مناقشات عمّان تُسقِطُ دعاية “حصار تعز” وتفضح حرص العدوّ على استمرار معاناة المواطنين
المسيرة: خاص
مَثَّــلَ رَفْضُ وفد المرتزِقة لمبادرات فَتْحِ الطرق التي قدمتها صنعاء في مناقشات عمّان، فضيحةً واسعةً كشفت زيفَ مزاعم “حصار تعز” التي يحاول تحالفُ العدوان وأدواته ورُعاتُه منذ سنوات تكريسَها لإثارة الرأي العام وابتزاز صنعاء، إذ بات واضحًا أن العدوَّ يستغلُّ معاناةَ المواطنين في تعز لتحقيق مكاسب عسكرية، إلى جانب أنه لا يكترثُ لمعاناة أبناء مأرب وبقية المحافظات الأُخرى، الأمر الذي يحتمُّ على المجتمع الدولي والأمم المتحدة الضغط على تحالف العدوان ومرتزِقته لوقف هذا السلوك لإثبات جدية التوجّـه نحو التهدئة والسلام.
وكشف نائبُ وزير الخارجية بحكومة الإنقاذ، حسين العزي، السبت، جانباً من كواليس مناقشات عمّان حول فتح الطرقات، حَيثُ أوضح أنه بعد رفض وفد المرتزِقة مقترحات فتح طرقات في محافظات أُخرى وإصراره على تعز فقط “خلافاً لنص الهُدنة”، قدم فريقُ اللجنة العسكرية الوطنية مقترحاً آخرَ “تكون فيه الأولويةُ لمحافظة تعز على أن يتم الالتزام لاحقاً بعدم استعمال الطرق لأغراض عسكرية، ثم إنهاء القتال وإعادة الانتشار”، لكن وفد المرتزِقة رفض ذلك أَيْـضاً.
وَأَضَـافَ العزي أن فريقَ اللجنة الوطنية قدّم أَيْـضاً مبادرة أُخرى “تعتمدُ التدريجَ والبدءَ ببعض الطرق من الجانبين مع تقييم مشترك” لكنهم رفضوا ذلك أَيْـضاً.
وتشير هذه المعلوماتُ أن وفدَ المرتزِقة جاء المناقشات بأجندة محدّدة مسبقًا هدفُها الرئيسي هو إعاقةُ أية حلول إيجابية يمكن الخروج بها، وهو موقفٌ لطالما اتخذه المرتزِقةُ في مختلف النقاشات والمفاوضات على امتداد السنوات الماضية.
وأثار موقفُ وفد المرتزِقة المتعنت فيما يتعلق بالطرقات استياءً شعبيًّا كَبيراً امتد حتى إلى أوساط نشطاء موالين لتحالف العدوان نفسه، حَيثُ طالب النشطاءُ وفدَ العدوّ بالتعامل بمرونة مع المقترحات والمبادرات الخَاصَّة بفتح الطرق؛ مِن أجلِ تخفيف معاناة المواطنين في المحافظات وفي تعز بشكل خاص.
وانتقد نشطاء موالون لتحالف العدوان فريق المرتزِقة؛ بسَببِ محاولته “تحريفِ” المبادرات التي قدمتها صنعاء بشأن فتح بعض الطرقات في تعز، مشيرين إلى أن المبادراتِ تضمنت فتحَ ثلاث طرق مهمة من شأنها أن تخفِّفَ كَثيراً من معاناة المواطنين وهي: طريق الحوبان-صالة، وطريق منفذ غراب، وخط عصيفرة حوجلة الرئيسي، لكن فريق المرتزِقة لم يتحدث إلا عن طريق واحد (الحوبان -صالة) ولجأ إلى محاولة التقليل من أهميته، واصفاً إياه بأنه طريق قديم، بينما هو في الواقع طريق معبّد وآمن، ويختصرُ الكثيرَ من الوقت على المواطنين مقارنة بالطريق الحالي الطويل والمكتظ بنقاط الجباية والتقطع التابعة لعناصر المرتزِقة.
هكذا، انكشف بوضوحٍ زيفُ مزاعم “حصار تعز” التي ما انفك تحالف العدوان ومرتزِقته يردّدونها منذ سنوات، ويوظفونها أمام العالم كذريعةٍ لتبرير إغلاق المطارات والموانئ وحتى قطع الطرقات في بقية المحافظات، وبات واضحًا بشكل كامل أن دول العدوان حريصة على إبقاء معاناة أبناء تعز لاستخدامها وتوظيفها في سبيل تضليل الرأي العام والعالم؛ مِن أجلِ تحقيق مكاسب سياسية وعسكرية.
