة فمن الإيمَـان أن نستنكر هذا ولو بأصواتنا.
أطلق الشهيد القائد الشعار وهو يعلم حجم الهجمة التي سوف يلاقيها من ترديد هذا الشعار ولكنه كان واثق بالله فقال اصرخوا وسيأتي من يصرخ معكم.
من عاش في تلك المرحلة ورأى ما واجهه الشهيد القائد وشاهد حجمَ الهجمة التي شُنت عليه والحروب التي قامت لم يكن سيتوقع ولو واحد بالمئة أن هذا الشعار سينتشر كما هو الآن وخَاصَّة بعد استشهاد القائد حسين بعد عامين فقط من إطلاق هذا الشعار.
في كُـلّ مرحلة وكل حرب شُنت كانت السلطة آنذاك تُردّد أنه تم إخماد هذه الجماعة التي تردّد الشعار، لم يكن يتخيل أحد أن هذه الجماعة التي أعلنوا إبادتهم عشرات المرات هي نفسها وبعد عدة أعوام أصبحت الحامية والمدافعة عن اليمن، لم يكن أحد يتوقع أن هذا الشعار سوف يُردّد بأعلى الأصوات في الصحاري والجبال والسهول والأودية وفي الريف والمدينة بل وليس في اليمن فحسب ولكن في جميع أنحاء العالم، لم يتخيل أحد أن هذا الشعار سيواجه العالم وينتصر ويتعجب العالم لهذا الانتصار الذي صنعه هذا الشعار وفي نفس الوقت يرتعب الأعداء ويتخبطوا بعد أن فشلت كُـلّ مؤامراتهم وحروبهم الظاهرة والباطنة لإخماده.
ما حصل لهذا الشعار ومع مظلومية الشهيد القائد وجميع الشهداء القادة الذين كانوا في مرحلة سابقة تجمع عليهم معظم اليمنيين لقتالهم في جبال صعدة هم نفسهم اليوم بأرواحهم يحمون اليمن بل ووضعوا لليمن مكان في هذه الأُمَّــة والعالم بأكمله في أعوام قليلة، وما حدث هو آية من آيات الله لعباده ليعتبروا إن كانوا يعقلون.
مظلوم أنتصر بظلمه والظالم انتهى بظلمه، فقد انتصر السيد القائد بروحه وهو بجوار الله، وانتشر علمه بعد استشهاده أكثر مما انتشر في حياته.
وهذه عبرة حياتيه واضحة تُثبت وتوضح كلام الله حين قال: (ولا تحسبنَّ الذين قتلوا في سبيل الله أمواتاً بل أحياءٌ عند ربهم يُرزقون)، فالسيدُ القائد ما زال يقودُ معركته ضد قوى الطغيان وينشر العلم ووصل للعالم بأكمله، فاعتبروا يا أولي الأبصار.