وفي هذا السياق، أشار عضوُ الوفد الوطني المفاوض، عبد الملك العجري، إلى أن تحالفَ العدوان ومرتزِقته “يرغبون في إبقاء تعز قضيةً معلَّقةً”، موضحًا أنهم “سابقًا رفضوا كُـلّ المبادرات المحلية والآن قد يكرّرونها مع مبادرة الفريق الوطني، فهم يريدونها مادة للمزايدة الإنسانية في المحافل الدولية، ودول العدوان تراها المدينة التي كانت مصدر إزعاج منذ الستينيات فسلطوا عليها المرتزِقة والميليشيات يسومونها سوء العذاب”.
فضيحةُ رفض فتح الطرقات سلَّطت الضوءَ أَيْـضاً على جوانبَ أُخرى من معاناة أبناء تعز التي يتحمل مسؤوليتها تحالف العدوان وأدواته، ومنها قضيةُ “المهجَّرين قسرياً” الذين لم يعد بإمْكَانهم العودة إلى منازلهم ومناطقهم في المحافظة بعد أن اضطروا لمغادرتها؛ بسَببِ التصفيات الإجرامية الوحشية التي مارسها المرتزِقة بحق كُـلّ من يخالفهم داخل المحافظة، حَيثُ تصاعدت أصوات تطالب بضرورة السماح للمهجرين بالعودة إلى منازلهم ومناطقهم وممتلكاتهم التي استحوذ عليها المرتزِقة بعد حملات التهجير.
كما سلطت هذه الفضيحة الضوء على الطرقات والمنافذ المقطوعة من قبل قوى العدوّ والمرتزِقة في المحافظات الأُخرى، وهو الأمر الذي حرصت دول العدوان على تجاهله بشكل تام طيلة السنوات الماضية، وُصُـولاً إلى مناقشات عمان المنبثقة عن اتّفاق الهُدنة الذي ينص بوضوح على فتح الطرق في مختلف المحافظات.
وفي هذا السياق، جددت صنعاء، السبت، التذكيرَ بأن قوى العدوان ومرتزِقتها تقطعُ الكثيرَ من الطرق الرئيسية والمهمة في البلد ومنها طريق صنعاء -مأرب، وطريق بيحان -البيضاء، وطريق عدن -الضالع، وطريق تعز -الراهدة.
وأوضح وزيرُ النقل بحكومة الإنقاذ، عبد الوهَّـاب الدرة، للمسيرة أن قطعَ هذه الطرقات وغيرها من الطرق الرئيسية من قبل تحالف العدوان ومرتزِقته، سبب معاناة كبيرة لمختلف أبناء الشعب اليمني في العديد من المحافظات، كما “دفع القاطرات لسلوك طرق أُخرى أكثر كلفةً وصعوبة”، الأمر الذي جعل المعاناة مضاعفة.
وَأَضَـافَ الدرة أن المواطن اليمني يقع ضحية لغرامات التأخير التي تنتج عن توقيف القاطرات في المنافذ البرية المغلقة من قوى العدوان والمرتزِقة.
وجدّد الدرة مطالَبةَ الأمم المتحدة “بضرورة أن تشملَ الهُدنة فتحَ كُـلّ الطرقات والمعابر والمنافذ؛ لأَنَّ النقل البري له دور أَسَاسي في تخفيف معاناة المواطنين” مُشيراً إلى أن فتح الطرق الرئيسية بين المحافظات ضرورة لا بدَّ منها لتخفيف هذه المعاناة.
ويشكو أبناءُ محافظة مأرب من استمرار إغلاق طريق الجوبة –الفلج وطرقات أُخرى من قبل مرتزِقة العدوان الأمريكي السعوديّ، مشيرين إلى أن المسافة إلى مدينة مأرب أصبحت تحتاج 20 ساعة، بعد أن كانت 20 دقيقة قبل إغلاق الطريق.
وقال محافظ المحافظة، اللواء علي محمد طعيمان، للمسيرة قبل أَيَّـام: إن مرتزِقة العدوان لا يكتفون بإغلاق الطرق الرئيسية في مأرب بل يفرضون إتاوات على المسافرين الذي يضطرون للمرور عبر الطرق الرملية، مستنكراً تجاهل الأمم المتحدة للطرق المغلقة في مأرب وتركيزها على طرقات محافظة تعز.
ولا زالت مناقشات عمّان مُستمرّة، حَيثُ من المقرّر أن تتناول أَيْـضاً خروقاتِ الهُدنة، إلى جانب مِلف فتح الطرقات.
ونشر رئيسُ الوفد الوطني محمد عبد السلام، السبت، صوراً لجلسة نقاش جديدة ضمَّت أعضاء اللجنة العسكرية الوطنية الممثلة للجمهورية اليمنية (بالزي العسكري) وأعضاءَ فريق العدوّ والأمم المتحدة.